آداب شهر رمضان
*
﴿الغسل﴾ :
1- عن الصادق (عليه السلام) قال : غُسْلُ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يُسْتَحَبُّ ، وَغُسْلُ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَغُسْلُ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سُنَّةٌ ، لَا تَتْرُكْهَا فَإِنَّهُ يُرْجَى فِي إِحْدَاهُنَّ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، وَغُسْلُ يَوْمِ الْفِطْرِ وَغُسْلُ يَوْمِ الْأَضْحَى سُنَّةٌ لَا أُحِبُّ تَرْكَهَا . (الكافي : ج3, ص40.)
2- سُئِلَ الباقر (عليه السلام) : عَنْ الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَهُوَ صَائِمٌ ؟
قَالَ (عليه السلام) : لَا بَأْسَ مَا لَمْ يَخْشَ ضَعْفاً . (روضة المتقين : ج3، ص310.)
*
﴿السحور والإفطار﴾ :
1- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لَا تَتْرُكُ أُمَّتِي السَّحُورَ وَلَوْ بِتَمْرَةٍ . (زاد المعاد : ص84.)
2- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ وَالْمُتَسَحِّرِينَ ، فَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مَاءٍ ، وَأَحْسَنُ السَّحُورِ التَّمْرُ وَالْقَوُوتُ (وَهُوَ مَسْحُوقُ الْجَوْزِ وَاللَّوْزِ وَالْفُسْتُقِ) . (زاد المعاد : ص84.)
3- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) تَعَاوَنُوا بِأَكْلِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ ، وَبِالنَّوْمِ عَلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ . (الأشهر الثلاثة : ص92.)
4- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةِ مَاءٍ ، أَلَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ . (زاد المعاد : ص85.)
5- عن الصادق (عليه السلام) قال : مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ فِي وَقْتِ السَّحُورِ وَالْإِفْطَارِ ثُمَّ مَاتَ مَا بَيْنَهُمَا ، فَإِنَّ لَهُ ثَوَابَ مَنِ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُضَرَّجاً بِدَمِهِ . (زاد المعاد : ص85.)
6- عن الرضا (عليه السلام) قال : مَنْ قَالَ عِنْدَ إِفْطَارِهِ : ﴿اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا بِتَوْفِيقِكَ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا بِأَمْرِكَ ، فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ . غَفَرَ اللَّهُ مَا أَدْخَلَ عَلَى صَوْمِهِ مِنَ النُّقْصَانِ بِذُنُوبِهِ . (الأشهر الثلاثة : ص96.)
7- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ فَيَقُولُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ : ﴿يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ ، أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الْعَظِيمُ﴾ . إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ . (زاد المعاد : ص85.)
8- عن الرضا (عليه السلام) قال : لِكُلِّ صَائِمٍ عِنْدَ الْإِفْطَارِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، فَلْيَقُلْ فِي أَوَّلِ لُقْمَةٍ : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي﴾ . (زاد المعاد : ص85.)
9- عن الكاظم (عليه السلام) قال : تَقُولَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ : ﴿اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ﴾ . يُكْتَبُ لَكَ أَجْرُ جَمِيعِ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ . (زاد المعاد : ص85.)
10- أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كَانَ يُفْطِرُ عَلَى التَّمْرِ وَالْمَاءِ أَوِ الرُّطَبِ وَالْمَاءِ . وَرُوِيَ أَنَّهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) كَانَ يَبْدَأُ إِفْطَارَهُ بِالْحَلْوَى ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِقِطْعَةِ سُكَّرٍ أَوِ الْحَلْوَى الْمَصْنُوعَةِ مِنْ مَحْلُولِهِ أَوِ التَّمْرِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَاضِراً فَبِالْمَاءِ الْفَاتِرِ . وَكَانَ يَقُولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) : الْمَاءُ الْفَاتِرُ يُنَظِّفُ الْمَعِدَةَ وَيُقَوِّي الْحَدَقَةَ وَيَزِيدُ الْبَصَرَ وَيَغْسِلُ الذُّنُوبَ وَيُسَكِّنُ الْعُرُوقَ وَيُلَاشِي الصَّفْرَاءَ الْغَالِبَةَ ، وَيَدْفَعُ الْبَلْغَمَ وَيُطْفِئُ الْحَرَارَةَ وَيُزِيلُ الصُّدَاعَ . وَأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) كَانَ يَجْلِسُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَإِذَا مُدَّتِ الْمَائِدَةُ قَالَ : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا ، فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ . (زاد المعاد : ص85.)
11- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرَةِ حَلَالٍ تُضَاعَفُ ثَوَابُ صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةِ مَرَّةٍ . (زاد المعاد : ص86.)
12- عن الرضا (عليه السلام) قال : أَنَّ مَنْ تَصَدَّقَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ بِقُرْصٍ مِنَ الْخُبْزِ عَلَى مِسْكِينٍ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَأَعْطَاهُ ثَوَابَ مَنْ أَعْتَقَ عَبْداً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ . (زاد المعاد : ص86.)
13- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَكَّلَ بِكُلِّ شَيْطَانٍ سَبْعَةَ أَمْلَاكٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَيْسَ بِمَحْلُولٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ . (مصباح الكفعمي : ص634.)
14- أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ لِعَلِيٍّ (عليه السلام) يَا أَبَا الْحَسَنِ ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ أَقْبَلَ ، فَاجْعَلْ دُعَاكَ قَبْلَ فُطُورِكَ ، فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ (عليه السلام) أَخْبَرَنِي عَنِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ ، اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَقَبِلَ صَوْمَهُ وَصَلَاتَهُ وَاسْتَجَابَ لَهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ ، وَغَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ وَفَرَّجَ هَمَّهُ وَنَفَّسَ كُرْبَتَهُ ، وَقَضَى حَوَائِجَهُ وَأَنْجَحَ طَلِبَتَهُ وَرَفَعَ عَمَلَهُ مَعَ أَعْمَالِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَهُوَ : ﴿اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ، وَرَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ وَالنُّورِ الْعَزِيزِ ، وَرَبَّ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، أَنْتَ إِلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَإِلَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، لَا إِلَهَ فِيهِمَا غَيْرُكَ ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، لَا جَبَّارَ فِيهِمَا غَيْرُكَ ، وَأَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَلِكُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، لَا مَلِكَ فِيهِمَا غَيْرُكَ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ وَنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ . وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَ بِهِ كُلُّ شَيْءٍ , وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ , وَبِاسْمِكَ الَّذِي صَلَحَ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَبِهِ يَصْلُحُ الْآخِرُونَ , يَا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَيَا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ , يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ , وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي , وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً وَفَرَجاً قَرِيباً , وَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ , وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ عَمَلِي فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ ، وَهَبْ لِي كَمَا وَهَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ، فَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ مُنِيبٌ إِلَيْكَ مَعَ مَصِيرِي إِلَيْكَ ، وَتَجْمَعُ لِي وَلِأَهْلِي وَلِوُلْدِي الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَتَصْرِفُ عَنِّي وَعَنْ وُلْدِي وَأَهْلِي الشَّرَّ كُلَّهُ ، أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمٰاوٰاتِ وَالْأَرْضِ ، تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشَاءُ وَتَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشَاءُ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ﴾ . (البلد الأمين : ص231.)
15- عن الصادق (عليه السلام) قال : تَقُولُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ إِلَى آخِرِهِ : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنَا فَصُمْنَا وَرَزَقَنَا فَأَفْطَرْنَا ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَأَعِنَّا عَلَيْهِ وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنَّا يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ﴾ . (روضة المتقين : ج3، ص291.)
16- عن الصادق (عليه السلام) قال : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . (الأشهر الثلاثة : ص120.)
17- عن الصادق (عليه السلام) قال : يُسْتَجَابُ دُعَاءُ الصَّائِمِ عِنْدَ الْإِفْطَارِ . (روضة المتقين : ج3، ص291.)
18- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إِنَّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ زَكَاةً ، وَزَكَاةُ الْأَجْسَادِ الصِّيَامُ . (البحار : ج93، ص254.)
19- عن الباقر (عليه السلام) قال : صَلِّ ثُمَّ أَفْطِرْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يَنْتَظِرُونَ الْإِفْطَارَ فَأَفْطِرْ مَعَهُمْ ثُمَّ صَلِّ وَإِلَّا فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ لِأَنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ فَرْضَانِ الْإِفْطَارُ وَالصَّلَاةُ فَابْدَأْ بِأَفْضَلِهِمَا وَأَفْضَلُهُمَا الصَّلَاةُ . (مصباح الكفعمي : ص632.)
20- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَصِيرُ إِلَى الْعَرْشِ ، دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَالْمَظْلُومِ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَالْمُعْتَمِرِ حَتَّى يَرْجِعَ وَالصَّائِمِ حَتَّى يُفْطِرَ . (الأشهر الثلاثة : ص110.)
*
﴿صوم الجوارح والإخلاق الحسنة﴾ :
1- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ فِي إِنْصَاتٍ وَسُكُونٍ وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْحَرَامِ وَالْغَيْبَةِ وَالْأَذَى ، قُرِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تَمَسَّ رُكْبَتَيْهِ رُكْبَةُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ (عليه السلام) . (الأشهر الثلاثة : ص132.)
2- عن الصادق (عليه السلام) قال : لَيْسَ الصِّيَامُ مُجَرَّدَ الِامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، بَلْ يَجِبُ أَنْ تَحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ مِنَ الْكَذِبِ وَأَعْيُنَكُمْ مِنَ النَّظْرَةِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَلَا تَنَازَعُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَتَجَنَّبُوا الْحَسَدَ وَالْغِيبَةَ وَالْجَدَلَ وَالْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ ، بَلِ الصَّادِقَةَ أَيْضاً ، وَلَا تَسَابُّوا وَلَا تَظْلِمُوا وَلَا تَعْبَثُوا وَلَا تَضْجَرُوا وَلَا تَغْفُلُوا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ، وَاسْكُتُوا عَمَّا لَا يَنْبَغِي لَكُمْ قَوْلُهُ وَاصْبِرُوا وَاصْدُقُوا وَاجْتَنِبُوا أَهْلَ الشَّرِّ وَقَوْلَ السُّوءِ وَالْكَذِبَ وَالِافْتِرَاءَ وَالْخُصُومَةَ مَعَ النَّاسِ وَسُوءَ الظَّنِّ وَالْغِيبَةَ وَالنَّمِيمَةَ ، وَأَقْصِرُوا الْأَمَلَ وَكُونُوا فِي انْتِظَارِ الْفَرَجِ وَظُهُورِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ (عجل الله فرجه الشريف) وَارْجُوا ثَوَابَ الْآخِرَةِ ، وَتَزَوَّدُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِسَفَرِ الْآخِرَةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ وَالْخُضُوعِ وَالْخُشُوعِ وَالِاسْتِكَانَةِ وَالِانْكِسَارِ وَالْمَذَلَّةِ ، وَكَمَا يَخَافُ الْعَبْدُ مِنْ سَيِّدِهِ خَافُوا مِنْ عَذَابِ رَبِّكُمْ وَارْجُوا رَحْمَتَهُ . (زاد المعاد : ص79.)
3- عن الصادق (عليه السلام) قال : إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَشَعْرُكَ وَجِلْدُك . (زاد المعاد : ص78.)
4- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَرِهَ لِي سِتَّ خِصَالٍ وَكَرِهْتُهُنَّ لِلْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ بَعْدِي الْعَبَثَ فِي الصَّلَاةِ وَالرَّفَثَ فِي الصِّيَامِ وَالْمَنَّ بَعْدَ الصَّدَقَةِ وَإِتْيَانَ الْمَسَاجِدِ جُنُباً وَالتَّطَلُّعَ فِي الدُّورِ وَالضَّحِكَ بَيْنَ الْقُبُورِ . (الأشهر الثلاثة : ص77.)
5- عن الصادق (عليه السلام) قال : الطِّيبُ تُحْفَةُ الصَّائِمِ . (زاد المعاد : ص78.)
6- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَا مِنْ عَبْدٍ صَالِحٍ يُشْتَمُ فَيَقُولُ إِنِّي صَائِمٌ سَلَامٌ عَلَيْكَ لَا أَشْتِمُكَ كَمَا شَتَمْتَنِي إِلَّا قَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْتَجَارَ عَبْدِي بِالصَّوْمِ مِنْ شَرِّ عَبْدِي فَقَدْ أَجَرْتُهُ مِنَ النَّارِ . (الكافي : ج4، ص88.)
