التاريخ الإسلامي
وتبيين أوقات الشمس ومواعيد القمر

*
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ...
عباد الله ، انّ تاريخنا الإسلامي العريق هو تاريخٌ هجريٌ ، والتاريخ الهجري هو تاريخٌ قمريٌ بحت !
لقد كان القمر في بادئ الخليقة كالشمس تماماً ، ولمّا أراد الله تعالى أن يُعَرِّفَ العباد الإختلاف بين الليل والنهار ومعرفة بدئ الشهر ونهايته ، أمر جبريل (عليه السلام) فمحى نور القمر وبقيت آثار المحو على القمر إلى يومنا هذا .
وصىار للقمر (10) منازلاً (أطواراً) وهي :
(المحاق ، الهلال المتزايد ، التربيع الأول ، الأحدب المتزايد ، البدر ، الأحدب المتناقص ، التربيع الثاني ، الهلال المتناقص ، المحاق)
فأن بداية الشهر تكون عندما يكون القمر في مرحلة الهلال الصغير المتزايد .
وأما نهاية الشهر تكون عندما يكون القمر محاق تماماً ومستوى الرؤية صفر .
ومن المعلوم عند المسملين القدامى وعلماء أهل الفلك : (أنَّ عُمر القمر يتراوح بين شهر وشهر إلى ثلاثين أو تسعة وعشرون يوماً في الشهر التالي) .
أي بمعنى :
1- محرم : 30 يوم .
2- صفر : 29 يوم .
3- ‏ربيع الاول : 30 يوم .
4- ‏ربيع الثاني : 29 يوم .
5- جمادى الاولى : 30 يوم .
6- جمادى الثانية : 29 يوم .
7- رجب : 30 يوم .
8- شعبان : 29 يوم .
9- رمضان : 30 يوم .
10- شوال : 29 يوم .
11- ذو القعدة : 30 يوم .
12- ذو الحجة : 29 يوم .
وهي مستمرة على هذا المنوال الدقيق وهذه الأرقام الحادة إلى يوم القيامة وخروج الشمس من المغرب .
واعلموا عباد الله ، أنَّ تاريخنا ليس فيه سنة كبيسة أو غيرها من النقصان والزيادة في الأيام والأرقام وذلك لاعتماده على الشمس والقمر وليس على تواريخ من صنع البشر !
فأما الشمس فتخص المواقيت ، وأما القمر فيخص التواريخ .
فبالحسابات الشمسية نحصل على وقت شروق وارتفاع وغروب الشمس ، ومن هذه الأوقات نحصل على مواعيد الصلوات الخمس المفروضات .
وبالحسابات القمرية نحصل على التواريخ ومواعيد الشهور ومعرفة بدءها وانتهاءها .
- فصلاة الفجر تكون عندما تكون الشمس في حالة الفجر الفلكي ، وهي قبل شروق الشمس بساعتين ونصف تقريباً .
- وصلاة الظهر تكون عندما نطرح توقيت شروق الشمس من توقيت غروبها ونقسمه على اثنين ، فنحصل على معادلة وقتية ومن ثم نضيف المعادلة مع توقيت شروق الشمس ، فبتلك المعادلة نحصل على توقيت منتصف النهار ، والتي تكون الشمس في أعلى أرتفاع في السماء .
- وصلاة العصر تكون عندما نطرح توقيت ارتفاع الشمس (الظهيرة) من توقيت غروبها ونقسمه أيضاً على اثنين ، فنحصل على معادلة وقتية ومن ثم نضيف المعادلة مع توقيت ارتفاع الشمس (الظهيرة) ، فبتلك المعادلة نحصل على توقيت صلاة العصر .
- وصلاة المغرب تكون بعد غروب الشمس بعشر دقائق تقريباً .
- وصلاة العشاء تكون عندما تكون السماء في حالة الغسق الملاحي أو الفلكي ، أي بعد زوال الشمس وارتفاع النهار وظهور النجوم تجب صلاة العشاء .
- وأما صلاة الليل فتبدأ مع غسق الليل .

*
فلا سبيل ولا حاجة في معرفة القمر بالتلسكوبات وغيرها من المراقبة للشهور والسحابات التي تشوش عليكم مرحلة القمر .
فكما أنتم تأخذون بحسابات الشمس والصلوات ، فعليكم الأخذ بحسابات القمر الصحيحة .
1- قَالَ تَعَالَى : ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ - [سُّورَةُ الرَّحْمَنِ : 5.]
2- قَالَ تَعَالَى : ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْعَامِ : 96.]
3- قَالَ تَعَالَى : ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ - [سُّورَةُ يُونُسَ : 5.]
4- قَالَ تَعَالَى : ﴿۞ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ - [سُّورَةُ الْبَقَرَةِ : 189.]
5- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾ - [سُّورَةُ الْإِسْرَاءِ : 12.]
6- قَالَ تَعَالَى : ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ - [سُّورَةُ يس : 40.]
7- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ - [سُّورَةُ لُقْمَانَ : 29.]