زينب في اللغة : اسم شجر حسن المنظر طيب الرائحة
وبه سميت المرأة أو أن اسم مأخوذ من :
زين اب يعني زينة ابيهاوبهذا الاعتبار عبر البعض عنها بأنها عليها السلام
زين ابيها كما ان الزهراء عليها السلام ام ابيها وهو تقابل جيد حسن ..

زينب(ع) سليلة الدوحة النبوية المباركة، فجدّها رسول الله(ص)،وأبوها(ع) وصي رسول الله(ص)، وأمها سيدة نساء العالمين، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة.

وبذلك نشأت هذه الكريمة في حضن النبوة، ودرجت في بيت الرسالة، ورضعت لبان الوحي، فنشأت نشأة قدسية، ورُبّيت تربية روحانية.

كانت(ع) تشبه أباها وأمها(ع) بالعبادة.. فكانت تؤدي النوافل كاملةً في كل أوقاتها، ولم تغفل عن نافلة الليل قط. فكانت من القانتات العابدات، اللواتي وقفن حركاتهن وأنفاسهنّ للباري عزّ وجل.

أما نشاطها الاجتماعي والسياسي، فحدّث ولا حرج، فهي زينب بطلة كربلاء، ومتممة دور أبي عبد الله(ع)، وخطبها في الكوفة والشام، لا تزال تدوِّي مدى الدهر.

أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (ع) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.

لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب (ع)،وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها..

حينما حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين (ع) بعد قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدججين بالسلاح، فلما وقفت على جثمان أخيها العزيز الذي مزقته سيوف الحاقدين وهي تراه جثة بلا رأس مقطع إرباً إرباً، فالكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هز أعماق الناظرين، فأمام تلك الجموع الشاخصة بأبصارها إليها جعلت تطيل النظر إليه فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة (اللهم تقبل منا هذا القربان).

قالت عليها السلام مخاطبة يزيد لعنه الله::
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين
صدق الله سبحانه كذلك يقول( ثم كان عاقبة الذين اساءوا السؤ ان كذبوا بآيات الله
وكانوا بها يستهزئون)
اظننت يايزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق
الأسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامه وان ذلك العظم خطرك عنده فشمخت
بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقه والأمور متسقه
وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!! فمهلا مهلا، انسيت قول الله عزوجل ( ولا تحسبن الذين كفروا
إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب أليم) ؟؟!! ..
أمن العدل ياأبن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدوبهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن اهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي ؟، وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ثم تقول غير متألم ولا مستعظم لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يايزيد لا تشل منحنيا على ثنايا ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنه تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحه واستأصلت الشأفه بإراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكا موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ماقلت وفعلت مافعلت .
اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا
فوالله مافريت إلا جلدك وما حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك بالله حاكما وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيما وبجبرائيل ظهيرا، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين (بئس للظالمين بدلا) وأيكم (شر مكانا واضعف جندا) ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى .
الأ فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنظف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد إلا ماقدمت وما ربك بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى وعليه المعول .
فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا يرخص عنك عارها وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين)
فالحمدلله الذي ختم لأولنا بالسعاده والمغفره ولأخرنا بالشهادة والرحمه ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافه إنه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل ..