الألعاب الشعبية الإماراتية ذاكرة التراث ووجدانه الحي
المصدر: رأس الخيمة - وام
تُشكل الألعاب الشعبية في الإمارات، أحد أهم عناصر التراث الشعبي، وجزءاً مهماً من الذاكرة والوجدان الجمعي لأية أمة، فهي نتاج للتكوين الثقافي والحضاري، وانعكاس للبيئة الطبيعية والجو الاجتماعي السائد في حقبة من الحقب.
فقد حظيت الألعاب الشعبية باهتمام كبير لما لها من فوائد جمة تعود على اللاعبين في مختلف الأعمار تجمع بين الفوائد الخلقية والبدنية والنفسية والاجتماعية والسلوكية والوجدانية وتنمية العلاقات وتجسيد روح التعاون والألفة بين الجماعة.
تأطير الموروث
تؤدي الألعاب الشعبية الإماراتية دوراً مهماً في تأطير الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والأناشيد والأغاني الشعبية كما تساعد على انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل إلى آخر، مكونة بذلك ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية التي تؤكد أهمية الانتماء إلى الجماعة.
كما أن للألعاب الشعبية في الإمارات العديد من الفوائد أهمها تعويد النشء من الذكور والإناث الاعتماد على النفس وحب المعرفة، وتعودهم على الحماس والحركة وتنمي قدراتهم البدنية وتساعدهم على التفكير السريع والابتكار مع تنشيط الذاكرة، كما تغرس المعاني الحميدة لدى النشء وتعودهم على الصبر والمثابرة.
دور تربوي
وأثبتت الألعاب الشعبية دورها التربوي للطفل الإماراتي كما أظهرت إبداعه وعبقريته، وأظهرت قدراته ومهاراته، وعلمته قيماً ومبادئ أصبحت دستوراً في حياته، ومن هذه القيم قيمة احترام القائد وتنفيذ أوامره تظهر هذه القيمة في الألعاب الشعبية الإماراتية التي ينقسم فيها اللاعبون إلى فريقين كل فريق له قائد وعلى بقية اللاعبين احترامه وتقديره والالتزام بتوجيهاته، ويظهر ذلك في لعبة الصوير، الحلة، القبة، قيمة احترام القوانين تظهر هذه القيمة في الألعاب التي تتطلب قوانين وقواعد، على اللاعب احترامها وعدم الخروج عنها.
فالخارج عنها يعتبر شخصاً لا يحترم من يلعب معه. ويظهر ذلك في لعبة: الهول، الجحيف، أم الأربع، قيمة الأمانة تظهر هذه القيمة في الألعاب التي تتطلب الأمانة مع النفس ومع الآخرين، إلى جانب اكتسابها مهارات وقدرات تنمي قدرات الأطفال وتعودهم على الصبر والمثابرة.
أنواع الألعاب
صنفت الألعاب الشعبية، حسب نوعيتها منها الحركية المعتمدة على النشاط البدني أو الحركي كالقفز بالحبل والألعاب الذهنية مثل «الصبة والدامة والألغاز». وأحياناً لا تختلف بعض الألعاب التي تمارس في الريف عن مثيلاتها في المدن، ومن بين الألعاب الريفية «الصقلة والقفة وأم البيت والكونة والخزراء ومجلاع وغيرها».
ومن بين الألعاب الساحلية ديك ودجاجة وهي للصبيان و«اليغيرة وصاقف لاقف» وهي للفتيات.
ومن الألعاب التي يمارسها الأولاد والبنات لعبة المريحانة وهي لعبة يمارسها الكبار والصغار وخاصة الفتيات. وتنقسم الألعاب الشعبية إلى ثلاثة أقسام هي الألعاب الفردية مثل «خيل يريد وعربانه وسباببر وقرقعانه». والألعاب الجماعية ومن نماذجها «الصوير والحلة وكرة السوط والدسيس والقبة والهشت والضبة».
ومن نماذج ألعاب البنات لعبة «الحل واللقفة» و«أنا الذيب بأكلكم»، غير أن ألعاب الأطفال دون سن العاشرة هي ألعاب بسيطة وجميلة تعكس قدرة الطفل الذهنية والحركية والثقافية وتتميز بالفردية والذاتية ومن نماذجها «الشنكعانة وقاف قاف والقرقعانة وخوصة بوصة».
أما الألعاب البحرية فيختص بها سكان المناطق الساحلية ومنها لعبة «المزاحط والمشابكة» ويمارسها الغواصون وهناك لعبة سباق السفن وهي من الألعاب البحرية المقلدة لرحلات الآباء في عرض البحار. كما أن هناك الألعاب النطقية والألعاب ذات الأهازيج الغنائية والألعاب التي تحتوي على أدوات، وإذا نظرنا إلى الألعاب الشعبية في الدولة من الناحية الاجتماعية فنجد أنها قد ساهمت وبشكل كبير في صياغة أسس مجتمع دولة الإمارات التراثية.
25
توجد في الإمارات نحو 25 لعبة شعبية متوارثة في المدن والقرى والجبال والبادية تعبر في مجموعها عن البيئة التي تربى فيها أطفال الإمارات وهي تؤكد خصوصيتها النابعة من طبيعة الحياة والجذور التاريخية. وتعتبر الألعاب الشعبية جزءاً مهماً من التراث الإماراتي الزاخر الذي ينمي قدرات الأطفال الذهنية والحركية، ويجسد روح التعاون والألفة بين الجماعة، إذ تعبر الألعاب عن روح الشعوب .