الشاي يعدّ الشاي ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد الماء، ويُصنَع الشاي بمختلف أنواعه من أوراقِ النبات الذي يُدعى بالكاميليا الصينية (بالإنجليزيّة: Camellia sinensis)، وتوجد العديد من أنواع الشاي المستخدمة؛ مثل الشاي الأسود، والشاي الأبيض، والأخضر، وشاي الألونج الصينيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ الشاي الأسود يُحضّر من خلال تكسير أوراق هذا النبات، وتعريضها للهواء لأوقاتٍ طويلةٍ حتى تتأكسد بشكلٍ كاملٍ ويصبح لونُها غامقاً، ويعدّ هذا النوع هو الأكثر أكسدةً بين الأنواع الأخرى، كما أنّ محتواه من الكافيين هو الأعلى، ومن جهةٍ أخرى يُحضّر الشاي الأخضر من الأوراق غير المؤكسدة، وتمتاز عملية الأكسدة بأنّها قد تزيد الفوائد الغذائيّة للشاي، إذ وِفقاً للمعهد الوطنيّ للسرطان يحتوي الشاي على الأحماض الأمينيّة، والكربوهيدرات، والكلوروفيل، والفلوريد، وغيرها من العناصر.[١][٢] فوائد الشاي يعدّ الشاي الأسود من أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، ويقدّم هذا النوع من الشاي العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، وفيما يأتي أهم هذه الفوائد:[٣][٤] مصدرٌ غنيٌّ بمضادّات الأكسدة: حيث يحتوي الشاي على مضادات الأكسدة المفيدة لمكافحة الجذور الحرّة، ولتقليل تعرُّض الخلايا للتلف، وبالتالي فإنّها قد تساعد على تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة، ومن الجدير بالذكر أن مُتعدّدات الفينول ومن أهمها؛ مركب الكاتيشين (بالإنجليزيّة: Catechins)، والثيافلافين (بالإنجليزيّة: Theaflavins)، والثياروبيجينز (بالإنجليزيّة: Thearubigins)؛ من مضادات الأكسدة الموجودة في هذا الشاي التي قد تُساعد على تعزيز صحّة الجسم، وقد أشارت إحدى الدراسات التي أُجرِيت على الفئران بأنّ الثيافلافين قد خفض كلاً من مستويات الكولسترول، والسكر في الدم، بالإضافة إلى ذلك فقد تبيّن في دراسةٍ أُخرى أنّ الأشخاص الذين تناولوا الكاتيشين من مستخلصات الشاي الأخضر انخفضت دهون الجسم لديهم. تعزيز صحّة الأمعاء: حيث أشارت الدراسات إلى أنّ البكتيريا الموجودة داخل الأمعاء يمكن أن تمتلك دوراً هامّاً في خفض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: أمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، والسمنة، وأمراض القلب الوعائية، والسكري النوع الثاني، بالإضافة إلى السرطان، حيثُ يمكن لمركّبات مُتعددات الفينول الموجودة في الشاي الأسود أن تُعزّز نموَّ أنواع البكتيريا النافعة، وتثبّط نمو الضارة منها، ممّا يُساعد على الحفاظ على صحّة الأمعاء، كما يمتاز هذا المشروب بامتلاك خصائص مضادّة للميكروبات، وبالتالي فإنّه قد يقضي على المواد الضارّة، ويُعزّز المناعة من خلال إصلاح بِطانة القناة الهضميّة. تقليل ضغط الدم: إذ بيّنت إحدى الدرسات أنّ الأشخاص الذين تناولوا الشاي الأسود بمقدار ثلاثة أكوابٍ يوميّاً مدة تصل إلى ستة شهورٍ؛ كان كلٌّ من ضغط الدم الانقباضيّ والانبساطيّّ منخفضاً لديهم، إلّا أنّ نتائج الدراسات كانت مختلفة حول هذا التأثير، ومع ذلك فإنّ شرب الشاي مع اتّباع تغييرات في نمط الحياة قد يكون خطوةً مفيدةً للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم. تحسين التركيز: حيث إنّ الشاي الأسود يحتوي على مادة الكافيين، والحمض الأميني الثيانين (بالإنجليزيّة: L-theanine)؛ وبالتالي فإن تناوله قد يحسّن اليقظة، والقدرة على التركيز، وبالإضافة إلى أنّ الثيانين يرفع من نشاط ألفا في الدماغ؛ ممّا يؤدي إلى الاسترخاء، وزيادة التركيز، وهذا ما يجعل الشاي من المشروبات المفيدة لزيادة الطاقة، والتركيز دون الحاجة لتناول كمياتٍ كبيرةٍ من الكافيين. إمكانيّة تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام: حيث أشارت الدراسات الأوليّة إلى