القرآن الكريم المعجزة الخالدة
أهداف الدرس
1- بيانُ ضرورة المعجزة وأهمّيتِها في هداية النَّاس إلى الله.
2- بيانُ أنَّ معجزة الإسلام الأساسية والكبرى هي القرآن الكريم.
3- بيانُ الأوجه المختلفة لإعجاز القرآن.

37
ضرورة المعجزة
الحكمة الإلهيّة تقتضي تزويد الإنسان بطريق الهداية إلى الله تعالى، غير طريق الحسّ والعقل لقصورهما وعدم قدرتهما بذاتهما على معرفة طريق الهداية إلى الله بكلِّ أبعاده وتفاصيله. فكانت الحاجة إلى طريق آخر غير الحسّ والعقل، وهذا الطريق هو طريق الوحي والنُّبوَّة، أي طريق الغيب: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ﴾1.

وبما أنَّ أفراد النَّاس ليسوا جميعهم مؤهّلين لاستقبال الوحي، فلا بدَّ إذن من الوحي لبعضهم ورجوع الآخرين إليهم لمعرفة إرادة الربّ ومشيئته. وبما أنَّ الوحي ليس أمراً محسوساً للآخرين حتَّى يروه ويعرفوا أنَّ هذا الشخص الذي قد أوحي إليه أنَّه هو النبيّ، كان لا بد من وجود طريق نعرف من خلاله تمييز ذلك الشخص ولياقته لتلقّي الوحي الإلهيّ، ولا بدَّ أنْ تكون لديه علامةٌ على ذلك من قبل الله تعالى. أي لا بدَّ أنْ يكون فيه أثرٌ يدلُّ على ارتباطه بالله عز وجل. وهذه العلامة أو الطريق ليست سوى "المعجزة" التي يختصُّ بها النبيّ وحده، والتي تمكِّنُه من فعل أشياءَ يعجزُ سائر النَّاس عن فعلها والإتيان بمثلها.

والمعجزة, هي أمرٌ خلاف المجاري العاديّة والسنن الطبيعية والتي لا تحصل

39
إلا بقدرة الحقّ عزّ وجل وإرادته، فتكون هذه المعجزة دليلاً على شدَّة ارتباط هذا الشخص بالله تعالى، وعلى نبوَّته. فالحقّ سبحانه وتعالى، يؤيّد أنبياءه بالمعجزات الباهرات التي تجعل المرءَ مشدوهاً إلى صاحبها والذي ما يلبث أنْ يعترف أنَّه لا يملك شيئاً من عند نفسه، وإنَّما هو مبعوث من الله الحقّ.

وبما أنَّ النَّاس ينجذبون إلى ما هو خارق للعادة، وبما أنّهم لم يقدروا على الإتيان بمثله، فإنّهم يعترفون بعجزهم أمام النبيّ الذي راح يتلو عليهم آيات الله ويلفتهم إلى المعجزة الكبرى التي هي سرّ العالم. فالمعجزة إذاً ظاهرة عامة في كلّ النبوّات، وتأييد لمدّعاهم السفارة من الله. وهي فعل يعجز الآخرون عن الإتيان بمثله، لذا أصبحت طريقاً لمعرفة النبيّ. وللمعجزة علامتان أساسيتان:
الأولى: أنَّه لا يمكن أنْ يتغلّب عليها أيّ عاملٍ آخر أقوى منها.
الثاني: أنَّها غير قابلة للتَّعلّم والتَّعليم، وإنَّما هي موهبة إلهية يمنحها الله لمن يشاء من عباده.

معجزة القرآن
العقل الإنساني يحكم بضرورة المعجزة للأنبياء عليهم السلام فيما إذا توقّف عليها إتمام الحجّة على النَّاس وهدايتهم، والأنبياء عليهم السلام بشكل عام لا بدَّ أنْ يكونوا مؤيّدين بالإعجاز.
القرآن الكريم قد ذكر الكثير من معاجز الأنبياء والرسل كمعجزة "المائدة" و "الناقة" و"ولادة النبي عيسى عليه السلام" ومعاجز النبي "موسى عليه السلام" ومعاجز النبي "نوح عليه السلام" والنبي "إبراهيم عليه السلام" والكثير من المعاجز التي حصلت للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. والملاحظة المهمَّة في مجال المعجزات أنَّ جميعَ معجزات الأنبياء والرسل عليهم السلام باستثناء معجزة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كانت مقصورة على الحاضرين، حيث كانت تثبت عندهم بالمشاهدة ثمَّ يتمّ إثباتها للغائبين عن طريق النقل. فجميع

40
الرِّسالات السَّماوية السَّابقة على الإسلام كانت محدودةً في الزَّمان والمكان، والآيات القرآنيّة تشيرُ إلى ذلك بوضوح.

