الحكة الجلدية... إزعاج وإنذار!
يمتلك جسم الإنسان وسائل إنذار مبكرة، وأجهزة دفاعية تمنع الأذى عن الجسم في وقت مبكر أغلب الأحيان، إذا استمعنا وانتبهنا لعلامات الإنذار هذه.
فمثلا يعبر الصداع عن حالة من حالات الجسم قد تكون ألما في مكان آخر، وقد تكون إرهاقا يشكو الجسم منه، كما قد تكون إنذاراً مبكراً لمرض أخطر.
وبما أن الجلد هو خط دفاع أول عن الجسم، فمن الطبيعي أن يقوم بإنذارنا إذا تأثر بعامل ما أو تأذى لأي سبب. ونلاحظ ذلك بوضوح برد فعلنا السريع بالابتعاد عند التعرض لمصدر حراري مثلا حيث يساعد رد الفعل ذلك في وقاية الجلد من أذى أكبر لو استمر تعرضنا لذلك المصدر. تنتج عند تعرض الجلد لأي أذى مواد كيماوية مثل مادة الهستامين والتي تكون هي ومواد أخرى مسؤولة عن ردود الفعل المذكورة، كما تسبب هذه المواد الحكة الجلدية أيضا، والتي تعتبر أيضاً من ردود فعل الجلد المسؤولة عن حمايته من تأثير المواد الضارة التي قد يتعرض لها الجلد باستمرار نتيجة لوجوده في محيط من هذه المواد.
تتسبب الحكة نتيجة عوامل كثيرة يمكن تقسيمها إلى:
فقد تنتج الحكة عند وجود قصور في وظائف الغدة الدرقية، وفي بعض أمراض الدم، وقد يعكس وجود الحكة انهياراً في وظائف أعضاء أخرى كما يحدث في هبوط الكلى والكبد. أما في حالات أخرى فقد تكون الحكة مظهراً لأمراض أخطر كما في حالات سرطان الدم مثلاً. وقد تظهر الحكة كأحد أعراض الإدمان على المخدرات.
ولا ننسى هنا عامل الجفاف الذي يعانيه الجلد بسبب الطقس والجو المحيط ونوعية ودرجة حرارة المياه المستخدمة للاستحمام.
كما أن مجموعة كبيرة من الأمراض الجلدية قد تسبب الحكة الجلدية فالتحسس الجلدي والذي قد يسمى بالاكزيما والذي ينجم عن تعرض الجلد لمواد تسبب التحسس كالملابس والمواد المصنعة وبعض المواد الكيماوية والنباتات، قد تسبب الحكة مع ظهور أعراض هذه الأمراض من احمرار وفقاقيع صغيرة.
هناك أمراض معدية ناتجة عن العدوى بطفيليات معينة تسبب الحكة الجلدية عند الإصابة بها كداء الجرب المعدي مثلاً. نعرف أن مقام تعداد كل الأمراض المسببة للحكة يطول، ومن المهم إذن التعرف على مسبب الحكة قبل اللجوء إلى المعالجة وهي مهمة يقوم بها الطبيب بفحص الجلد وأحيانا الأعضاء الباطنة أيضاً. كما قد يلجأ الطبيب لتأكيد أو نفي وجود مرض ما بالقيام بتحليل للدم أو فحص وظائف أعضاء بذاتها. تتم المعالجة بالتركيز على معالجة المرض المسبب إن وجد، ومن ثم التركيز على عوامل عامة تساهم في التقليل من الحكة أو إنهائها:
1- عوامل داخلية: يتأثر الجلد سلباً أو إيجابا بحالة الجسم الصحية، لذا تظهر على الجلد أعراض مختلفة ومنها الحكة الجلدية عند وجود أمراض معينة. 2- عوامل خارجية: يشكل الجلد طبقة واقية لأعضاء الجسم الداخلية وهو إضافة لذلك يتحمل عبء مواجهة جميع العوامل الخارجية والتي تؤثر عليه سلباً في أغلب الأحوال؛ فالجلد يتعرض لعوامل الجو الطبيعية كالشمس وإلى العوامل التي صنعها الإنسان كملوثات الجو المختلفة، كما يتعرض الجلد إلى مواد يتعامل معها الإنسان يوميا كالصابون ومواد التنظيف عامة. 1- تناول كمية كافية من السوائل خاصة خلال فصل الصيف. 2- الاستحمام بماء أقرب إلى البرودة. 3- ارتداء ملابس قطنية حيث تتسبب الملابس المصنوعة من الصوف أو الألياف الصناعية في تهيج الجلد والتسبب بالحكة. 4- عدم استخدام منظفات الجلد المهيجة للجلد ويشمل ذلك الصابون ومستحضرات الاستحمام عامة. 5- إضافة مادة مرطبة للجلد خلال أو بعد الاستحمام. 6- عدم تعريض الجلد لتفاوت كبير في درجة الحرارة أو للجفاف نتيجة التدفئة أو أجهزة التكييف. 7- استخدام أجهزة لترطيب الجو المحيط، وقد يفيد في مثل هذه الحالة استخدام (المكيف الصحراوي). 8- استخدام عقاقير مناسبة مضادة للحكة والتي قد يصفها الطبيب. 9- قد يصف الطبيب مستحضرات كورتيزونية للسيطرة على الحكة خاصة في فترة الليل.
رغم إزعاج الحكة الجلدية لمن يعاني منها، فإنها بنظرنا وكما ذكرنا وسيلة يقوم الجلد من خلالها بالشكوى من مشكلة ما يتعرض لها.
من واجب المريض عدم ترك الجلد يشكو لفترة طويلة، ومن واجب الطبيب الاستماع لهذه الشكوى وإيجاد مسببها ومن ثم وضع حل لها!