نجح شباب بصراويين من تحقيق حلم الطفولة بصناعة طائرات وتسييرها، رغم العقبات التي واجهوها مع بداية مشوارهم.
وتأسست مجموعة من ثلاثة أفراد، لينضم إليها هواة آخرون اتقنوا صناعة الطائرات المسيرة، بما يتوفر من مواد أولية في السوق المحلية لغرض نشر هذه اللعبة التي يعتبرونها ثقافة علمية أكثر من كونها هواية شبابية.
ويقول رئيس الفريق وأحد مؤسسيه مصطفى الفريجي إنهم "بدؤوا بتشكيل الفريق منذ عام 2014 حيث كان الأمر في البداية مجرد هواية جمعتنا لنمارسها، وبعدها أخذ بعض الشباب ينضم إليهم ليصل عدد أعضاء الفريق إلى 22 لنتوسع أكثر وتصبح محل اهتمامنا".
وأضاف الفريجي في حديث للجزيرة نت أن "هدفنا لا يقتصر على التسلية وممارسة هوايتنا فقط، بل نسعى إلى إيجاد فرصة للشباب لاستثمار طاقتهم وتشجيعها بدل التوجه إلى جوانب سلبية".
ويشكل هاجس الخوف من الاجهزة الأمنية أبرز التحديات لدى أعضاء الفريق، لا سيما في تعاملهم مع الطائرات المسيرة، حيث ما زال الفريق يشكو من عدم وجود مكان مخصص لمزاولة هذه الألعاب.
ويشير الفريجي إلى أن فريقه "لم يحصل على دعم حكومي، وأعضاءه يوفرون احتياجاتهم بالتعاون في ما بينهم وبجهودهم الشخصية".
ويعتقد حسنين نزار، وهو من أوائل المؤسسين للفريق، أن "هذه الهواية تمثل ثقافة نوعية لما تحمله معها من معرفة على كثير من الأمور في مجال الطيران والإلكترونيات ولها فائدة علمية كبيرة".
وأضاف "عملنا في بداية الأمر على الاطلاع عن كيفية تصنيع الطائرات المسيرة، وبحثنا عبر الإنترنت عن تفاصيل صناعتها، فقمنا بنسخ مخططات للطائرات ونصنع على أساسها، حتى تمكنا من معرفة تفاصيل تصنيعها بعد سنتين من انطلاقتنا"، لافتا الى ان "عدد ما يمتلكه الفريق من طائرات يصل إلى نحو سبعين، وسيرتفع مع دخول أعضاء جدد".
ويركز الفريق على تصنيع الطائرات الشراعية التي تنقسم إلى صنف المقاتلات وأخرى يطلق عليها (D3) لما تمتاز به من حركات بهلوانية عند طيرانها في الأجواء، ويخصصون نموذج طائرة سوخوي 26 لتدريب الهواة عليها.
ويرى حسنين أن "هذه الطائرات التي عملوا على تصنيعها لا تعتبر نسخة من الطائرات المسيرة لأنها تعمل بالتحكم عن بعد (الريموت كونترول)، ولا تحمل مواصفاتها لكونها مجرد ألعاب طائرة لا تشكل خطورة على الجانب الأمني".
ويجد يوسف حسن، الذي انتمى إلى الفريق ولم يتجاوز عمره 15 سنة، أن "متعة الألعاب حفزت لديه الرغبة في دراسة الطيران مستقبلا".
وقال "بعد الالتحاق بالفريق تعلمت منهم صناعة الطائرات وكيفية التعامل معها وابتعدت من خلالها عن الألعاب الإلكترونية التي كانت تشغل وقتي".
ويجيد يوسف -الذي يحضر إلى أنشطة فريقه بصحبة والده- تسيير طائرته بشكل احترافي، وينافس باقي زملائه في الفريق.
وبالتزامن مع مواصلة الفريق الأنشطة الأسبوعية القائمة على المسابقات والمنافسات بين أعضائه في أحد الأحياء السكنية بأطراف مدينة البصرة، نجح في نيل عضوية اللجنة الأولمبية العراقية ويحظى بشرعية تؤهله للتحرك بمساحة أكبر.
ويقول عضو ممثلية اللجنة الأولمبية في البصرة مشتاق الشمري إن "هذا الفريق يضم مواهب جديدة نعمل على دعمها وإسنادها بسبب عدم اهتمام مراكز الشباب والمنتديات بهم وعدم احتضانهم".
وأضاف "نعمل حاليا إلى الحصول على الموافقات الرسمية لتخصيص مكان لهم في المدينة الرياضية بالبصرة ليكون موقعا مخصصا لهم يزاولون فيه نشاطهم بحرية أكثر".
المصدر