دين الله الذي أرتضاه للصالحين
*
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
﴿أَنَّ قَرِينَكَ فِي الْجَنَّةِ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ فَأْتِهَا وَأَخْبِرْهَا وَبَشِّرْهَا بِالْجَنَّةِ وَأَعْلِمْهَا أَنَّهَا قَرِينُكَ فِي الْآخِرَةِ﴾ .
فَانْطَلَقَ دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَيْهَا فَقَرَعَ الْبَابَ عَلَيْهَا فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهَا :
أَنْتِ خَلَادَةُ بِنْتُ أَوْسٍ ؟
قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، لَسْتُ بِصَاحِبَتِكَ الَّتِي تَطْلُبُ !
قَالَ لَهَا دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَلَسْتِ خَلَادَةَ بِنْتَ أَوْسٍ مِنْ سِبْطِ كَذَا وَكَذَا ؟
قَالَتْ : بَلَى !
قَالَ لَهَا دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فَأَنْتِ هِيَ إِذاً .
فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، لَعَلَّ اسْماً وَافَقَ اسْماً ؟
فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَا كُذِبْتُ وَلَا كَذَبْتُ ، وَإِنَّكِ لَأَنْتِ هِيَ .
فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا أُكَذِّبُكَ وَلَا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِي مَا وَصَفْتَنِي بِهِ !
قَالَ لَهَا دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : خَبِّرِينِي عَنْ سَرِيرَتِكِ مَا هِيَ ؟
قَالَتْ : أَمَّا هَذَا فَسَأُخْبِرُكَ بِهِ ، إِنَّهُ لَمْ يُصِبْنِي وَجَعٌ قَطُّ نَزَلَ بِي مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَائِناً مَا كَانَ وَلَا نَزَلَ بِي مَرَضٌ أَوْ جُوعٌ إِلَّا صَبَرْتُ عَلَيْهِ ، وَلَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ كَشْفَهُ حَتَّى هُوَ يَكُونُ الَّذِي يُحَوِّلُهُ عَنِّي إِلَى الْعَافِيَةِ وَالسَّعَةِ ، وَلَمْ أَطْلُبْ بِهَا بَدَلًا وَشَكَرْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا وَحَمِدْتُهُ .
قَالَ لَهَا دَاوُدُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فَبِهَذَا النَّعْتِ بَلَغْتِ مَا بَلَغْتِ .
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (أَيْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَذَا وَاللَّهِ دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِلصَّالِحِينَ‏ .

*
المصدر : (بحار الأنوار : ج68، ص97. عن مشكاة الأنوار .)