رمضان.. أهلاً ومرحبًا بالضيف الكريم الذي سرعان ما يمضي، ففي رمضان تتضاعف الأجور، وتصفد مردة الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، فهو شهر خير وبركات.

يحسن بنا نحن المسلمين أن نستعد لاستقبال شهر رمضان خير استقبال؛ فالمسافر يستعد لسفره، والموظف يستعد بالدورات التدريبية لوظيفته كلما ازدادت أهمية، والشياطين تستعد لهذا الشهر أو توسوس للناس -قبل أن تصفد فيه- بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة، ونحن المسلمين ينبغي علينا أن نستعد له أفضل استعداد، فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة!

كيف نستعد لرمضان ؟
- بالدعاء.. ندعو الله أن يبلغنا شهر رمضان الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك، فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم.. ندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال شهر رمضان، وأن نحسن العمل فيه، وأن يتقبل الله منا الأعمال في شهر رمضان الكريم.

- بسلامة الصدر مع المسلمين.. وألا تكون بينك وبين أي مسلم شحناء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن» (صحيح الترغيب والترهيب 1016).

- بالصيام.. كما هي السنة؛ لحديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» (صحيح الترغيب والترهيب 1012).

- بالاهتمام بالواجبات مثل صلاة الجماعة في الفجر وغيرها؛ حتى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان، ولا تكتسب ما استطعت من الأوزار التي تعيق مسيرة الأجر.

- بالتعود على صلاة الليل والدعاء واتخاذ ورد يومي من القرآن؛ حتى لا نضعف في وسط الشهر. إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها، أو بين المغرب والعشاء، أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله.

- قراءة وتعلم أحكام الصيام من خلال كتب وأشرطة العلماء وطلاب العلم الموثوقين.

- الاستعداد للدعوة في رمضان بكافة الوسائل، فالنفوس لها من القابلية للتقبل في رمضان ما ليس لها في غيره. ومن الوسائل: الكلمة الطيبة في المساجد أو المخصصة لفرد أو أكثر، والهدية من كتيب أو شريط نافع، وإقامة حلق الذكر، وقراءة القران في المساجد والبيوت، وجمع فتاوى الصيام ونشرها، والتشجيع على فعل الخير عمومًا... وغير ذلك.

- الاستعداد السلوكي بالأخلاق الحميدة جميعها، والبعد عن الأخلاق الذميمة جميعها، ويمكن أيضًا القراءة في كتب السلوك، وسؤال أصحاب الأخلاق الحميدة أن ينصحوهم إنْ وجدوا عليهم ما يسوء من الأخلاق.

- الاستعداد لاستغلال الأوقات في رمضان بعمل جدول لرمضان للقراءة، والزيارات في الله، وصلة الأرحام... وغير ذلك.

- تشجيع أهل المسجد على إقامة إفطار جماعي متكرر، أو مرة واحدة على الأقل خلال الشهر. وأيضًا تشجيع أهل المسجد على التزاور في الله خلال الشهر، واللقاء بعد صلاة العيد عند المسجد أو في أحد البيوت أو أي مكان آخر مناسب.

نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على حسن استقباله، وعلى حسن العمل فيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

صيد الفوائد.