7- عن الصادق (عليه السلام) قال : لَا يُنْشَدُ الشِّعْرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِلَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ . (الكافي : ج4، ص88.)
8- عن الصادق (عليه السلام) قال : إِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَحْدَهُ إِنَّ مَرْيَمَ ( عليها السلام ) قَالَتْ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أَيْ صَمْتاً فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَازَعُوا فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ . (الكافي : ج4، ص89.)
9- عن الباقر (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَا جَابِرُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَنْ صَامَ نَهَارَهُ وَقَامَ وِرْداً مِنْ لَيْلِهِ وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ وَكَفَّ لِسَانَهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَخُرُوجِهِ مِنَ الشَّهْرِ فَقَالَ جَابِرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَا جَابِرُ وَمَا أَشَدَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ . (الكافي : ج4، ص87.)
10- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ . (الأشهر الثلاثة : ص144.)
11- عن الصادق (عليه السلام) قال : مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ خَرَجَ الْإِيمَانُ مِنْهُ . (الأشهر الثلاثة : ص93.)
12- عن الصادق (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) لِأَصْحَابِهِ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَبَاعَدَ الشَّيْطَانُ عَنْكُمْ كَمَا تَبَاعَدَ الْمَشْرِقُ مِنَ الْمَغْرِبِ ؟
قَالُوا : بَلَى .
قَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) : الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ وَالصَّدَقَةُ تَكْسِرُ ظَهْرَهُ وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْمُؤَازَرَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَقْطَعُ دَابِرَهُ وَالِاسْتِغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ وَلِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْأَبْدَانِ الصِّيَامُ . (الأشهر الثلاثة : ص75.)
13- عن الرضا (عليه السلام) قال : مَنْ تَصَدَّقَ وَقْتَ إِفْطَارِهِ عَلَى مِسْكِينٍ بِرَغِيفٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنْبَهُ وَكَتَبَ لَهُ ثَوَابَ عِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ . (الأشهر الثلاثة : ص96.)
14- عن الصادق (عليه السلام) قال : إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ ، إِلَّا مَنْ أَفْطَرَ عَلَى مُسْكِرٍ أَوْ مُشَاحِناً أَوْ صَاحِبَ شَاهَيْنِ .
قِيلَ : وَأَيُّ شَيْءٍ صَاحِبُ شَاهَيْنِ ؟
قَالَ (عليه السلام) : الشِّطْرَنْجُ . (البحار : ج93، ص340.)
15- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَاجْتَنَبَ فِيهِ الْحَرَامَ وَالْبُهْتَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجِنَانَ . (البحار : ج93، ص346.)
*
﴿التسمية بشهر رمضان وعلة صيامه﴾ :
1- عن الصادق (عليه السلام) قال : لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ وَلَا جَاءَ رَمَضَانُ قُولُوا شَهْرَ رَمَضَانَ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ . (الأشهر الثلاثة : ص93.)
2- عن الباقر (عليه السلام) قال : لَا تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ وَلَا ذَهَبَ رَمَضَانُ وَلَا جَاءَ رَمَضَانُ فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَجِيءُ وَلَا يَذْهَبُ وَإِنَّمَا يَجِيءُ وَيَذْهَبُ الزَّائِلُ وَلَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ فَإِنَّ الشَّهْرَ مُضَافٌ إِلَى الِاسْمِ وَالِاسْمُ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ جَعَلَهُ مَثَلًا وَعِيداً . (الكافي : ج4، ص69.)
3- عن الرضا (عليه السلام) قال : عِلَّةُ الصَّوْمِ لِعِرْفَانِ مَسِّ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ لِيَكُونَ الْعَبْدُ ذَلِيلًا مُسْتَكِيناً مَأْجُوراً مُحْتَسِباً صَابِراً فَيَكُونَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى شَدَائِدِ الْآخِرَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الِانْكِسَارِ لَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَاعِظاً لَهُ فِي الْعَاجِلِ دَلِيلًا عَلَى الْآجِلِ لِيَعْلَمَ شِدَّةَ مَبْلَغِ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْفَقْرِ وَالْمَسْكَنَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . (علل الشرائع : ج2، ص66.)
