السؤال: القرآن الكريم مخالف للارهاب
الاية الكريمة التالية (( وَلَا تَهِنُوا فِي ابتِغَاءِ القَومِ إِن تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ وَتَرجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))
السؤال هو عن قوله تعالى في ترجون من الله مالا يرجون في حالة ان يتقاتل المسلمان فكل منهما يرجو ان يكون هو على الحق ومثال على ذلك ما نراه من ارهاب وارهابيين في العراق ودعوة المرجعية الرشيدة في التصدي لهم فالارهابيين يضحون بالغالي والنفيس اعتقادا منهم ورجاء بانهم سيكونون شهداء عند الله وكذلك الحشد الشعبي الملبي لنداء المرجعية يرجو ان يكون من الشهداء عند الله
فان كانت الاية الكريمة اعلاه هي لكل زمان وليست لزمن اسباب نزولها فقط فكيف ستطبق على ارض الواقع وكلا الطرفين لهم رجاء في الرضا الالهي
الجواب:
قبل كل شيء نذكر لك الرواية الواردة عن الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول : لا يوم كيوم الحسين ازدلف اليه ثلاثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الامة كل يتقرب الى الله عز وجل بدمه وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا (الخصال والامالي للشيخ الصدوق وغيرهما من الكتب).
هذا حال من قد رأي الحسين عليه السلام واباه وامه واخاه وجده الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ويحتسب نفسه من هذه الامة ويتقرب بدم الحسين وقتله الى الله تعالى فكيف في هذا الزمان وغيره من الازمنة .اجل الوهابية والسلفية وغيرهما من الطوائف المتطرفة من المسلمين بل من غيرهم كما في الهند الهندوس يضحون بالغالي والنفيس اعتقادا منهم للاصنام والازلام والحيوانات بل الاحجار والاشجار التي يتعبدون بها .
فهذا امر لا يحتاج الى التبين وان الشيطان قد فاز في امنيته .
يا اخي يقول القران (( قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعًا )) (الكهف:103-104) قد ورد في بيان هذه الاية وتفسيرها حوار بين الامام الباقر عليه السلام وبين احد من اصحابه المسمى بابراهيم ابو اسحاق الليثي جاء فيه (وما اعمى قلوب هذا الخلق المنكوس عن معرفته فقال عليه السلام : يا ابراهيم من هذا قال الله تعالى (( إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً )) (الفرقان:44). ما رضى الله تعالى ان يشبههم بالحمير والبقر والكلاب والدواب حتى زادهم فقال (( بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً )) . يا ابراهيم قال الله تعالى في اعدئنا الناصبة (( وَقَدِمنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلنَاهُ هَبَاءً مَنثُورًا )) (الفرقان:23) وقال عز وجل (( يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعًا )) , (( حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئًا )) (النور:39) كذلك الناصب يحسب ما قدم من عمله نافعا حتى اذا جائه لم يجده شيئا) (علل الشرائع للشيخ الصدوق وغيره من الكتب) .
قال الامام الصادق عليه السلام :لا يبال الناصب صلى ام زنى (الحدائق الناضرة للشيخ البحراني) ج14ص168.
اذن هذه الاية التي ذكرتها من الايات غير محددة بالزمان دون زمان بل هي لكل الازمان بل القران كله لكل الازمان كما جاء في الروايات :
ان رجلا سأل ابا عبد الله عليه السلام ما بال القران لا يزداد على النشر والدراسة الا غضاضة فقال : لان الله تبارك وتعالى لم ينزله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض الى يوم القيامة - وقال الامام الصادق : ان القران حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر .
فيطبق الاية على ارض الواقع كما طبقت في الازمنة السابقة أي ان الذين لم يسيروا على نهج القران والعترة ولم يعتقدوا بولاية الاولياء الطاهرين من ذرية النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم فانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ولكن اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف واعمالهم هباء منثورا وهذا هو حال الوهابية والارهاب .