فضائل شهر رمضان
*
1- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُدْعَى الرَّيَّانَ ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ . (البحار : ج93، ص252.)
2- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَ نَفَسُهُ تَسْبِيحٌ . (البحار : ج93، ص252.)
3- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ مَلَائِكَةً بِالدُّعَاءِ لِلصَّائِمِينَ . (البحار : ج93، ص253.)
4- عن الصادق (عليه السلام) قال : نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ وَ صَمْتُهُ تَسْبِيحٌ وَ عَمَلُهُ مُتَقَبَّلٌ وَ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَاب . (البحار : ج93، ص253.)
5- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّي أَنَّهُ قَالَ : ﴿مَا أَمَرْتُ أَحَداً مِنْ مَلَائِكَتِي أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي إِلَّا اسْتَجَبْتُ لَهُمْ فِيهِ﴾ . (البحار : ج93، ص253.)
6- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ هُوَ شَهْرٌ يُضَاعِفُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْبَرَكَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْإِنَابَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ التَّوْبَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ ، أَلَا فَاجْتَنِبُوا فِيهِ كُلَّ حَرَامٍ وَ أَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَ سَلُوا فِيهِ حَوَائِجَكُمْ وَ اشْتَغِلُوا فِيهِ بِذِكْرِ رَبِّكُمْ ، وَ لَا يَكُونَنَّ شَهْرُ رَمَضَانَ عِنْدَكُمْ كَغَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى حُرْمَةً وَ فَضْلًا عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ ، وَ لَا يَكُونَنَّ شَهْرُ رَمَضَانَ يَوْمُ صَوْمِكُمْ كَيَوْمِ فِطْرِكُمْ . (الأشهر الثلاثة : ص95.)
7- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصَّوْمُ جُنَّةٌ أَيْ سِتْرٌ مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا وَحِجَابٌ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ ، فَإِذَا صُمْتَ فَانْوِ بِصَوْمِكَ كَفَّ النَّفْسِ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ قَطْعَ الْهِمَّةِ عَنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ، وَ أَنْزِلْ نَفْسَكَ مَنْزِلَةَ الْمَرْضَى ، لَا تَشْتَهِي طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً ، مُتَوَقِّعاً فِي كُلِّ لَحْظَةٍ شِفَاكَ مِنْ مَرَضِ الذُّنُوبِ وَ طُهْرَ بَاطِنِكَ مِنْ كُلِّ كَدَرٍ وَ غَفْلَةٍ وَ ظُلْمَةٍ تَقْطَعُكَ عَنْ مَعْنَى الْإِخْلَاصِ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى . (البحار : ج93، ص254.)
8- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لَوْ يَعْلَمُ الْعَبْدُ مَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَوَدَّ أَنْ يَكُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ سَنَةً .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا فِيهِ ؟
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : إِنَّ الْجَنَّةَ تَزَيَّنُ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَبَّتِ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ فَتَنْظُرُ حُورُ الْعِينِ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجاً تَقَرُّ بِهِمْ أَعْيُنُنَا وَ تَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حُورِ الْعَيْنِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفٍ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ : ﴿حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ﴾ . عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً ، لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الْأُخْرَى ، وَسَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الطِّيبِ ، لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الْآخَرِ ، وَ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُتَوَشِّحَةٍ مِنْ دُرٍّ عَلَيْهَا سَبْعُونَ فِرَاشاً بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ فَوْقَ السَّبْعِينَ سَبْعُونَ أَرِيكَةً ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ ، بِيَدِ كُلِّ وَصِيفَةٍ مِنْهُنَّ صَفْحَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فِيهَا لَوْنٌ مِنَ الطَّعَامِ يَجِدُ الْآخَرُ لُقْمَةً مِنْهَا لَذَّةً لَا يَجِدُ لِأَوَّلِهَا ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، سِوَى مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَاتٍ . (البحار : ج93، ص346.)
9- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَوَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكَانَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شُهُودَهُ بِتَعْظِيمِهِ لَهَا ، وَيُنَادِي مُنَادٍ :
﴿يَا رَجَبُ يَا شَعْبَانُ وَيَا شَهْرَ رَمَضَانَ كَيْفَ عَمِلَ هَذَا الْعَبْدُ فِيكُمْ وَكَيْفَ كَانَتْ طَاعَتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ﴾ ؟
فَيَقُولُ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ : (يَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلَّا اسْتِعَانَةً عَلَى طَاعَتِكَ وَاسْتِمْدَاداً لَمَوَادِّ فَضْلِكَ ، وَلَقَدْ تَعَرَّضَ بِجُهْدِهِ لِرِضَاكَ ، وَطَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ).
فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الشُّهُورِ : ﴿مَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الشَّهَادَةِ لِهَذَا الْعَبْدِ﴾ ؟
فَيَقُولُونَ : (يَا رَبَّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ ، مَا عَرَفْنَاهُ إِلَّا مُتَقَلِّباً فِي طَاعَتِكَ ، مُجْتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ ، صَائِراً فِيهِ إِلَى الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ ، وَلَقَدْ كَانَ يُوصِلُهُ إِلَى هَذِهِ الشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً ، أَمَّلَ فِيهَا رَحْمَتَكَ ، وَرَجَا فِيهَا عَفْوَكَ ، وَمَغْفِرَتَكَ وَكَانَ مِمَّا مَنَعْتَهُ فِيهَا مُمْتَنِعاً ، وَإِلَى مَا نَدَبْتَهُ إِلَيْهِ فِيهَا مُسْرِعاً ، لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ، وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ ، وَسَائِرِ جَوَارِحِهِ ، وَلَقَدْ ظَمِىَء فِي نَهَارِهَا وَنَصَبَ فِي لَيْلِهَا ، وَكَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَعَظُمَتْ أَيَادِيهِ وَإِحْسَانُهُ إِلَى عِبَادِكَ ، صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ ، وَوَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِيعٍ ، أَقَامَ بَعْدَ انْسِلَاخِهَا عَنْهُ عَلَى طَاعَتِكَ ، وَلَمْ يَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ ، فَنِعْمَ الْعَبْدُ هَذَا) . فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْعَبْدِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَلَقَّاهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ بِالْحِبَاءِ وَالْكَرَامَاتِ ، وَيَحْمِلُونَهُ عَلَى نُجُبِ النُّورِ ، وَخُيُولِ النَّوَّاقِ ، وَيَصِيرُ إِلَى نَعِيمٍ لَا يَنْفَدُ ، وَدَارٍ لَا تَبِيدُ ، لَا يَخْرُجُ سُكَّانُهَا ، وَلَا يَهْرَمُ شُبَّانُهَا ، وَلَا يَشِيبُ وِلْدَانُهَا ، وَلَا يَنْفَدُ سُرُورُهَا وَحُبُورُهَا ، وَلَا يَبْلَى جَدِيدُهَا ، وَلَا يَتَحَوَّلُ إِلَى الْغُمُومِ سُرُورُهَا ، لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّهُمُ فِيهَا لُغُوبٌ ، قَدْ أَمِنُوا الْعَذَابَ ، وَكُفُوا سُوءَ الْحِسَابِ ، وَكَرُمَ مُنْقَلَبُهُمْ وَمَثْوَاهُمْ . (البحار : ج94، ص38.)
10- عن الرضا (عليه السلام) قال : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، زُفَّتِ الشُّهُورُ إِلَى الْحَشْرِ يَقْدُمُهَا شَهْرُ رَمَضَانَ ، عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ زِينَةٍ حَسَنَةٌ ، فَهُوَ بَيْنَ الشُّهُورِ يَوْمَئِذٍ كَالْقَمَرِ بَيْنَ الْكَوَاكِبِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَمْعِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : (وَدِدْنَا لَوْ عَرَفْنَا هَذِهِ الصُّوَرَ) ؟ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ ، هَذِهِ صُوَرُ الشُّهُورِ الَّتِي عِدَّتُهَا عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ، سَيِّدُهَا وَ أَفْضَلُهَا شَهْرُ رَمَضَانَ أَبْرَزْتُهَا لِتَعْرِفُوا فَضْلَ شَهْرِي عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ ، وَ لِيَشْفَعَ لِلصَّائِمِينَ مِنْ عِبَادِي وَ إِمَائِي وَ أُشَفِّعُهُ فِيهِمْ﴾ . (الأشهر الثلاثة : ص110.)