ولكن لمَّا كانت رسالة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هي الرِّسالة الخاتمة حيث إنَّه لا نبيّ بعده: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾2، وبما أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يُبعثْ لأمَّةٍ محدّدة في مكانٍ محدّد، وزمان معيَّن، أو زمان خاص، وإنّما أُرسل إلى النَّاس كافّةً كما تشيرُ الآيات القرآنيّة إلى شموليَّة دعوته صلى الله عليه وآله وسلم وعمومية نبوّته لجميع البشر: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾3، فلا بد أنْ تتبعه البشرية منذ ذلك الوقت إلى أنْ يرث الله الأرض ومن عليها، لذا كانت الحكمةُ الإلهيّةُ تقتضي تزويد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بمعجزة خالدة لا تقتصر على زمان خاص، ولا على مكانٍ معيّنٍ.

فرسالةُ الإسلام أبديَّةٌ عالميةٌ، ولا بد أنْ تكونَ معجزته كذلك وقد تحقَّق ذلك في القرآن الكريم، وهو بنفسه يصرِّح بذلك حيث ينقل عن البعض قولهم إنَّه لو أردنا أنْ نأتيَ بمثله لفعلنا: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ﴾4. ولكن القرآن تحدّاهم بصورٍ متعدّدة منها قوله تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾5.

والصورة الأخرى هي أنَّه تحدّاهم أنْ يأتوا بعشر سور مثله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾6.

41
والصورة الثالثة هي أنَّه تحدّاهم أنْ يأتوا بسورة مثله: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾7.

وآية أخرى تتحدّى: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾8.
هكذا كان جوُّ المعارضة في القرآن، بحيث إنَّه لو فكَّر إنسانٌ فيه فسوف يقطع بأنَّ هذا الكتاب منزلٌ من الله تعالى، فهو حديث باللغة العربيَّة مكوّن من حروف وكلمات تستعمل في الحوار اليومي، إلا أنَّ أحداً لا يستطيع أنْ يأتي بسورة مثله مكوّنة من سطر واحد، لذا كان القرآن الكريم معجزة الرسول الكبرى والخالدة.

وجوه إعجاز القرآن
القرآن الكريم يؤكد أنَّه معجزة وأنّه لا يمكن الإتيان بمثله على الإطلاق. وقد كتبت مؤلّفات لهذا الغرض، ولكن نشير إجمالاً إلى وجوه إعجاز القرآن:
من جملة وجوه إعجازه، بلاغته. والبلاغة هي صياغة الكلام بحيث يتفق مع مقتضى الحال، ويؤدِّي أهدافَ القائل على أفضل وجه. فالبلاغةُ لا تقتصر على اختيار الكلمات الجميلة والجذَّابة، وإنَّما لا بد بالإضافة إلى ذلك من الأخذ بعين الاعتبار هدف القائل ووضع السَّامع. ولما كان الله تعالى يعرف هدفه أفضل من الجميع ويعرف وضع عباده أحسن من كلّ أحد، وهو المحيط بكلِّ التركيبات اللغوية، فإنَّه تعالى يستطيع بيان هدفه على أساس ما تقتضيه حال عباده وبأفضل وجه ممكن، أمّا الآخرون فهم محرومون من مثل هذه الخصائص. والشاهد على كونه إعجازاً، أنَّه لم يستطع أحد على طول التاريخ أنْ يأتيَ بمثله مع وجود كلِّ هذا التراث الأدبي والبلاغي، الضَّخم ووجود كلِّ الدواعي التي تحمل على المعارضة، فكلّما صاغ

42
إنسانٌ ما كلاماً وجده المطّلعون وذوو الخبرة أخفض منزلة من القرآن.

ومن وجوه إعجاز القرآن أيضاً عدم وجود الاختلاف فيه: قال تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾9. فلو كان الكلامُ صادراً من إنسانٍ لوُجِدَ فيه الاختلاف، لأنَّ الإنسان كجميع الموجودات المادّية في حالة تغيُّرٍ دائمٍ ومستمر، فهو يخضع لتأثير العوامل المحيطة المختلفة فيتكامل وتزداد معلوماته وتتغيَّر حالاته، كلُّ هذه الأمور تؤثّر في كلامه فلا يستطيع أنْ يحافظ على لون واحد من الكلام والبلاغة طيلة عمره. فتارة ينخفض مستوى كلامه وأخرى يرتفع.

