على سندسِ المساء
يسيلُ كحلٌ وماء
أنا المنفيُ بكِ إلى بلادٍ فطمتها الشمس...
على نقطةٍ في أخرِ السطرِ أقمتِ لي عرشاً
من سكوت..
تضيعُ مني مفاتيحُ الغواية...
ويؤرقني صريرُ بابِ العمر....
أسند ظهري على جدارِ
الحيرةِ المتصدع...
تمرُ رياحُ الأسى على عرائشِ الصدر...
تهلوسُ عناقيدُ الحروف
بنبيذِ الضجر
حتى تُعَنِّسُ الآهُ في جوفِ القصب...
ياحاديَ الصمتِ على قيثارةِ الشفاه
فُكَ وثاقَ اليباس....
رجماً بسكونكِ:
غيمُ عينيكِ يعاندُ ساعةَ الصفر.....
صامتةٌ إنْ فتحتْ شرنقةَ الكلام
ملأتْ سلالَ الرواةِ بأرغفةِ الحكايا...
رجماً بسكونكِ:
أشمُ رائحةَ الخريف
وأقرأُ وشمَ اليأسِ
على ساعدِ التنهدِ
تهاجرُ أسرابُ عمري
وأصيرُ صفراً في حيادِ السكون.....
هاربٌ أنا من عِظاتِ اللون الواحد
وأنتِ تشنقين فضولي بحبلِ السؤال....
رجماً بسكونكِ:
تتوهُ حملانُ أسئلتي الوديعة في غابةِ الحيرة..
وتفتكُ بها ضواري أجوبتكِ الكاسرة...
ترمينَ بي في جبِ التجاهلِ
حيثُ لاذئابَ ولاسيارة
خرائطُ الرجوعِ
بفمِ حيتان الوقت
أحزنُ لغيمةِ اشتياقي
كلما ضربتْ موعداً مع الخصبِ تخلفَ قطارُ الريح.....
أحزنَ ل( أكيتو) تنهره الفصول ليتسول ببابِ اليباب.... !!!
تكلمي... تكلمي...
مني كثيرٌ من السماء
ومنكِ قليلٌ من القمر
يزرفُ نبيذَ الفضةِ في أكوابِ قصائدي الكفيفة
تكلمي... تكلمي..
مني ذاكرةُ الجرحِ
ومنكِ تعسفُ الملحِ
منكِ الفتيلُ ومني البارود
كي لاأتلاشى في حزنكِ
كنقطةِ حبرٍ في سفرِ ماء
وأمشي في جنازةِ وعدٍ
ماتَ بحمى التسويف
أيتها الصامتة:
لادفءَ لي بالعيشِ المستعار...
فكم بقي لكِ من الحزن؟؟!!.
سليمان أحمد العوجي.