4- سُئِلَ الصادق (عليه السلام) : عَنْ عِلَّةِ الصِّيَامِ ؟
قَالَ (عليه السلام) : أَمَّا الْعِلَّةُ فِي الصِّيَامِ لِيَسْتَوِيَ بِهِ الْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْغَنِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجِدَ مَسَّ الْجُوعِ فَيَرْحَمَ الْفَقِيرَ لِأَنَّ الْغَنِيَّ كُلَّمَا أَرَادَ شَيْئاً قَدَرَ عَلَيْهِ فَأَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ خَلْقِهِ وَأَنْ يُذِيقَ الْغَنِيَّ مَسَّ الْجُوعِ وَالْأَلَمِ لِيَرِقَّ عَلَى الضَّعِيفِ وَيَرْحَمَ الْجَائِعَ . (علل الشرائع : ج2، ص66.)
5- سُئِلَ الشهيد (عليه السلام) : لِمَ افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدِهِ الصَّوْمَ ؟
قَالَ (عليه السلام) : لِيَجِدَ الْغَنِيُّ مَسَّ الْجُوعِ فَيَعُودَ بِالْفَضْلِ عَلَى الْمَسَاكِينِ . (بحار الأنوار : ج93، ص375.)
*
﴿التوبة﴾ :
1- عن الرضا (عليه السلام) قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَصَلَّى عَلَيِّ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يُصَلِّي عَلَيْكَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ؟ فَقَالَ (صلى الله عليه وآله وسلم) إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى عَلَيَّ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى آلِي لُفَّتْ تِلْكَ الصَّلَاةُ وَضُرِبَ بِهَا وَجْهَهُ ، وَإِذَا صَلَّى عَلَيَّ وَعَلَى آلِي غُفِرَ لَهُ . (الأشهر الثلاثة : ص115.)
2- عن الرضا (عليه السلام) قال : مَنْ كَانَ تَائِباً مِنْ ذَنْبٍ فَلْيَتُبْ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَإِنَّهُ شَهْرُ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ وَشَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَمَا مِنْ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيهِ وَلِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهَا عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ ، كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا بِذُنُوبِهِمُ النَّارَ . (الأشهر الثلاثة : ص105.)
3- عن الصادق (عليه السلام) قال : إِذَا تَابَ الْعَبْدُ تَوْبَةً نَصُوحاً أَحَبَّهُ اللَّهُ فَسَتَرَ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
فَقِيلَ : وَكَيْفَ يَسْتُرُ عَلَيْهِ ؟
قَالَ (عليه السلام) : يُنْسِي مَلَكَيْهِ مَا كَتَبَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَيُوحِي إِلَى جَوَارِحِهِ اكْتُمِي عَلَيْهِ ذُنُوبَهُ ، وَيُوحِي إِلَى بِقَاعِ الْأَرْضِ اكْتُمِي مَا كَانَ يَعْمَلُ عَلَيْكِ مِنَ الذُّنُوبِ ، فَيَلْقَى اللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ شَيْءٌ يَشْهَدُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ . (الكافي : ج2، ص430.)
4- عن الباقر (عليه السلام) قال : ذُنُوبُ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ مِنْهَا مَغْفُورَةٌ لَهُ ، فَلْيَعْمَلِ الْمُؤْمِنُ لِمَا يَسْتَأْنِفُ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنَّهَا لَيْسَتْ إِلَّا لِأَهْلِ الْإِيمَانِ .
قِيلَ : فَإِنْ عَادَ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَعَادَ فِي التَّوْبَةِ ؟
قَالَ (عليه السلام) : أَ تَرَى الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ يَنْدَمُ عَلَى ذَنْبِهِ وَيَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ ، ثُمَّ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ تَوْبَتَهُ ؟
قِيلَ : فَإِنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً ، يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
قَالَ (عليه السلام) : كُلَّمَا عَادَ الْمُؤْمِنُ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ عَادَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَفُورٌ رَحِيمٌ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُقَنِّطَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ . (الكافي : ج2، ص434.)
5- عن الصادق (عليه السلام) قال : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا . (الكافي : ج2، ص436.)
*
1- عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ يَوْماً لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ : رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَائِبَ !
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا رَأَيْتَ ؟ حَدِّثْنَا فِدَاكَ أَنْفُسُنَا وَأَهْلُونَا وَأَوْلَادُنَا .
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ ، فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَيْهِ فَمَنَعَهُ مِنْهُ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَيْهِ عَذَابُ الْقَبْرِ ، فَجَاءَهُ وُضُوؤُهُ فَمَنَعَهُ مِنْهُ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ ، فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَنَجَّاهُ مِنْ بَيْنِهِمْ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَجَاءَهُ صَلَاتُهُ فَمَنَعَتْهُ مِنْهُمْ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَلْهَثُ عَطَشاً كُلَّمَا وَرَدَ حَوْضاً مُنِعَ ، فَجَاءَهُ صِيَامُ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ وَأَرْوَاهُ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي وَالنَّبِيُّونَ حَلَقاً حَلَقاً كُلَّمَا أَتَى حَلْقَةً طُرِدَ ، فَجَاءَهُ اغْتِسَالُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِي .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ظُلْمَةٌ وَمِنْ خَلْفِهِ ظُلْمَةٌ وَعَنْ يَمِينِهِ ظُلْمَةٌ وَعَنْ شِمَالِهِ ظُلْمَةٌ وَمِنْ تَحْتِهِ ظُلْمَةٌ مُسْتَنْقِعاً فِي الظُّلْمَةِ ، فَجَاءَهُ حَجُّهُ وَعُمْرَتُهُ فَأَخْرَجَاهُ مِنَ الظُّلْمَةِ وَأَدْخَلَاهُ النُّورَ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَا يُكَلِّمُونَهُ ، فَجَاءَهُ صِلَتُهُ الرَّحِمَ . قِيلَ : (يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ) ، فَكَلَّمَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَصَافَحُوهُ وَكَانَ مَعَهُمْ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَتَّقِي حَرَّ النَّارِ وَشَرَرَهَا بِيَدِهِ وَوَجْهِهِ ، فَجَاءَتْهُ صَدَقَتُهُ فَكَانَ ظِلًّا عَلَى رَأْسِهِ وَسِتْراً عَلَى وَجْهِهِ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ أَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، فَجَاءَهُ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَجَعَلَاهُ مَعَ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَحْمَةِ اللَّهِ حِجَابٌ ، فَجَاءَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَائِماً عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، فَجَاءَهُ رَجَاؤُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ هَوَى فِي النَّارِ ، فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِي بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فَاسْتَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ يَرْتَعِدُ كَمَا تَرْتَعِدُ السَّعَفَةُ فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ ،فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ فَسَكَنَ رِعْدَتُهُ وَمَضَى عَلَى الصِّرَاطِ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ يَرْجُفُ أَحْيَاناً وَيَحِيدُ أَحْيَاناً وَيَتَعَلَّقُ أَحْيَاناً ، فَجَاءَتْهُ صَلَوَاتُهُ عَلَيَّ فَأَقَامَتْهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَمَضَى عَلَى الصِّرَاطِ .
وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي انْتَهَى إِلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ كُلَّمَا انْتَهَى إِلَى بَابٍ أُغْلِقَ ، فَجَاءَتْهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ صَادِقاً فَافْتَتَحَتِ الْأَبْوَابَ وَدَخَلَ الْجَنَّةَ . (الأشهر الثلاثة : ص112.)
2- عن الصادق (عليه السلام) قال : أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ إِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَاتُ ، وَعَنِ الزَّكَاةِ وَعَنِ الصِّيَامِ الْمَفْرُوضِ وَعَنِ الْحَجِّ وَعَنْ وَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَإِنْ أَقَرَّ بِوَلَايَتِنَا ثُمَّ مَاتَ عَلَيْهَا قُبِلَتْ مِنْهُ صَلَاتُهُ وَصَوْمُهُ وَزَكَاتُهُ وَحَجُّهُ ، فَإِنْ لَمْ يُقِرَّ بِوَلَايَتِنَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ . (الأشهر الثلاثة : ص110.)