ومن وجوه إعجاز القرآن أيضاً أنّ حامله شخص لم يتلقّ درساً من العلماء، وكانت طريقته في الحديث مثل سائر النَّاس: ﴿فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ﴾10 ثمَّ فجأة يظهر هذا الكلام المنقطع النظير الذي لا يمكن مقارنته بأحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد البعثة، وإن كانت بحدِّ ذاتها في مستوىً رفيعٍ من حيث البلاغة والفصاحة. قال تعالى: ﴿قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾11. فالرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يريد أنْ يقول لأمّته إنَّني قد عشت معكم كلَّ هذا العمر ولم تلاحظوا صدور مثل هذا الكلام منّي وبعد أربعين عاماً من عمري لاحظتم صدور كلام يختلف عن كلامي السابق، فلو لم يكن من الله لوجدتم أنَّه مثل كلامي: ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾12.

ومن أهمّ وجوه إعجازه أنَّه كتابٌ جامعٌ لكلِّ مراتب الهداية، وهو كتاب التربية الذي يلامس عمق الفطرة الإنسانية ويرتفع بها إلى أعلى علّيّين، في مختلف أبعاد

43
الإنسان وكل ما يحتاجه في حياته. فالإنسان يستحيل عليه أنْ يكون ملمّاً بجميع المعارف العقائدية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والعسكرية وكلّ ما يحتاجه الإنسان في حياته، وقد ثبت عملياً أنَّ الإنسان إذا أراد أنْ يتقدّم في مجال ما، لا بدَّ أنْ يُنفق كلّ عمره في اتجاه واحد، حتَّى يتخصَّص فيه ويلمّ بمعظم جوانبه، وأمّا أنْ يُحيط الإنسان بجميع التخصّصات والمجالات وينظر بشأنها أيضاً، فهو الإعجاز بعينه والدليل على أنَّه مرتبط بالله العالم بكل شيء.

ومنها أيضاً، أنَّ انفعال الأذواق المتغيّرة عبر العصور وشعور النَّاس بأنه يخاطبهم في عصرهم ومشاكلهم وخصوصيّاتهم دائماً هو دليل إعجاز بنفسه. وأيضاً اعتراف النَّاس والعلماء والمفسّرين بعجزهم عن الإحاطة التامّة به، مع أنَّ كلّ واحدٍ منهم يرى فيه ريّاً لعطشه الذي لا ينتهي.

ومن وجوه الإعجاز الأخرى إتيانه بمواضيع علمية لم تكن مقبولة في ذلك الزمان، من قِبَلِ المحافل العلمية، ثمَّ تقدّمت بعد ذلك وأثبتت صحتها.
ومن وجوه إعجاز القرآن إخباره بالغيب، وتنقسم هذه الأخبار إلى قسمين: قسم منها يتعلَّق بالحوادث الماضية التي لم يكن لأحد من النَّاس سبيل إليها: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾13.

والقسم الآخر يتعلَّقُ بالأحداث التي ستقع في المستقبل منها قوله تعالى: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾14. ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾15.

44
خلاصة الدرس
1- الإنسان ليس بمقدوره الاهتداء إلى طريق الله بواسطة الحواس والعقل لقصورهما وعجزهما، لذا كانت الحاجة إلى طريق آخر غيبيّ، وهذا الطريق هو طريق الوحي والنُّبوَّة.
2- للمعجزة علامتان أساسيّتان هما: أنّها غير قابلة للتعلّم والتعليم، وأنّه لا يمكن أنْ يتغلّب عليها أيُّ عامل آخر.

3- كونُ الإسلام رسالة أبدية عالمية، وكون دعوة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونبوّته لجميع البشر، فهي غيرُ محدَّدةٍ بمكان خاص وزمان خاص، لأجل هذا كان القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة.

4- لإعجاز القرآن أوجه عديدة منه, البلاغة المنقطعة النظير، عدم وجود أي اختلاف أو تناقض فيه، أنَّ حامله لم يتلقّ درساً في حياته على أحد، وأنه جامع لكلِّ مراتب الهداية وفيه كلّ ما يحتاجه الإنسان بحيث إنَّ كلَّ واحد يجد فيه ريَّاً لعطشه، إخباره بالغيب في موارد كثيرة سواء التي حصلت أو التي سوف تحصل، إتيانه بمواضيع علمية لم تكن معروفةً سابقاً.