خليل.. بطل المواعيد الكبيرة
أحمد خليل
معتصم عبدالله (العين)
قليلون من يطلق عليهم «رجال المواعيد الكبرى» في عالم كرة القدم، ويبقى من بينهم بالطبع أحمد خليل مهاجم شباب الأهلي، وأحد أبرز لاعبي «الأبيض»، لم لا وهو يثبت دائماً أنه «بطل المهمات الصعبة»، وعندما تتعقد الأمور ينبري خليل - كعادته - دائماً، في حل الصعوبات، بفضل أهدافه المتميزة، والتي تحكي عن موهبة، تفرض أفضليتها، وترد دائماً على المنتقدين بهز شباك المنافسين.
ويكفي خليل بطل موقعة تتويج شباب الأهلي بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، أمام الظفرة أمس الأول، على استاد هزاع بن زايد بالعين، بتسجيله هدفي «الفرسان»، في مرمى الحارس خالد السناني في الدقيقتين 31، من كرة رأسية و70 من ركلة حرة متقنة، أنه رفع رصيده «الشخصي» من الألقاب في «أغلى البطولات» إلى أربعة، متفوقاً على 7 أندية لم تنجح في الوصول إلى هذا الرقم في تاريخ البطولة.
ويحكي تاريخ الهداف خليل تتويجه بألقاب الكأس مع الأهلي موسمي 2007- 2008، 2012- 2013، قبل أن يظفر بالنجمة الثالثة بقميص العين في نهاية الموسم الماضي 2017- 2018، ليعود بعدها إلى ناديه السابق «شباب الأهلي»، بعد رحلة قصيرة مع الجزيرة والعين على التوالي في الموسم الماضي، ويتوج مع فريقه الحالي بلقبي كأس الخليج العربي وكأس رئيس الدولة، في سيناريو بدا قريباً من إنجازه في الموسم الماضي مع «الزعيم»، الذي ظفر بلقبي الدوري والكأس للمرة الأولى.
ويشير سجل الإنجازات المميز للمهاجم الهداف وجلاد الحراس، إلى تتويجه بـ 15 لقباً على مستوى المسابقات المحلية مع شباب الأهلي والعين بالتتويج بكأس رئيس الدولة في 4 مواسم، والدوري 4، وكأس المحترفين «الخليج العربي» في 4 مواسم آخرها 2018- 2019، وكأس السوبر في أربع مناسبات مواسم 2009، 2014، 2015، 2017.
ولم تمنع «الثنائية» التي سجلها خليل على مدار شوطي مباراة أمس الأول، المهاجم الهداف من الشعور بالقلق المستمر بعد خروجه مستبدلاً في الدقائق الأخيرة للشوط الثاني، بعدما طارده «كابوس» مباراة النصر في نهائي نسخة 2014- 2015، والتي احتفل فيها خليل بهدفه الرسمي الأولى في نهائيات أغلى الكؤوس، قبل أن يفقد فريقه اللقب بعد عودة «العميد» للتعادل في الوقت القاتل بهدف عكسي للمدافع كون كيونج، لينجحوا في حسم التتويج بركلات الترجيح 3-0.
وتطرق بطل موقعة النهائي إلى ذكرى هدفه الأول في النهائيات أمام «العميد» قبل أن يعيد الكرة بتسجيل «ثنائية» أمام الظفرة أمس الأول، قائلاً: «توقعت التسجيل في مباراة أمس الأول، رغم هاجس هدفي الأول في مباراة النصر، منذ نحو ثلاثة مواسم، مثل هذه المواقف دائماً ما تكون بمثابة درس للاعب، وأعتقد أنني على الصعيد الشخصي استفدت من تلك المباراة، لتكون بمثابة حافز شجعني في النجاح، بتسجيل هدفين في مواجهة أمس الأول، والخروج بشكل أفضل».
وأضاف: «الكل قطعاً يشعر بفرحة كبيرة لا توصف، فاللقب الغالي هو طموح جميع الأندية، ولكن الأهم الاستمرار نحو الأفضل، فالأهداف الكبرى تتطلب الاجتهاد والحرص من الجميع، وأعتقد أن شباب الأهلي كمنظومة يطمح دائماً للأفضل، والعودة بالفريق إلى مكانته الطبيعية، خاصة بعد البداية السلبية في الموسم الحالي»، ولفت إلى أن الكثير استثنى شباب الأهلي من الظفر بلقبين خلال الموسم الحالي بعد البداية غير المطمئنة.