11- عن الباقر (عليه السلام) قال : إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِالصَّائِمِينَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى آخِرِهِ ، وَ يُنَادُونَ الصَّائِمِينَ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ إِفْطَارِهِمْ : ﴿أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ ، فَقَدْ جُعْتُمْ قَلِيلًا وَ سَتَشْبَعُونَ كَثِيراً ، بُورِكْتُمْ وَ بُورِكَ فِيكُمْ﴾ . حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَادَوْا : ﴿أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ قَبِلَ تَوْبَتَكُمْ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ فِيمَا تَسْتَأْنِفُونَ﴾ . (الأشهر الثلاثة : ص72.)
12- عن الرضا (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرٌ عَظِيمٌ يُضَاعِفُ اللَّهُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَ يَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ ، مَنْ تَصَدَّقَ فِي هَذَا الشَّهْرِ بِصَدَقَةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، وَ مَنْ أَحْسَنَ فِيهِ إِلَى مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، وَ مَنْ حَسَّنَ فِيهِ خُلُقَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، وَ مَنْ كَظَمَ فِيهِ غَيْظَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، وَ مَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : إِنَّ شَهْرَكُمْ هَذَا لَيْسَ كَالشُّهُورِ ، إِنَّهُ إِذَا أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ أَقْبَلَ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ ، وَ إِذَا أَدْبَرَ عَنْكُمْ أَدْبَرَ بِغُفْرَانِ الذُّنُوبِ ، هَذَا شَهْرٌ الْحَسَنَاتُ فِيهِ مُضَاعَفَةٌ ، وَ أَعْمَالُ الْخَيْرِ فِيهِ مَقْبُولَةٌ . مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَكْعَتَيْنِ يَتَطَوَّعُ بِهِمَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : إِنَّ الشَّقِيَّ حَقَّ الشَّقِيِّ ، مَنْ خَرَجَ عَنْهُ هَذَا الشَّهْرُ وَ لَمْ تُغْفَرْ ذُنُوبُهُ ، فَحِينَئِذٍ يَخْسَرُ حِينَ يَفُوزُ الْمُحْسِنُونَ بِجَوَائِزِ الرَّبِّ الْكَرِيمِ . (الوسائل : ج10، 312.)
13- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : يُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ : ﴿لَا تَكْتُبُوا عَلَى عَبْدِي وَ أَمَتِي ضَجَرَهُمْ وَ عَثَرَاتِهِمْ بَعْدَ الْعَصْرِ﴾ . (الوسائل : ج10، 315.)
14- عن الرضا (عليه السلام) قال : الْحَسَنَاتُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَقْبُولَةٌ وَ السَّيِّئَاتُ فِيهِ مَغْفُورَةٌ ، مَنْ قَرَأَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ كَمَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، وَ مَنْ ضَحِكَ فِيهِ فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ لَمْ يَلْقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا ضَحِكَ فِي وَجْهِهِ وَ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ ، وَ مَنْ أَعَانَ فِيهِ مُؤْمِناً أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ ، وَ مَنْ كَفَّ فِيهِ غَضَبَهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ مَنْ نَصَرَ فِيهِ مَظْلُوماً نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ مَنْ عَادَاهُ فِي الدُّنْيَا وَ نَصَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحِسَابِ وَ الْمِيزَانِ ، شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ الْبَرَكَةِ وَ شَهْرُ الرَّحْمَةِ وَ شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَ شَهْرُ التَّوْبَةِ وَ الْإِنَابَةِ ، مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ .. فَفِي أَيِّ شَهْرٍ يُغْفَرُ لَهُ ؟! فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكُمْ فِيهِ الصِّيَامَ وَ لَا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكُمْ ، وَ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ فِيهِ لِطَاعَتِهِ وَ يَعْصِمَكُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِنَّهُ خَيْرُ مَسْئُولٍ . (الأشهر الثلاثة : ص97.)
15- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) صِيَامُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ ، يُذْهِبُ بَلَابِلَ الصُّدُورِ . (الأشهر الثلاثة : ص97.)
16- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ : ﴿وَعِزَّتِي وَ جَلَالِي ، لَقَدْ أَمَرْتُ مَلَائِكَتِي بِفَتْحِ أَبْوَابِ سَمَاوَاتِي لِلدَّاعِينَ مِنْ عِبَادِي وَ إِمَائِي ، فَمَا لِي أَرَى عَبْدِيَ الْغَافِلَ سَاهِياً عَنِّي ، مَتَى سَأَلَنِي فَلَمْ أُعْطِهِ ، وَ مَتَى نَادَانِي فَلَمْ أُجِبْهُ ، وَ مَتَى نَاجَانِي فَلَمْ أَقْرَبْهُ ، وَ مَتَى رَجَانِي فَخَيَّبْتُهُ ، وَ مَتَى أَمَّلَنِي فَحَرَمْتُهُ ، وَ مَتَى قَصَدَ بَابِي فَحَجَبَتْهُ ، وَ مَتَى تَقَرَّبَ فَبَاعَدْتُهُ ، وَ مَتَى هَرَبَ مِنِّي فَلَمْ أَدَعْهُ ، وَ مَتَى رَجَعَ إِلَيَّ فَلَمْ أَقْبَلْهُ ، وَ مَتَى أَقَرَّ بِذُنُوبِهِ فَلَمْ أَرْحَمْهُ ، وَ مَتَى اسْتَغْفَرَنِي فَلَمْ أَغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ ، وَ مَتَى تَابَ فَلَمْ أَقْبَلْهُ تَوْبَتَهُ ، عَبْدِي كَيْفَ تَقْصِدُ بِرَجَائِكَ مَلِكاً مَمْلُوكاً وَ لَا تَقْصِدُنِي بِرَجَائِكَ ، وَ أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ ، أَمْ كَيْفَ تَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَقْرَ وَ لَا تَسْأَلُنِي ، وَ أَنَا الْغَنِيُّ الَّذِي لَا أَفْتَقِرُ ، أَمْ كَيْفَ تَخْدُمُ مَلَكاً يَنَامُ وَ يَمُوتُ وَ لَا تَخْدُمُنِي ، وَ أَنَا الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ، وَ لَا يَأْخُذُنِي سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ ، يَا سَوْأَةً لِمَنْ عَصَانِي ، وَ يَا بُؤْساً لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي ، بِعِزَّتِي حَلَفْتُ لآَخُذَنَّهُ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ، يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ ، فَأَيْنَ تَفِرُّ مِنِّي إِلَّا إِلَيَّ ، وَ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ . (الأشهر الثلاثة : ص99.)
17- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ : لِأَيِّ شَيْءٍ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الصَّوْمَ عَلَى أُمَّتِكَ بِالنَّهَارِ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْأُمَمِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي بَطْنِهِ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ ثَلَاثِينَ يَوْماً الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ ، وَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ بِاللَّيْلِ تَفَضُّلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِمْ ، وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلَى آدَمَ (عليه السلام) ، فَفَرَضَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَى أُمَّتِي ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) هَذِهِ الْآيَةَ : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ﴾ .قَالَ الْيَهُودِيُّ : صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ احْتِسَاباً إِلَّا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ سَبْعَ خِصَالٍ ، أَوَّلُهَا يَذُوبُ الْحَرَامُ فِي جَسَدِهِ ، وَ الثَّانِيَةُ يَقْرُبُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ الثَّالِثَةُ يَكُونُ قَدْ كَفَّرَ خَطِيئَةَ أَبِيهِ آدَمَ ، وَالرَّابِعَةُ يَهُونُ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ ، وَ الْخَامِسَةُ أَمَانٌ مِنَ الْجُوعِ وَ الْعَطَشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ السَّادِسَةُ يُعْطِيهِ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَ السَّابِعَةُ يُطْعِمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ طَيِّبَاتِ الْجَنَّةِ .
فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ . (الأشهر الثلاثة : ص101.)
18- عن الرضا (عليه السلام) قال : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَلَائِكَةً مُوَكَّلِينَ بِالصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ ، يَمْسَحُونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَ يُسْقِطُونَ عَنْهُمْ ذُنُوبَهُمْ ، وَ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَلَائِكَةً قَدْ وَكَّلَهُمْ بِالاسْتِغْفَارِ لِلصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ ، لَا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ . (الأشهر الثلاثة : ص104.)
19- عن الرضا (عليه السلام) قال : مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ ، وَ إِنَّ الصَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفْطِرَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ فَيَنْقُضَ صَوْمَهُ ، وَ إِنَّ الْحَاجَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَرْجِعَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ حَجَّهُ ، وَ إِنَّ النَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَنْتَبِهَ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِ عَلَى حَرَامٍ ، وَ إِنَّ الصَّبِيَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَبْلُغَ ، وَ إِنَّ الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَنْزِلِهِ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ جِهَادَهُ ، وَ إِنَّ الْمَجْنُونَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفِيقَ ، وَ إِنَّ الْمَرِيضَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَصِحَّ . ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ رَخِيصَةٌ ، فَاشْتَرُوهَا قَبْلَ أَنْ تَغْلُوَ . (الأشهر الثلاثة : ص116.)