أنّ النساء الأكبر سنّاً، واللّاتي تناولنَ الشاي الأسود بكمياتٍ أكبر من غيرهنّ، تكون قوة العظام لديهنّ أفضل ممن يتناولنَه بكمياتٍ صغيرةٍ، كما وجد أن هذا الشاي يمكن أن يرتبط بتقليل خطر الإصابة بكسور الورك عند النساء والرجال الكبار في السن. الوقاية من تسوّس الأسنان: إذ إنّ الأبحاث الأوليّة تشير إلى أنّ غسل الأسنان باستخدام مُستخلصات الشاي الأسود يمكن أن يساعد على الوقاية من الإصابة بالتسوس. تعزيز صحة القلب: إذ يحتوي الشاي الأسود على الفلافونويدات (بالإنجليزيّة: Flavonoids) المفيدة للقلب، وقد وجدت إحدى الدراسات أنّ تناول هذا الشاي مدة 12 أسبوعاً قد قلّل من مستويات الدهون الثلاثيّة، ومستويات السكر، ونسبة الكولسترول الضار إلى النافع في الدم، وبيّنت دراسة أخرى أنّ الأشخاص الذين يتناولون ثلاثة أكوابٍ من الشاي يوميّاً يقلّ خطر إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 11%، ومن جهةٍ أخرى أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ مضادات الأكسدة في الشاي الأسود، والأخضر تُكافح الجذور الحرة المُسببة لتصلّب الشرايين.[٣][٢] إمكانيّة تقليل خطر الإصابة بالسرطان: حيث يعتقد العلماء بأنّ بعض مضادات الأكسدة في الشاي، مثل: متعددات الفينول، والكاتيشين يمكن أن تساهم في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما تُشير بعض الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يتناولن الشاي الأسود بشكل منتظم يكون خطر إصابتهم بسرطان المبايض أقل مقارنةً باللواتي لا يتناولنَه، إلا أنّ أبحاثاً أخرى أشارت إلى أنّه لا يُقلّل خطر الإصابة بسرطان الثدي، والقولون، والمستقيم، وسرطان المعدة، ومع ذلك بيّنت بعض الأبحاث أنّ الشاي الأسود يُقلّل من بقاء الخلايا السرطانيّة.[٥][٣] تعزيز صحة الدماغ: إذ تشير بعض الدراسات إلى أنّ تناول الشاي الأسود يمكن أن يُحسِّن من وظائف الأوعية الدموية، ممّا يُعزّز تدفُّق الدم إلى الدماغ، ويُقلّل من خطر الإصابة بالاختلال المعرفيّ (بالإنجليزية: Cognitive impairment)، وقد بيّنت إحدى الدراسات أنّ تناول هذا الشاي ارتبط بأداءٍ معرفيٍّ أفضل عند الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 60 سنة، إلاّ أنّ دراسةً أخرى لم تُشِر إلى وجود رابطٍ بين هذا الشاي وخطر الإصابة بالخَرَف، أو الاختلال المعرفي البسيط.[٦] تخفيف التوتر: حيثُ وجد الباحثون أنّ تناول الشاي الأسود يمكن أن يساعد على تقليل الهرمون المسؤول عن التوتر الذي يُعرف باسم هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).[٧] إمكانيّة تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون: حيث إنّ المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل: الشاي الأسود يمكن أن تُقلّل من خطر الإصابة بمرض باركنسون أو كما يسمّى بالشّلل الارتعاشيّ خاصةً عند المدخنين، ويكون هذا التأثير أكثر فعاليّة عند الرجال الذين يتناولون مقدار 421 إلى 2716 مليغرامٍ من الكافيين بشكلٍ يوميّ.[٨] أضرار الشاي يُعدّ تناول كميات مُعتدلة من الشاي الأسود آمناً على الصحّة للبالغين، إلا أنّ تناول ما يزيد عن خمسةِ أكوابٍ في اليوم منه قد يكون غير آمن، وقد يسبّب إفراط شربه إلى الإصابة ببعض الأعراض الجانبيّة التي تعود لمحتواه من مادة الكافيين؛ ومن هذه الأعراض؛ الصُّداع، واضطرابات النوم، والارتباك، والقيء، الإسهال، والعصبيّة، بالإضافة إلى حرقة في فم المعدة، والرعاش (بالإنجليزيّة: Tremor)، وعدم انتظام نبضات القلب، والدوخة، ورنين الأذن، وغيرها من الأعراض، كما يمكن أن يُسبب تناول المشروبات المحتوية على الكافيين بكثرة الإصابة بالاعتماد النفسيّ (بالإنجليزيّة: Psychological dependence)، ويعدُّ الشاي آمناً على الأطفال في حال تناوله باعتدال، ويمكن للحامل تناول ما لا يزيد عن كوبين منه خلال اليوم.[٩]