أربع نماذج للتخطيط الإستراتيجي تحتاجهم مؤسستك


التخطيط الإستراتيجي من أهم العناصر والركائز في علوم الادارة الحديثة ويتكون التخطيط في كل نماذجه المختلفة من خمسة مراحل رئيسية
مرحلة الإعداد للخطة – مرحلة البعد الاستراتيجي للخطة – مرحلة التحليل – مرحلة البعد التشغيلي للخطة – مرحلة التنفيذ والرقابة وفي المقالات السابقة قد ذكرنا بعض من نماذج التخطيط الاستراتيجي مثل نموذج فايفر – والتخطيط بالسيناريو – ونموذج سوات وغيرها من النماذج الرئيسية في التخطيط كما هو مذكور في المدونة التعليمية لبلامكس ووضحنا أهمية التخطيط والمراحل الأساسية له
وفي هذا المقال إن شاء الله سنكمل ما بدأنا ونذكر بعض النماذج الأخرى للتخطيط الإستراتيجي وسنتكلم عن :
نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي
نموذج فورد للتخطيط الإستراتيجي
التخطيط الهرمي
نموذج ستينر للتخطيط الإستراتيجي
ـــــــــــــــــــــ
نموذج كوفمان للتخطيط الإستراتيجي :
نموذج كوفمان من أول النماذج القوية التي أسست نماذج التخطيط الإستراتيجي التي مازال العمل به جاريا حتي الأن ومؤسسه هو روجر كوفمان بروفسير التفكير والتخطيط الإستراتيجي ويتكون نموذج كوفمان من ثلاثة مراحل رئيسية ويتمثلوا في الأسئلة الثلاثة التي دائما تذكر إذا ذكر التخطيط
أين أنا الأن ؟
أين أريد أن أذهب ؟
كيف سأحقق ما أريد ؟
أو كما ذكرت في النموذج مرحلة الرؤيا الكلية – مرحلة التخطيط – مرحلة التطبيق والتطوير
مرحلة الرؤية الكلية :
وهنا يتم تحديد وصياغة تصور كامل للمقاصد الرئيسية للخطة وهي ( الرؤية – الرسالة – الأهداف العامة – القيم ) العناصر التي تكون المرجعية الدائمة للخطة وتنبثق منها كل التفاصيل الأخرى
مرحلة التخطيط :
المرحلة الثانية هي التخطيط وفي هذه المرحلة يتم أولا تحليل الواقع ودراسته جيدا باستخدام النموذج المشهور S W O T ومعرفة نقاط القوة والضعف الخارجية والداخلية للمؤسسة وللخطة وللقائمين علي الخطة وتحديد التهديدات والفرص المستقبلية والحالية
ويتم تقسيم الرؤية والأهداف العامة إلي أهداف تفصيلية
ويتم قياس الفجوة بين الواقع الذي اكتشفناه وبين الرؤية الإستراتيجية الموضوعة
مرحلة التنطبيق والتطوير :
في هذه المرحلة يتم تحديد عدة عناصر التي تشملها الخطة التشغيلية أو الخطة التنفيذية من مهام وسائل ومتطلبات وأهداف قصيرة المدى ووسائل لتنفيذ هذه المهام والأهداف وسياسات حاكمة على الخطة التشغيلية
والأن يكون لديك خطة كاملة فتبدأ مرحلة التطبيق وتطوير الخطة أثناء التنفيذ ستري بعض الزوايا التي لم تكن في الحسبان فيتم تعديل الوسائل والأساليب طالما لم تخرج من التقدم نحو الإطار العام ( الرؤيا الكلية التي وضعناها في البداية ) فيتم تعديل الخطة حتي تكون متكاملة

نموذج فورد للتخطيط الإستراتيجي :
نموذج فورد من النماذج المباشرة في التخطيط الاستراتيجي تم كتابته في عام 1999م ويتكون من خمسة خطوات
تحديد الرؤية : الصورة التي تريد المؤسسة أو الفرد أن يكون عليها عند تنفيذ الخطة
تحديد القيم : كل ما يعتبره الفرد أو المؤسسة ذات قيمة وهي المحرك الرئيسي للخطة وللعاملين عليها
الرسالة : هي مجموع الرؤية والقييم والأهداف الخاصة بالمؤسسة ولكن الرسالة تكون باقية ببقاء المؤسسة ليس لها فترة زمنية معينة مثال ( اريد بناء جيل مؤمن ذو اخلاق يعمل على نصرة دينه ودولته )
تحليل الواقع أو الحاضر : يتم فيه دراسة الواقع ومعرفة ما تمتلكه المؤسسة من موارد وما تريده من احتياجات وما هي نقاط القوة ونقاط الضعف والتهديدات والفرص ونموذج سوات الرباعي وهناك شرح له بالتفصيل في مقالين في المدونة SWOT هو الأنسب لهذه المهمة


