أرنستو تشي جيفارا
بسم الله الرحمن الرحيم
[IMG][IMG][IMG][/IMG][/IMG][/IMG]
ـــــ ولد أرنستو تشي جيفارا عام 1928 من عائلة برجوازية أرجنتنية , و درس الطب , تخرج عام 1952م مارس مهنته بين فقراء المدن و الفلاحين و وهب نفسه لهم و كان صديقهم التاريخي . طاف قبل تخرجه من كلية الطب مع صديقه "ألبرتو غراندا" معظم دول أمريكا الجنوبية على دراجة نارية , و ذلك بهدف التعرف على ظروف الناس و أحوالهم بشكل عام , مستجيبا لرغبته بملاقة الشعب و الاختلاط به و مساعدة الفقراء و المرضى , و كان يدعو خلال جولته ضد اللا عدالة الاجتماعية و القهر السياسي , فكرس نفسه منذ ذلك الحين ثائرا و محرضا على الثورة أو شريكا فيها حيثما أمكن ذلك .
في عام 1953م بعد حصوله على اجازة طبية قام برحلة الى جواتمالا حيث ساند رئيسها الشاب الذي كان يقوم بمحولات اصلاح أفسدتها المخابرات الامركية , وقامت ثورة شعبية تندد بهذه التدخلات , ما أدى الى مقتل تسعة ألاف شخص , فآمن الطبيب المتطوع الذي يمارس هوايته الصغيرة (التصوير و صيد الفراشات) أن الشعوب المسلحة فقط هي القادرة على صنع مقدراتها , و استحقاقها الحياة الفضلى .
في عام 1955م قابل هيلدا المناضلة اليسارية من "بيرون" في منفها بجواتمالا , فتزوجها و أنجب منها طفلة , و العجيب أن هيلدا هي التي جعلته يقرء للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية .
كان الانقلاب العسكري في كوبا 10 مارس 1952م بسبب تعارف جيفرا بفيدال كاسترو و الذي يذكره في يومياته : جاء فيدال كاسترو الى المكسيك باحثا عن أرض حيادية من أجل تهيئة رجاله للعمل الحاسم . و هكذا التقى الاثنان على حين كان كاسترو يؤمن أنه من المحررين , فان جيفارا كان دائما يردد مقولته : المحررون لا وجود لهم , فالشعوب و حدها هي التي تحرر نفسها . و اتفق الاثنان على مبدء الكف عن التباكي و بدء المقاومة .
أكتسب جيفرا لقب "التشي" تعني رفيق السلاح بعد انتصار حرب العصبات التي دخلت العاصمة هفانا بعد أن أحاطو بحكم الدكتاتور "باتيسيا" في يناير
1959م , و تزوج من زوجته الثانية "اليدا مارش" و أنجب منها اربعة أبناء بعد أن طلق زوجته الأولى . و قتها قد كان وصل الى أعلى رتبة عسكرية (قائد) ثم تولى بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة سفير مندوب الى الهيئات الدولية الكبرى ’ فرئيس البنك المركزي ’ مسؤول التخطيط ثم وزير صناعة .
ذهب تشي الى افريقيا مساندا للثورات التحريرية قائدا ل125 كوبيا , و لكن فشلت التجربة الافريقية لأسباب عديدة منها , عدم تعاون رؤوس ثورة الأفارقة و اختلاف المناخ و اللغة , و انتهى به الأمر في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة .
في يوم 18 أكتوبر 1967م و في أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فردا , و قد ظل هو و رفاقه يقاتلون ستة سعات كاملة و هو شيئ نادر الحدوث في حرب العصبات , و في منطقة صخرية تجعل الاتصال بينهم شبه مستحيل . استمر التشي في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم اصابته في ساقه الى أن دمرت بالكامل , و هذا ما يفسر وقوعه في الأسر حيا .
نقل تشي الى قرية "لاهيجيراس" و بقى حيا لمدة 24 ساعة و رفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه
صورة أثناء الأسر في بوليفيا
و في مدرسة القرية نفذ الاغتال باطلاق النارعلى تشي , وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقربته حتى لا تكون مزارا للثوار من كل أنحاء العالم .
أغتـــــــــيـــل جيفارا , ذاك الطبيب و الشاعر , هو الثائر و صائد الفراشات , و حتى بعد مرور وقت طويل على مقتله مازالت بعض الأسئلة من الصعب الايجابة عنها , فلم يحسم أحد أمر الوشاية به و لا أحد يعرف أين قبره الحقيقي مع أن البعض زعم اكتشافه .
في عام 1998 بعد مرور 30 عاما على رحيله انتشرت في العالم كله حمّى جيفارا , حيث البحث الدؤوب عن مقبرته , وطباعه , وطبع الصوّر على الملابس و الأدوات , و دراسة سيرته و صدور الكتب عنه .
أصبح جيفارا رمز الثورة و اليسار في العالم أجمع , فيراه اليساريون صفحة ناصعة في تاريخهم المليئ بالانكسرات و الأخطاء , و الأسطورة التي لا يمكن تكرارها على مستوى العمل السياسي و العسكري , و هذا ما يؤيد مقولته الرائعة : لا يستطيع المرء أن يكون متاكدا من أن هناك شيئا يعيش من أجله , الا اذا كان مستعدا للموت في سبيله .
مات الثوري و ماتت الأسطورة النادرة , مات ذلك الجسد الذي لم ينهكه الربوّ , بل اغتالته الديكتاتورية , لكن الروح لم تمت لتبقى خالدة , لتبقى رمز الثورة و النصر