- و عندما أراد خطبتها ، أرسل لوالدها المسافر بعيداً رسالة يقول فيها :
~ الرجل الذي أنجب ذاتيَ الأخرى ، تحية و سلاماً ..
~ أنا أحب إبنتك ، في الحقيقة أنا أحبها كثيراً ، اكثر من أي شئ آخر ، من حسن حظي أنها إنتقلت للعمل قبل عامين لنفس المكان الذي أعمل به ، هناك تعرفت عليها ، لن أكذبك الأمر ، لقد حاولتُ مراراً و تكراراً التقرب إليها ، لكنها خجولة جداً لم تسمح لي أبداً بذلك ..
~ طوال السنة الأولى لم أعرف عنها شيئاً سوى إسمها و عنوان سكنها ، لكنني كنتُ سعيداً جداً ، يكفيني أن أراها كل يوم حتى لو كان الحديث بيننا لا يتجاوز حدود العمل !
~ بطريقةٍ ما ، و بمشيئة القدر ، أصبحنا نتحدث قليلا ، لم يتطلب الأمر أكثر من فنجان قهوة و حديث طفولي طويل و إبتسامة ملائكية حتى أحبها !
~ لم أستطع أن أمنع نفسي من الوقوع في حبها ، كان الأمر مستحيلاً ، كنت كقطعة من القطن الخفيف أمام ريح حبها القوي ، أخذني الريح و ذهب يا عمي ، أخذني و ذهب !
~ لقد أمضيت سنوات كثيرة من عمري و أنا أبحث عمن أحس معها بالأمان منذ الوهلة الأولى ، تلك التي تجبرك على الفرح دون أن تفعل شيئاً مستحيلاً ، تلك التي أحس معها بأنني طفل في حضرة أمه ، لم يخطر ببالي أبداً - أنَّ بعد كل هذا البحث و العناء سيسوقها القدر إلي ، الآن و قد وجدتها يا عمي ، أنا على إستعداد بأن أبذل كل عمري في سبيل الظفر بها !
~ أنا يا عمي رجل لا أحب التزين و التزيف ، إنما أنا واضح لا أختبئ خلف مشاعري ، لم أكذب علي إبنتك في شئ ، بيتنا صغير به الكثير من الحب ، علمنا والدي صغاراً - أن نقدم الحب للجميع و لا ننتظر عليه شكراً ، أمي تقول دوماً بأن بيتنا تنقصه ملكة تقدم لنا الحب ، إبنتك يا عمي هي الملكة التي لطالما حلمت بها أمي !
~ بكل اللهفة التي وجدت بهذا الكون أنتظر أن تبارك لنا تتويج إبنتك ملكة على بيتنا الصغير ، و السلام !
~ جاء في رد والدها له :
~ بل أبارك لنفسي و إبنتي بأن ننتمي حباً لهذا البيت الصادق الكبير