هنا الدوري الإسباني حيث الأموال فقط سر البقاء!
هل سألت نفسك عن مستقبل كرة القدم؟ كيف يمكن مشاهدة اللعبة في الفترة المقبلة؟ الاتجاه الرائد الآن هو أن لعبة الفقراء لم تعد كذلك ولأجل أن تكون حتى مشجعًا عليك الانضمام لنادي الأموال!
مباريات لم تعد متاحة للجميع ولكن عبر اشتراك خاص تشاهد ما ترغب فيه، إن أردت الذهاب للمدرجات فاحذر لأن التذاكر قد تكون مرتفعة، ولكن الجمهور العادي قد يتجاوز كل ذلك فحتى لو كان عشقه لكرة القدم جاوز المدى ولكنّه على قد يجد حلولًا للمتابعة دون دفع هذه الأموال.
وماذا عن الصناعة نفسها؟ ماذا عن فرق كرة القدم واللاعبين والمدربين والإدارات المختلفة؟ هنا الأموال تأخذ منحنى آخر ويصبح الحل الوحيد لتبقى جزءًا من الصناعة هو اقتصاد النادي.
بارما ورينجرز وغيرها من الأندية أعلنت إفلاسها ومُحيت تمامًا من الوجود وأُعيد بناؤها مرة أخرى بسبب قانون اللعب المالي النظيف والديون والحالة الاقتصادية، لا يهم الجماهير ولا تهم العراقة طالما هناك خلل اقتصادي. في إسبانيا نظروا للأمر بهذه الطريقة، سوف نجعل الأغنياء أكثر غنًى والفقراء أكثر فقرًا وحتى لو اختفوا تمامًا من الساحة لا يُهم
منذ أعوام كان بواتينج على موعد مع طبيب العظام الخاص بيه نظرًا لما فعله به ميسي ونوير كان يعاين الأضرار
إسبانيا = ريال مدريد وبرشلونة
في 2014، نجح أتلتيكو مدريد في تفجير المفاجأة والفوز بالدوري الإسباني ليكون البطل فريق آخر غير ريال مدريد وبرشلونة للمرة الأولى منذ 2004 حينما حقق فالنسيا اللقب.
ورغم أنّ كتيبة دييجو سيميوني قدمت أحد أفضل المواسم على الإطلاق بالوصول أيضًا لنهائي دوري أبطال أوروبا في العام ذاته، لكن عوائد البث التي حصلتها عليها من رابطة الأندية لم تصل إلى 32.5 مليون يورو والتي حققها آخر فريق بالدوري الإنجليزي، كارديف سيتي.
50% من عوائد البث لبرشلونة وريال مدريد. توقيت مباريات الفريق هو ما يهم ويلعبان في الظهيرة إن أرادت الرابطة التسويق للبطولة في آسيا أم مساءً لأجل عيون الأمريكان ولا يهم باقي الأندية.
الكارثة الأكبر جاءت بعد إعلان النظام الجديد للسوبر والذي سيُقام خارج المملكة الإسبانية وفريق مثل فالنسيا الذي ضمن التواجد سواء بطلًا للكأس أو الوصيف فسوف يضطر لخوض مباراة في نصف النهائي مع أتلتيكو مدريد أو ريال مدريد وثنائي العاصمة لم يفعل شيئًا يستحق عليه المنافسة أيضًا.
هناك تسريبات – ليست رسمية – أنّ برشلونة وريال مدريد سيحصلان على 6 ملايين يورو للتواجد في البطولة بينما 2 مليون يورو لأجل أتلتيكو مدريد ومليون فقط لفالنسيا، ولو صحت هذه الأخبار فإن فريقًا قدّم أسوأ مواسمه ووجد نفسه لا ينافس على شيء منذ مارس الماضي سيحصل على 6 أضعاف وصيف أو بطل الكأس!
الثقافة والأموال | أسباب تجعل الدوري الإنجليزي يستمر الأفضل في العالم
المنافسة محسومة
الأزمة الاقتصادية – والذي يستمر الاتحاد والرابطة في مضاعفتها باللوائح الداخلية – جعلت منافسة برشلونة وريال مدريد أمرًا شبه مستحيل.
ما إن يظهر لاعب متميز في فالنسيا وإشبيلية وغيرها إلا ووجد نفسه مطلوبًا في برشلونة أو ريال مدريد وهناك سيحصل على راتب أفضل وفرصة أكبر للمنافسة على البطولات، فلم يستطع ريال بيتيس الحفاظ على داني سيبايوس ولم يتمكن جارهم من الإبقاء على كليمون لونجليه، فهناك شرط جزائي ورغبة اللاعب والأمر ينتهي.
فالنسيا مثلًا نجح في ضم جونزالو جويديس على سبيل الإعارة ولم يستطع تحويلها إلى شراء نهائي سوى بعد صعوبات طويلة ومفاوضات لا تنتهي مع باريس سان جيرمان وكل ذلك لأجل 40 مليون يورو.
الفرق التي تنافس حتى على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا لا تجد الدعم الكافي من الاتحاد والرابطة، وحتى لو تواجدت العناصر التي تجعل كل فريق يقدم مستويات فنية رائعة لكن الاستمرارية ليست مضمونة.
وحتى ريال مدريد قرر إضافة بند “الخوف” لأجل حرمان كل المعارين من اللعب أمامه في البطولة الإسبانية والاتحاد يقبل ذلك.
المستقبل ضبابي
رغم التفوق الكبير لفرق إسبانيا على الصعيد الأوروبي مما جعل إشبيلية يحقق الدوري الأوروبي لسنوات ووصول فالنسيا الموسم الحالي إلى نصف النهائي، إلا أنّ الاتحاد لا يهتم.
تصويت جميع الأندية عدا ريال مدريد وبرشلونة على نظام السوبر الإسباني الجديد ضُرب به عرض الحائط وكأن القطبين لديهما “فيتو” يسمح بمرور هذه القرارات.
الاتحاد الإسباني برئاسة لويس روباليس أكد أنّه لا يهتم سوى بالحصول على أكبر عائد مادي واستغلال شهرة وشعبية برشلونة وريال مدريد خارج إسبانيا لجلب المزيد من الأموال دون الاهتمام بالفرق الأخرى.
رابطة الأندية برئاسة خافيير تيباس أكدت عدم الاهتمام بالفرق المتوسطة ولذلك حاولت خوض مباراة من الليجا في أمريكا واختارت لقاء برشلونة وجيرونا على ملعب الأخير ليحرمهم من جمهورهم.
الطريق الذي تسير فيه الكرة الإسبانية سيجعل الصراع مستمرًا بين برشلونة وريال مدريد فقط ومن يحاول النهوض والمنافسة لن يستطيع الاستمرار طويلًا. فقط أتلتيكو مدريد هو من بدأ بالمنافسة ولكن الأمر أصبح مؤخرًا أشبه بفريق مزعج يجعل الأمور أكثر تعقيدًا فقط!