«المغرب في أبوظبي» يتألق بإرث الماضي وحداثة الحاضر


المصدر: أبوظبي - البيان

تتألق فعالية «المغرب في أبوظبي»، التي تعد جسر محبة وتواصل وتبادل حضاري وثقافي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، بإرث الماضي وحداثة الحاضر، حيث يشكل ركن التصميم والمبدعين الشباب بوابة ولحظة في الزمان والمكان تعرض درراً لفنانين مغاربة يتجاوزون قواعد الصناعة التقليدية المغربية، ويوفر فرصة لإبراز ثراء تلك الصناعة وغناها الحضاري المتنوع والفريد.
رواق التصميم
ألهب رواق التصميم والمبدعين الشباب مشاعر زوار فعالية «المغرب في أبوظبي»، ولا يخفى على أحد أن الصناعات التقليدية، التي تتمحور حولها مشاركة الفنانين في هذا الركن، هي إرث حضاري يؤرخ للحقب التي مرت بها المملكة المغربية، ونتاج حضاري لآلاف السنين من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤى وقيم حضارية.
وفي هذا السياق تحدثت مونية مفتاح، المصممة المشرفة على أحد أركان رواق التصميم والمبدعين الشباب، عن مجموعات من المنحوتات الفنية التي جمعت فيها بين القديم والعصري لخلق إبداع جمالي يأسر الحواس، وقالت: أطلقت اسم «دار مفتاح» على مجموعتي الفنية، وتابعت: فهنا تتألق في إحدى زوايا الركن قطع من مجموعة سميت حسب التقنية المعمولة بها «فراكتيكال بيكسل»، ومنها لوحة جدارية تجسد أشكال الكثبان الرملية، وهي مصنوعة من حجر مشابه للرخام والمرمر ولكنه أغلى ثمناً، ويطعم بكتابات نحاسية.
وأضافت، لقد مزجنا صوراً من الطبيعة بتقنيات العصر الحديث (بيكسالايزايشن - وهي طريقة حديثة لمعالجة الصور) مع إيقاعات متناسقة ونماذج متقنة، وفي الزاوية الأخرى تقبع مجموعة من القطع الفنية من النحاس المخرم تدعى (توهج)، وأشارت مونية إلى أن الطابع الهندسي المحض هو الارتكاز الرئيس في الابتكار المعاصر لهذه المجموعة، حيث تأخذ أنماطاً من نيازك مضاءة على شكل مكعبات تحدث إشعاعات ضوئية عند سقوطها، لتعكس سحراً براقاً على السقف والجدران.
أشكال ولمسات
وفي ركن الأثاث للمصمم جميل بناني، تجد براعة الصانع المبتكر أضيفت إلى أشكال ضخمة من الحجارة والمستوحاة من الطبيعة، مع لمسات جديدة في الطلاء والخشب والصقل بالنحاس على أسطحها مع مراعاة شكلها القديم، ومرايا من خشب في زوايا أخرى تحمل لوحات فنية من خشب يسمى «العرعار» منقوشة بكتابات الخط العربي ومصقولة بالنحاس من كافة الزوايا وأخرى دخلت بصناعتها أطلية الذهب والفايبر غلاس والنحاس.
قمم الأناقة
وللأزياء حضورها الفتان في المكان عينه، فبين التراثي القديم والعصري الحديث، ظهرت الملابس النسائية وخاصة بحلة جذابة تحاكي قمم الأناقة، حيث انفردت بتميزها بأنماط الحداثة من أحزمة وحقائب اليد، والأحذية، إضافة إلى ضيق الأكمام وأنماط وأشكال التطريزات الحديثة التي تواكب ذوق العصر.
من خلال عوالم ونهج وتأثيرات كل فنان ونظرته للعالم، يتحول جناح التصميم والمبدعين الشباب، إلى رحلة خارج الزمن لاكتشاف مغرب ينبض بالإبداع والأصالة.
يشار إلى أن أنشطة فعالية «المغرب في أبوظبي» تستمر بأجواء تراثية أخوية ستترك لزوارها أثراً طيباً وستنعش ذاكرتهم وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي، وخاصة أن أنشطتها تتنوع ما بين الثقافية والفنية والتاريخية، ومجموعة من التحف والآثار القديمة، وذلك حتى 30 أبريل 2019 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.