الفنون الشعبية تتغنى بالعادات والتقاليد
العين - هديل عادل:
جسدت مشاركات جمعيات الفنون الشعبية بفعالياتها وعروضها المختلفة، ألوان التراث الإماراتي الأصيل والعادات والتقاليد، من فنون شعبية إماراتية وحرف يدوية تعبر عن تنوع بيئات دولة الإمارات، البحرية والصحراوية والجبلية والزراعية، والعادات والتقاليد في كل بيئة، وكيف تعامل الأجداد مع بيئتهم، ونظمت العروض بمشاركة عدد كبير من الجمعيات قدمت فن العيالة والحربية واليولا، وغيرها من الفنون الشعبية، إضافة إلى العرس التراثي وعروض الألعاب الشعبية والمطبخ الشعبي .
يقول جمال الشحي، رئيس قسم الفنون الشعبية في وزارة الثقافة والشباب ومنسق عام المهرجان: نظمت عروض الفنون الشعبية على مدى أيام المهرجان، بمشاركة جمعيات للفنون الشعبية من جميع مدن الدولة، وقسمت وفقاً لبيئات دولة الإمارات، الصحراوية والبحرية والجبلية والزراعية، وقدمت الجمعيات المشاركة في اليوم الأول من المهرجان عروضاً تجسد البيئة البحرية لدولة الإمارات، بما تضمه من عادات وتقاليد وطقوس المناسبات الاجتماعية وفقاً للعادات التي اتبعها أجدادنا في كل مناسبة، والحرف اليدوية والفنون والألعاب الشعبية التي تجسد هذه البيئة، وفي اليوم الثاني من المهرجان تعرض الفرق المشاركة فعاليات تعبر عن البيئة الجبلية، وستكون البيئة الزراعية عنوان عروض الجمعيات في اليوم الثالث، وسيختتم المهرجان فعالياته في اليوم الرابع بتجسيد العادات والتقاليد القديمة في البيئة الصحراوية .
ويقول غريب خليفة سالم، المدير التنفيذي لجمعية عجمان للفنون الشعبية: قدمنا عرض التراث البحري من خلال تقديم فن "الهبان"، وتجسيد الحرف اليدوية التي تشتهر بها البيئة البحرية ، منها صيد السمك والغوص و"الطواشة" و"القلافة"، والأدوات التي كان يستخدمها أجدادنا في عملهم .
ويؤكد خميس مسلم العلوي من جمعية المطاف للفنون البحرية دورهم في إبراز العادات والتقاليد والمحافظة على الهوية الإماراتية، قائلاً: نحن كجمعيات للفنون الشعبية ، رسالتنا هي نقل تراث الأجداد إلى الأجيال الجديدة، وذلك من خلال مشاركتنا في الأنشطة والفعاليات التي تنظمها المؤسسات الحكومية والخاصة في المناسبات الاجتماعية والوطنية .
وشاركت جمعية الحبوس للفنون الشعبية في تجسيد البيئة الجبلية، ويقول مالك الحبسي، رئيس الجمعية: تختلف عادات وتقاليد البيئة الجبلية في الأعياد والمناسبات الاجتماعية وطقوس الضيافة والملبس والعلاقات الأسرية عن غيرها من البيئات، وهذا ما حاولنا التعبير عنه من خلال عروضنا في اليوم الثاني من المهرجان ، ومن أكثر العروض التي جذبت الزوار إليها ، العرس التراثي الإماراتي، أيضاً استمتع الزوار بالمشاركة في الألعاب والفنون الشعبية، ومن جهتنا كنا نحدثهم عن الاختلافات بين البيئة الجبلية وغيرها من البيئات .
أما جمعية شمل للفنون الشعبية فشاركت في تجسيد العادات والتقاليد الإماراتية في البيئة الزراعية، وكانت النخلة هي عنوانهم الأهم في جميع فعالياتهم، يقول خميس الصغير، أمين سر الجمعية: ترتبط النخلة بعلاقة قوية بالإنسان الإماراتي، ليس فقط الذي يعيش في البيئة الزراعية، بل لدى كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، ولهذا كان لا بد أن نعطي النخلة حقها في عروضنا التراثية، وقدمنا أيضا لوحة فلكلورية (الوهابي)، وعرضاً لحرف ومهن البيئة الزراعية، والأدوات الزراعية، ومنها "اليازرة" وهي أحد أساليب الريّ القديمة .
وتولت جمعية العين للفنون الشعبية مهمة تعريف الأجيال الجديدة بعمق العلاقة بين الإماراتي ومكونات بيئته الصحراوية، وكيف استطاع بصبره وحبه لها، أن يتعايش معها، ويبني حضارته على أرضها، ويقول بالحاي الكويتي، رئيس الجمعية: رسالتنا هي تجسيد معاناة ابن الصحراء والحياة القاسية التي عاشها، وكيف انعكست معاناته على عاداته وتقاليده وقيمه الأصيلة، إضافة إلى علاقته بالجمل الذي حافظ عليه حتى يومنا هذا .