ما كنتَ بالأمس تقوى أن تفارقني
يوماً، فمن بعد هذا البُعد قوّاكَ؟
هذي سنين مضت ما جئت تسألني؟
عما جرحتَ وما أَدْمَتْهُ كفّاكَ !
لئن تباعدْتَ عن عينٍ سكنتَ بها
من ذا يباعدُ عني طيف ذكراك !
قررتُ - يا صاح - أن أنساك مبتعداً
فاصبر على البعد واستحمل خطاياكَ.
فيا راحلاً لم أدرِ كيفَ رحيلهُ
لِما رَاعني مِن خَطبِهِ المُتَسَرّعِ
يلاطفني بالقولِ عندَ وداعهِ
ليُذهبَ عني لَوْعتي وَتَفَجّعي
جزى الله ذاكَ الوجهَ خَيرَ جَزائِهِ
وحَيّتْهُ عني الشمسُ في كلّ مطلعِ
ويا ربِّ جدّدْ كلما هبّتِ الصّبَا
سلامي على ذاكَ الحبيبِ المودعِ.
عَتَبْتُمْ فَلا وَالله ما خُنتُ عَهدَكم
وَما كنتُ في ذاكَ الوَدادِ بمُدّعي
وَقُلتُمْ علِمنا ما جَرَى منكَ كُلَّهُ
فَلا تَظلِمُوني ما جرَى غيرُ أدمُعي.
إنِّي أَرَاكِ بِنَبْضِ القَلْبِ لا نَظَري
وَنَظْرَةُ القَلْبِ فَوْقَ الشَّكِّ والرِّيَبِ
وَمَا رَأَيْتُ بِنَبْضِ القَلْبِ مِنْ أَحَدٍ
سِوَاكِ أَنْتِ، وَأُمِّي، والعظِيمِ أبِي.
ويلي على قلبٍ تعلّق بالهوى
ويلي فإنّي من هواك قتيل
آمنتُ باللهِ العظيمِ وصُنعِه
فبديعُ صُنعِ اللهِ فيك دليلُ
أتَخْنُقُنِي الحياةُ وأنت ربي؟
وأنتَ اللهُ في ضَعْفِي وَكَرْبِي
وأنتَ اللهُ إن كَثُرَت ذنوبي
وغابَ الطُهرُ عن قلبي ودربي
وأنتَ مُقدِّرُ الأقدارِ عَدْلٌ
رحيمٌ تحتوي بالُّلطْفِ قلبي
النّور اشرق في الصّبـــاح وبجّلكْ
والحسن يأتي خاضعاً كي يسألكْ
مــن ايـن تأتـي بالجمـــال رفيقـه
سبحان من خلق الجمال وجمّـلكْ
يـا مـن فتنت الحســـن حتّى انّـه
قـد مــال في شغفٍ اليــك وقبّلكْ
ارفــقْ بمـفـتــون الـفـــؤاد إذا اتى
واذا ظلمــت اقـــولهــا مـا اعـدلكْ