فنان عراقي: فن الرسم تطور في تركيا منذ العهد العثماني
صقاريا (تركيا) – اعتبر الرّسام العراقي هاشم زكي أن "الشعب التركي لديه شعور خاص تجاه الفن.. شعب يحب رؤية أجداده والرجال العظماء.. يأتون بهكذا طلبات.. وأحيانا يطلبون صورًا للطبيعة أو صورًا تاريخية. ألمس شعور الشعب التركي تجاه الفن في كافة المجالات".
ونوّه بأنّ فن الرسم تطور في تركيا منذ العهد العثماني، مؤكدًا أن لتركيا مكانة خاصة عنده.
وأوضح زكي أنه يحب الشعب التركي كثيرا، ويكن له الاحترام، ويدعو له دائما.
وهو يقوم اليوم، بكسب عيشه من خلال بيع لوحات يرسمها في ورشته الصغيرة، في ولاية صقاريا شمال غربي تركيا، التي فرّ إليها هاربا من دائرة العنف في بلاده.
ويواصل زكي (65 عاما) الذي لجأ إلى تركيا قبل 4 سنوات، بعد أن تم اختطاف وقتل زوجته وعددا من أقربائه، رسم لوحاته الزيتية التي يظهر فيها ألوان الحرب، ومآسيها، في ورشة افتتحها بحي "تغجيلار" في قضاء "أدا بازاري".
كما يرسم هاشم صورا للمهتمين في الولاية، ويهديها لهم، وقال إنه لا يشعر بالغربة. وذكر أنه تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في 1978، وبدأ في النحت، قبل أن ينتقل إلى فن الرسم.
ويمتاز هاشم بنحت تماثيل السياسيين، كما قام برسم صور العديد ممن تسلموا منصب الوالي أو القائمقام في ولاية صقاريا طيلة إقامته هناك.
وشدد زكي على أنه واجه الكثير من الأحداث المؤلمة وقضى أوقاتا صعبة في بلاده بسبب الحرب.
وقال في هذا الخصوص: "قاموا باختطاف زوجتي وبعض أفراد أسرتي، قتلوا زوجتي وشقيقتها.. لذلك أردت ترك البلاد.. جئت إلى تركيا لأنها دولة آمنة.. لا أشعر بالغربة بل أرى نفسي وكأني في منزلي، أشكر كل المسؤولين الذين يقدمون لنا الأمان".
وأضاف زكي أنه ينهي اللوحة الواحدة خلال يوم أو يومين، وأنه يعتمد في دخله على بيع تلك اللوحات.
وتابع: "الأحداث التي عشتها تركت فيّ أثرًا.. قتلت زوجتي، وأطفالي ظلوا أيتاما.. هذه الأمور أشعر بها أثناء الرسم".
ونوه زكي بأن ابنته تدرس في العاصمة اللبنانية بيروت، وهي أيضا فنانة رسم، مشيرًا إلى أن اللوحات التي ترسمها ابنته تشارك بها في بعض المعارض.
وأردف "أقمنا معًا معارض صور في إسطنبول وأنقرة.. هكذا نسعى لخدمة فن الرسم".