يا نُزلاءَ حُبِّي..
أراها في كُلِّ
وَجْهٍ جميلٍ..
هِيَ شمْسٌ في الأفُقِ
تُورِقُ صُبْحاً منْسِيّاً.
أُغْنِيَتِي مَليئَةٌ بِبَذارٍ
حُبْلى بِالمَعانِي ..
لعلَّها غيْمٌ بَعيدٌ
كُوَةٌ في دَمي ..
سِرْبُ طيْر يَمُرُّ
الأسْمَاءُ كُلُّها أوْ
خمَّارَةُ البَلَدِ..
لَمَّا سألْتُ البَحْرَ
عَنْهَا أوْقفَني في
اللَّجِ وَ قالَ لي ..
امْرَأتُكَ حمَامَةٌ نتَفَ
التِّيهُ ريشَهَا في
صَحْراءِ جَليدٍ .
أتُوقُ إلى الحُلُولِ..
خُذُوني إلى العُمْقِ
حتَّى أرى أنْدَلُساً .
أنامُ وَحيداً..
لِتُكاشِفَني مِثلَ نَجْمةٍ
أعْماني التِماعُها البِكْرُ .
تعِدُنِيَ بِغَدٍ ثَمِلٍ
وَليْلٍ سَكْران .
كَيْف يسْتوْعِبُها
العَقْلُ وَ هِيَ العَصِيَّةُ
عَلى اللَّمْسِ.
ها الذَّهَبُ يَمْشي
صَوْبَ سُعاتِهِ..
دائماً للسَّيِّدَة الغَلَبَةُ
في الكُحْلِ ..
دائِماً لها الإعْجازُ .
لَسْتُ يُوسُفَ
حتَّى أقاوِمَ
كهْرَمانَ السُّرةِ
وَ لا الأَقاصِي
لأَنجُوَ مِنْ
ثَعَالِبِ الأنُوثَةِ .
لِلْفاتِكَةِ بِيَ..
سُحْنةُ الأنْهار .
فَكيْفَ..
أصُدُّ العُذُوبَةَ ؟
مِنْ شاهِقٍ...
تَهُزُّني المسَرّاتُ
مِنْ قُرْآنِ فِتْنَتِها
أمْتَحُ لي..
نُصُوصاً لأَشْرَبَ .
لعَلَّها تِلْكَ الخُطا
القادِمَةُ في
مَوْكبِ أباطِرَةٍ
تَحُفُها النّوارِسُ
عِبْرَ بحارٍ
مَعَ الشَّلالاتِ .
أقِفُ لابِساً
لِلِقائِها الأبْيَضَ .
أ ن ا..
مَمْسُوسٌ بالضُّحى!
وحْدي..
أرى الوَعْلَةَ
تفْتَحُ في الدُّجى
بابَ الفجْرِ بَطيئاً .
ووَحْدي..
أسْمَعُها تَجيءُ
بارِقَةً في وَلَهِ
المرَاكِبِ وَالمِياهِ .
كمْ مَدَدْتُ
لَها يَدِي بِالحُبِّ
لِتَحْتوِيَني في
اللُّجِّ بِذِراعيْنِ .
هِيَ ما ..
أتَوَهَّمُهُ وَطناً .
مَوْعُودٌ أنا..
يا نوَارِسَ الْبِحارِ
بِالحِبْرِ المُلوّنِ...
والياقوتِ والبيَاضِ .
ها قدْ أغْمِيَ
بِجَمالِهَاعليَّ..
ها العبيرُ لا
يتْعَبُ أبداً ؟
وبِتَعَالٍ ..
تَفوحُ بِالجِوَارِ
كَياسَمينَةٍ..
لِتُعَطِّرَالعالَم
محمد الزهراوي