استراتيجيات التنفيذ : هي الطرق المستخدمة والوسائل التي ستضمن تحقيق الرؤية والوصول إليها وكيفية تنفيذ هذه الاستراتيجيات

التخطيط الهرمي :
وهذا النموذج كما هو واضح من المسمي الخاص به يستخدم شكل هرم في كتابة الخطة الإستراتيجية متكون من ثمانية مستويات ويبدأ الهرم من القاعدة في الأسفل بهذا الترتيب

  • الرؤية الإستراتيجية : الرؤية الحاكمة والمرجعية للخطة ككل
  • الرسالة : ما تقدم المؤسسة وما المهمة والغاية العليا التي تنفذها وكيف تريد أن تصل صورتها إلى العميل أو الموارد البشرية أو المجتمع
  • القيم : وهي روح الخطة التي تتحرك الخطة حولها فالرؤية البصيرة والرسالة الصوت والقيم الروح والأهداف هي القلب والتحليل هو العقل والتنفيذ هو الجسد كل العناصر تعمل معا تجاه تحقيق الرؤية وتنفيذها
  • تحديد الغايات الإستراتيجية : والمقصود بالغايات الإستراتيجية الأهداف العامة بعيدة المدي للخطة
  • الأهداف المحددة : يتم تقسيم الأهداف العامة إلى اهداف تفصيلية وأهداف تنفيذية
  • الخطط التنفيذية : المهام والوسائل والإجراءات والمتطلبات والمدد ومؤشرات التنفيذ الخاصة بالخطة التشغيلية قصيرة المدي المنبثقة من الرؤية والأهداف العامة
  • تحديد المسؤوليات وتخصيص الموارد : في هذه الخطوة يتم تحديد المسؤوليات الخاصة بالخطة وتوزيع هذه المسؤوليات على فريق العامة وتحديد موارد المؤسسة وتخصيصها وتوزيعها بناء علي المسؤوليات

وبهذا يكون انتهي الثمانية مستويات الخاصين بالخطة ويري أيضا النموذج الهرمي إن هناك عنصرين اضافين يعتبرون عنصر التغذية لكل العناصر السابقة وهما المسح المستمر وتحليل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة ويكون هذا المسح هو مصدر المعلومات في كل خطوة من خطوات التخطيط الهرمي

نموذج ستينر للتخطيط الإستراتيجي :
نموذج ستنر من النماذج القوية في التخطيط وايضا يعتبر من النماذج الشاملة ومن أقوى النقاط المميزة في هذا النموذج المرونة والاتساع لأكثر نوع من المؤسسسات التعليمية والخدمية والربحية ويقال إن هذا قد اطلق عام 1979 ويرى هذا النموذج إن الخطة الاستراتيجية تنقسم إلى ست مراحل
المرحلة الأول التخطيط للتخطيط :
في نموذج فايفر أول خطوة من الخطوات العشر هي ايضا التخطيط للتخطيط ولكن مفهوم ستينر مختلف عن فايفر في هذه الخطوة
في فايفر كان يري معني التخطيط للتخطيط هو تجهيز فريق التخطيط وتحديد مدة الخطة ومدة كتابتها وكيف سيتم كتابتها وما تحتاج إليه الخطة
أما هنا فيري التخطيط للتخطيط يتكون من دراسة شاملة لكل ما يخص تحليل الواقع عن طريق

  • تحليل سوات الرباعي ( نقاط القوة – نقاط الضعف – التهديدات – الفرص )
  • البيانات الرقمية والنوعية للحاضر والماضي والتقارير الخاصة بالمؤسسة والتطورات
  • التوقعات الخاصة بالمؤسسة من الأطراف الداخلية والخارجية

المرحلة الثانية : مرحلة بناء الخطة
  • صياغة الرؤية الاستراتيجية
  • صياغة الرسالة والقيم
  • صياغة الأهداف الاستراتيجية العامة
  • السياسات والوسائل والمتطلبات
  • توضيحات عامة للخطوات التنفيذية والإجراءات