3- عن الحسن بن علي الخزاز (رحمه الله) قال : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام) آخِرَ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ وَصَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ، وَخَادِمَاهُ يَاسِرٌ وَنَادِرٌ وَغَيْرُهُمَا فَقَالَ : مَعَاشِرَ شِيعَتِي ، هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ مَنْ صَامَهُ احْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ . فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَمَا تَصْنَعُ بِالْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ فِي النَّهْيِ عَنِ اسْتِقْبَالِ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ . فَقَالَ (عليه السلام) يَا ابْنَ إِسْمَاعِيلَ ، إِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يُقَالُ لَهُ جَاءَ وَذَهَبَ وَاسْتَقْبَلَ ، وَالشَّهْرُ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مُضَافٌ إِلَيْهِ . فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ : فَهَلْ يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ اسْتَقْبَلْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ؟ قَالَ (عليه السلام) : لِأَنَّ الِاسْتِقْبَالَ إِنَّمَا يَقَعُ لِشَيْءٍ مَوْجُودٍ يُدْرَكُ ، فَأَمَّا مَا لَمْ يُخْلَقْ فَكَيْفَ يُسْتَقْبَلُ . فَقَالَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، شَهْرُ رَمَضَانَ وَإِنْ لَمْ يُخْلَقْ قَبْلَ دُخُولِهِ فَقَدْ وَقَعَ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ ! فَقَالَ (عليه السلام) : يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ وَقَعَ لَكَ الْيَقِينُ أَنَّهُ سَيَكُونُ فَكَيْفَ وَقَعَ لَكَ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ ، وَرُبَّمَا طَالَتْ لَيْلَةُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَكُونَ صُبْحَهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، فَلَا يَكُونُ شَهْرُ رَمَضَانَ فِي الدُّنْيَا أَبَداً ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ لَا يَرَوْنَ شَمْساً وَلَا نَهَاراً وَلَا يَرَوْنَ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ شَيْئاً ، وَيَرْفَعُ اللَّهُ الْكَعْبَةَ وَالْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِلَى السَّمَاءِ ، وَأُنْسِيَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ الْقُرْآنُ حَتَّى لَا يُوجَدَ فِيهِمْ لِلْقُرْآنِ حَافِظٌ وَلِشَيْءٍ مِنْ تَمْجِيدِ اللَّهِ ذَاكِرٌ ، فَحِينَئِذٍ يَرْفَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حُجَّتَهُ مِنَ الْأَرْضِ ، فَتَسِيخُ بِأَهْلِهَا وَتَسِيرُ جِبَالُهَا وَتُسْجَرُ بِحَارُهَا وَتُبَعْثَرُ قُبُورُهَا ، وَيُكَوَّرُ عَنِ السَّمَاءِ شَمْسُهَا وَيَنْكَدِرُ نُجُومُهَا وَيَنْتَثِرُ كَوَاكِبُهَا ، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ . ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : مَعَاشِرَ شِيعَتِي ، إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَا تُشِيرُوا إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ، وَلَكِنْ اسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ وَخَاطِبُوا الْهِلَالَ وَقُولُوا : ﴿رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عَلَيْنَا هِلَالًا مُبَارَكاً وَوَفِّقْنَا لِصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَلَّمْنَا مِنْهُ فِي يُسْرٍ وَعَافِيَةٍ وَاسْتَعْمِلْنَا فِيهِ بِطَاعَتِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ . فَمَا مِنْ عَبْدٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا كَتَبَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي جُمْلَةِ الْمَرْحُومِينَ ، وَأَثْبَتَهُ فِي دِيوَانِ الْمَغْفُورِينَ . وَلَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ سَيِّدِةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (صلوات الله عليها) تَقُولُ ذَلِكَ سَنَةً ، فَإِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَكَانَ نُورُهَا يَغْلِبُ الْهِلَالَ يَخْفَى ، فَإِذَا غَابَتْ عَنْهُ ظَهَرَ . (الأشهر الثلاثة : ص98.)
4- عن الصادق (عليه السلام) قال : بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسِ دَعَائِمَ ، عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَوَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ (صلوات الله عليهم) . (الأشهر الثلاثة : ص86.)
5- عن الصادق (عليه السلام) قال : أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ وَيُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَصِيرُ إِلَى الْعَرْشِ ، دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَالْمَظْلُومِ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، وَالْمُعْتَمِرِ حَتَّى يَرْجِعَ وَالصَّائِمِ حَتَّى يُفْطِرَ . (الأشهر الثلاثة : ص86.)