الصمت يعانق حشاشتي
كأنه حائط يراقب الوهم
وباب موصد كلما حركه إنسان صر
ولسان أخرس كالسيف السليط
والآهات كالحلم العتيق يرفرف في عيني
والرصاصات في يدي تداعب القلب
ورئة السنين كالقاصة تختزل أفواه الرجال
اني أفكر على عجل
ليتني أستطيع الدخول
في قلب الأشواك
لأرشد فمي حين يبحث عن قطرات الندى
من دم الشهيد
لم أرَ احدا يحمل التراب
وعيناه تعانق السماء
ولم اشاهد عيون الكبد تتمزق
فوق أصوات حروفي
أحفري حبيبتي وشما على جسدي
يؤرخ الشقاء في امعاء التماثيل
اوقفي هدير الأمل في شرياني الوحيد
اوقفي دقات القلب يا حبيبتي الشفاء في الميدان
والشقاء عند عصا جدتي
أقول لك ياسيدتي
أوقفي تدفق الدم في عروق الآسنة
الشمس تصبغ الفجر
والليل ينام بجوار جثث الراحلين
والرماح تسدل الستار
عنفوان الدراهم يغرق المدينة
واصوات النياح يشبه اصوات الغواني
لنهتف هيا اهتفوا وتقربوا
فالاجل بات قريبا
لا نسمع دبيب النمل
لقد مزقوا الأكفان عند عتبات الأجنة
هيا امرحوا وترجلوا من بطن امهاتكم
واكملوا مشوار السنين
وعواء الخائبين
وسريرة الراحلين
لقد مضت آلاف الأعوام
ونحن في رحاب الأجنة
ليوم صار بألف عام مما تعدون
هيثم الأسدي