20- عن المجتبى (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِنَّ بَيْنَ شَعْبَانَ وَ شَوَّالٍ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ، وَ هُوَ شَهْرُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْبَرَكَةِ وَ هُوَ شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الرَّحْمَةِ وَ هُوَ شَهْرُ التَّوْبَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الْإِنَابَةِ وَ هُوَ شَهْرُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الِاسْتِغْفَارِ وَ هُوَ شَهْرُ الصِّيَامِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الدُّعَاءِ وَ هُوَ شَهْرُ الْعِبَادَةِ ، وَ هُوَ شَهْرُ الطَّاعَةِ وَ هُوَ شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ ، مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ إِلَى قَابِلٍ ، فَأَيُّكُمْ يَثِقُ بِبُلُوغِ شَهْرِ رَمَضَانٍ قَابِلٍ ، صُومُوهُ صِيَامَ مَنْ يَرَى أَنَّهُ لَا يَصُومُ بَعْدَهُ أَبَداً ، فَكَمْ مِنْ صَائِمٍ لَهُ عَاماً أَوَّلَ أَمْسَى عَامَكُمْ هَذَا فِي الْقَبْرِ مَدْفُوناً وَ أَصْبَحَ فِي التُّرَابِ وَحِيداً فَرِيداً ، يُنَبِّهُكُمُ اللَّهُ مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ وَ غَفَرَ لَنَا وَ لَكُمْ يَوْمَ الدِّينِ . (الأشهر الثلاثة : ص117.)
21- عن الصادق (عليه السلام) قال : مَنْ صَامَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْماً فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَأَصَابَهُ ظَمَأٌ ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَلْفَ مَلَكٍ يَمْسَحُونَ بِوَجْهِهِ وَ يُبَشِّرُونَهُ حَتَّى إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ وَ رَوْحَكَ ، مَلَائِكَتِي اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ﴾ . (الأشهر الثلاثة : ص120.)
22- عن الكاظم (عليه السلام) قال : قِيلُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُطْعِمُ الصَّائِمَ فِي مَنَامِهِ وَ يَسْقِيهِ . (الأشهر الثلاثة : ص120.)
23- عن الصادق (عليه السلام) قال : أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى مُوسَى (عليه السلام) : ﴿يَا مُوسَى مَا يَمْنَعُكَ مِنْ مُنَاجَاتِي﴾ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أُجِلُّكَ عَنِ الْمُنَاجَاةِ لِخُلُوفِ فَمِ الصَّائِمِ . فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَيْهِ : ﴿يَا مُوسَى لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدِي مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ﴾ . (الأشهر الثلاثة : ص121.)
24- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصَّائِمُ فِي عِبَادَةٍ وَ إِنْ كَانَ نَائِماً عَلَى فِرَاشِهِ ، مَا لَمْ يَغْتَبْ مُسْلِماً . (الأشهر الثلاثة : ص122.)
25- عن الباقر (عليه السلام) قال : شَهْرُ رَمَضَانَ وَ الصَّائِمُونَ فِيهِ أَضْيَافُ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَهْلُ كَرَامَتِهِ ، مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَهْرُ رَمَضَانَ فَصَامَ نَهَارَهُ وَ قَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ وَ اجْتَنَبَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ . (الأشهر الثلاثة : ص123.)
26- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَ سُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ . (الأشهر الثلاثة : ص142.)
27- عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، لَمْ يُعْطَهُنَّ أُمَّةُ نَبِيٍّ قَبْلِي ، أَمَّا وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ ، وَ مَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ . وَ الثَّانِيَةُ خُلُوفُ أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ . وَ الثَّالِثَةُ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ . وَ الرَّابِعَةُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِجَنَّتِهِ : تَزَيَّنِي وَ اسْتَعِدِّي لِعِبَادِي يُوشِكُ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَ أَذَاهَا وَ يَصِيرُوا إِلَى دَارِ كَرَامَتِي وَجَنَّتِي . وَ الْخَامِسَةُ إِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ جَمِيعاً فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ لَا أَ مَا تَرَوْنَ الْعُمَّالَ إِذَا عَمِلُوا كَيْفَ يُؤْتَوْنَ أُجُورَهُمْ . (الأشهر الثلاثة : ص90.)
28- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ وَ نَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ وَ عَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ وَ دُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِهِ ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ مِنْ غُفْرَانِ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ ، وَ اذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَ عَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ عَطَشَهُ ، وَ تَصَدَّقُوا عَلَى فَقُرَائِكُمْ وَ مَسَاكِينِكُمْ وَ وَقِّرُوا كِبَارَكُمْ وَ ارْحَمُوا صِغَارَكُمْ ، وَ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ وَ احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَ غُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ وَ عَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ ، وَ تَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ ، وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ ارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَوَاتِكُمْ ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ ، يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ وَ يُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ ، وَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ ، وَ ظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَ السَّاجِدِينَ وَ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَ مَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ .
فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ لَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ؟
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ . أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ ، وَ مَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ حِسَابَهُ ، وَ مَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ فِيهِ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ ، وَ مَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ ، وَ مَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ ، وَ مَنْ قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ ، وَ مَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ كَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَ مَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ ، وَ مَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تُخَفَّفُ الْمَوَازِينُ ، وَ مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ . أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَلَيْكُمْ ، وَ أَبْوَابُ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ ، وَ الشَّيَاطِينُ مَغْلُولَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ .
فَقُمْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ . ثُمَّ بَكَى (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا يُبْكِيكَ ؟
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يَا عَلِيُّ ، أَبْكِي لِمَا يُسْتَحَلُّ مِنْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، كَأَنِّي بِكَ وَ أَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ ، وَ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلَى قَرْنِكَ ، فَخَضَّبَ مِنْهَا لِحْيَتَكَ .
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ ذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي ؟
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ ، يَا عَلِيُّ ، مَنْ قَتَلَكَ فَقَدْ قَتَلَنِي ، وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي ، وَ مَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّنِي ، لِأَنَّكَ مِنِّي كَنَفْسِي ، رُوحُكَ مِنْ رُوحِي ، وَ طِينَتُكَ مِنْ طِينَتِي ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَنِي وَ إِيَّاكَ وَ اصْطَفَانِي وَ إِيَّاكَ ، وَ اخْتَارَنِي لِلنُّبُوَّةِ وَ اخْتَارَكَ لِلْإِمَامَةِ ، وَ مَنْ أَنْكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَدْ أَنْكَرَنِي نُبُوَّتِي . يَا عَلِيُّ ، أَنْتَ وَصِيِّي وَ أَبُو وُلْدِي وَ زَوْجُ ابْنَتِي ، وَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَ بَعْدَ مَوْتِي ، أَمْرُكَ أَمْرِي وَ نَهْيُكَ نَهْيِي ، أُقْسِمُ بِالَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَ جَعَلَنِيَ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ ، إِنَّكَ لَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ أَمِينُهُ عَلَى سِرِّهِ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَى عِبَادِهِ . (الأشهر الثلاثة : ص77.)
29- عن ابن عباس (رحمه الله) قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ ، أَطْلَقَ كُلَّ أَسِيرٍ وَ أَعْطَى كُلَّ سَائِلٍ . (الأشهر الثلاثة : ص75.)
30- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُحْبَرُ وَ تُزَيَّنُ مِنَ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَإِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ ، تَصْفِقُ وَرَقَ أَشْجَارِ الْجِنَانِ وَ حَلَقَ الْمَصَارِيعِ ، فَيُسْمَعُ لِذَلِكَ طَنِينٌ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ أَحْسَنَ مِنْهُ وَ يَبْرُزْنَ الْحُورُ الْعِينُ حَتَّى يَقِفْنَ بَيْنَ شُرَفِ الْجَنَّةِ فَيُنَادِينَ : ﴿هَلْ مِنْ خَاطِبٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَتَزَوَّجَهُ﴾ ؟ ثُمَّ يَقُلْنَ : ﴿يَا رِضْوَانُ ، مَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ﴾ ؟ فَيُجِيبُهُنَّ بِالتَّلْبِيَةِ ثُمَّ يَقُولُ : ﴿يَا خَيْرَاتُ حِسَانٌ ، هَذِهِ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، قَدْ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ لِلصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)﴾ . وَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿يَا رِضْوَانُ ، افْتَحْ أَبْوَابَ الْجِنَانِ . يَا مَالِكُ ، أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَنِ الصَّائِمِينَ الْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ . يَا جَبْرَئِيلُ ، اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ فَصَفِّدْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَ غُلَّهُمْ بِالْأَغْلَالِ ثُمَّ اقْذِفْهُمْ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ ، حَتَّى لَا يُفْسِدُوا فِي أُمَّةِ حَبِيبِي صِيَامَهُمْ﴾ . وَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : ﴿هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ سُؤْلَهُ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ مَنْ يُقْرِضُ الْمَلِيءَ غَيْرَ الْمُعْدِمِ الْوَفِيَّ غَيْرَ الظَّالِمِ﴾ .وَ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى فِي آخِرِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ وَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَعْتَقَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْهَا أَلْفَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ وَ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ ، فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَعْتَقَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَدَدِ مَا أَعْتَقَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِيلَ فَهَبَطَ فِي كَتِيبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى الْأَرْضِ وَ مَعَهُ لِوَاءٌ أَخْضَرُ فَيَرْكُزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ وَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ ، مِنْهَا جَنَاحَانِ لَا يَنْشُرُهُمَا إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَيَنْشُرُهُمَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَيُجَاوِزَانِ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ يَبُثُّ جَبْرَئِيلُ الْمَلَائِكَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَيُسَلِّمُونَ عَلَى كُلِّ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ مُصَلٍّ وَ ذَاكِرٍ وَ يُصَافِحُونَهُمْ وَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِمْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ . فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى جَبْرَئِيلُ : ﴿يَا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ ا، لرَّحِيلَ الرَّحِيلَ ﴾ . فَيَقُولُونَ : ﴿يَا جَبْرَئِيلُ ، مَا صَنَعَ اللَّهُ فِي حَوَائِجِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ﴾ ؟ فَيَقُولُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَ غَفَرَ لَهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةً﴾ . فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ ؟ قَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَ الْقَاطِعُ الرَّحِمِ وَ الْمُشَاحِن . فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْفِطْرِ سُمِّيَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ لَيْلَةَ الْجَائِزَةِ ، أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى الْعَامِلِينَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ . فَإِذَا كَانَتْ غَدَاةُ يَوْمِ الْفِطْرِ ، بَعَثَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ فِي كُلِّ الْبِلَادِ فَيَهْبِطُونَ إِلَى الْأَرْضِ وَ يَقِفُونَ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَيُنَادُونَ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ جَمِيعُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ إِلَّا الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ فَيَقُولُونَ : ﴿يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اخْرُجُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ وَ يَغْفِرُ الْعَظِيمَ﴾ . فَإِذَا بَرَزُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمَلَائِكَةِ : ﴿يَا مَلَائِكَتِي ، مَا جَزَاءُ الْأَجِيرِ إِذَا عَمِلَ عَمَلَهُ ﴾ ؟ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : ﴿إِلَهَنَا وَ سَيِّدَنَا ، جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيهِ أَجْرَهُ﴾ . فَيَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ مَلَائِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ عَنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ قِيَامِهِمْ رِضَائِي وَ مَغْفِرَتِي﴾ . وَ يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿يَا عِبَادِي سَلُونِي ، فَوَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا تَسْأَلُونِّي الْيَوْمَ فِي جَمْعِكُمْ لِآخِرَتِكُمْ وَ دُنْيَاكُمْ إِلَّا أَعْطَيْتُكُمْ ، وَ عِزَّتِي لَأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَوْرَاتِكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي ، و لَا أُخْزِيَنَّكُمْ وَ لَا أَفْضَحَنَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِ الْحُدُودِ ، انْصَرِفُوا مَغْفُوراً لَكُمْ قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي فَرَضِيتُ عَنْكُمْ﴾ . فَتَفْرَحُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَسْتَبْشِرُ وَ يُهَنِّئُ بَعْضُهَا بَعْضاً بِمَا يُعْطِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ إِذَا أَفْطَرُوا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ . (البحار : ج93، ص339.)