ويمكننا أن نقول إن هذه المرحلة تشبه مرحلة الرؤية الكلية في نموذج كوفمان للتخطيط الاستراتيجي وهي المرحلة الحاكمة على الخطة التي تحدد المقاصد العامة والقواعد العامة والأساسيات للخطة
المرحلة الثالثة : مرحلة الخطة متوسطة المدي
في هذا يتم تقسيم الأهداف العامة والرؤية والإجراءات وتجزئتها لبناء خطة متوسطة المدى
مثال لو كانت الرؤية والأهداف العامة تم وضعها لمدة 15 عام فبعد تحديد العناصر العامة يتم بناء خطة متوسطة المدى منبثقة من هذه الخطة العامة وتكون هذه الخطة لمدة 7 سنوات أو 5 سنوات عند تحقيق هذه الخطة نكون قد حققنا جزء من الخطة العامة الرئيسية
المرحلة الرابعة : مرحلة الخطة قصيرة المدي
في هذه المرحلة يتم بناء الخطط التشغيلية قصيرة المدي أقل من سنة وتكون هذه الخطط منبثقة من الخطة متوسطة المدي وتتكون من أهداف قصيرة المدي – سياسات – وسائل التنفيذ – مهام محددة بزمن ويمكن قياسها ومحدد من المسؤول عنها والمتطلبات التي سيحتاجها في التنفيذ
ولكل قسم داخل المؤسسة يكون له خطة تشغيلية خاصة به أما الخطة الاستراتيجية فتكون واحدة
المرحلة الخامسة : مرحلة التطبيق
هنا يتم توزيع المهام وبدأ تنفيذها من الأشخاص المنوط بهم المهام وعند تنفيذ هذه المهام وجمعها سيتم تنفيذ خطوات متتالية من الخطط القصيرة المدي وعند تنفيذ الخطط قصيرة المدى يتم تنفيذ الخطوة المتوسطة وعند إتمام الخطط المتوسطة نكون قد أتممنا تحقيق الرؤية العامة والوصول إلى الغاية
المرحلة السادسة : مرحلة التقويم والمراجعة
ونرى إن المرحلة الخامسة والسادسة في نموذج ستنر تم دمجهم في مرحلة واحدة في نموذج كوفمان مرحلة التطبيق والتطوير
فمرحلة التقويم والمراجعة هنا تشبه مرحلة التطوير هناك
فقد أتممت خطتك وبدأت في التنفيذ وسيظهر لك عقبات لم تكن في الحسبان ولهذا يجب أن تجعل خطتك دائما مرنة تسع التعديل والتطوير فكلما زاد علمك وزد الدخول في مرحلة تنفيذ الخطة تكتشف مناطق جديدة لم تكن في الحسبان فالخطة دائمة قابلة للتعديل وللتطوير ولكن يجب أن نحذر إن هذه التعديلات يجب أن يكون لها مدة زمنية دورية بمعني كل ثلاث سنوات سأقوم بمراجعة خطتي وتطويرها فإن لم يكن هناك مدة محددة للمراجعة وتتم المراجعة في أي وقت ستقع في فخ التخطيط بلا تنفيذ وكثرة التعديلات وستجد إن النتيجة في النهاية لا يوجد أي تنفيذ للخطة
فالخطة الاستراتيجية تراجع مرة سنويا على الحد الأقصى لا تراجعها قبل سنة أما الخطة التشغيلية فيتم تطويرها كلما تحتاج إلى هذا بطريقة تخدم بها الخطة الأم والمقاصد العامة

وبهذا نكون قد قمنا بشرح اربعة نماذج من النماذج الخاصة بـالتخطيط الإستراتيجي وقد قمنا بشرح عدد كبير من النماذج يمكنك مراجعتها في المدونة وسنقوم بإذن الله تعالي في المقالات القادمة بشرح مزيد من النماذج ادرس النماذج جيدا واصنع لنفسك نموذجك الخاص بما يناسب مجال مؤسستك وما تحتاج
# بلامكس للتخطيط الإستراتيجي والتشغيلي يسعدنا الرد علي استفسارتكم والتواصل معكم وندعوكم للتسجيل في الموقع والتمتع بتجربة التخطيط الرقمي