وعبر خليل عن سعادته بشكل شخصي، في استمراره على منصات التتويج، خلال موسمين على التوالي، مع العين وشباب الأهلي، وقال: «لا أشعر بالملل من تحقيق الألقاب، ودائماً ما أطمح إلى الأفضل مدفوعاً بتوفيق المولى عز وجل، وبالاجتهاد الذي أهلني للتتويج بلقبي الدوري والكأس، في الموسم الماضي مع العين، وكأسي رئيس الدولة والخليج العربي في الموسم الحالي مع شباب الأهلي».
وأضاف: يجب على المنتقدين أن ينظروا أيضاً إلى الحصيلة الإجمالية للاعب بنهاية كل موسم، أعرف أن انتقاد اللاعب أمر طبيعي، ولكن علينا أيضاً في المقابل النظر إلى ما يحصده هؤلاء اللاعبون في نهاية كل موسم، وأعتقد أن التتويج بأربعة ألقاب خلال موسمين أمر مميز، خاصة أن هناك أندية بحالها تجتهد لسنوات، من أجل الظفر ببطولة واحدة في الموسم، وأنا في هذا الجانب لا أمدح نفسي، ولكن هذا واقع كرة القدم، وهو ما يدفعني دائماً إلى السعي نحو تحقيق طموحاتي.
وشدد خليل على استمرار طموحات شباب الأهلي، وقال: «تحدثت قبل بداية الموسم أن الفريق يملك العناصر المؤهلة من اللاعبين للمنافسة، وما كان ينقصنا هو الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات، والمؤكد أن الألقاب الحالية مهمة للفريق وللعناصر الشابة التي تحتاج إلى ثقافة البطولات، فريقنا حالياً يقدم أداءً مميزاً بدليل احتلاله المركز الثاني في الدوري، وتتويجه بلقبين على التوالي، ولكن المهم أن مشوار الموسم لا يزال مستمراً في الجولات المقبلة للدوري، وعلى الصعيد الشخصي لن أتوقف إلا بنهاية الموسم.
مكرمة رئيس الدولة حافز للرياضيين
ثمن أحمد خليل مهاجم شباب الأهلي دبي، دعم القيادة المستمر للرياضة ولكرة القدم، وذكر أن المنافسة على لقب أغلى البطولات تمثل الطموح الأكبر لدى كل اللاعبين، وذكر أن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، السخية والخاصة برفع قيمة مكافأة الفائز بكأس رئيس الدولة إلى عشرة ملايين درهم، والوصيف إلى خمسة ملايين درهم، تمثل تأكيداً جديداً على اهتمام القيادة المتعاظم بقطاع الرياضة والشباب، وأوضح أن مسمى البطولة في حد ذاته يمثل الدافع الأكبر للاعبين، وأضاف: «قطعاً فإن المكرمة السخية لسموه تدعم وبشكل كبير نجاح المسابقة الأغلى في المواسم المقبلة».
احتفالية معتادة لـ «الفرسان»
تحدث أحمد خليل عن احتفاليته مع زملائه بالهدف الثاني لـ «الفرسان» بالوقوف قرب الراية الركنية، والتي تحكي عن الخيلاء والسعادة، بأنها باتت أمراً معتاداً في مباريات الفريق في الآونة الأخيرة، وأوضح: الاحتفالية تأخرت إلى ما بعد الهدف الثاني، نظراً لأهمية المباراة، وقال: أعتقد أن الهدف الثاني مناسبة سانحة للاحتفالية، في ظل اقترابنا من تحقيق طموحنا في التتويج باللقب.
ولفت إلى أن استعادة ثقة الفريق تمثل حافزاً للإجادة في المشوار القاري المرتقب في المشاركة المقبلة بدوري أبطال آسيا، في نسخته المقبلة 2020، وقال: نترقب بشغف عودة شباب الأهلي للمشوار الآسيوي، ونتطلع إلى تحقيق الأفضل.
الشد العضلي وراء التغيير
كشف أحمد خليل عن أن إصابته بشد عضلي خفيف، خلال الدقائق الأخيرة للشوط الثاني، كانت سبباً في استبداله خلال المباراة، مؤكداً قدرته على العودة السريعة إلى تشكيلة الفريق.