الصحفي الذي يترك المكتب المثير وينزل إلى الميدان سيكتشف حتما عدة اشياء لم تخطر له على بال عليه إن يشمر عن ساعديه ويترك (المكتب) ويتحرك بدافع العشق للمهنة حتى يكتشف إسرار الشارع الخلفي من هذه الحياة أناس يحتفلون بحياتهم وبطريقتهم التي قد تبدو لنا احيانا عادية لكنها قد تعنى إن هؤلاء يريدون إن يتجاوزا (عثرات) هذه الحياة بكل صبر وحلم واناه وقدرات على تحمل الوجه(الحزين) للحياة
اتفقت والمصور إن نجري تحقيق صحفي في مرمى النفايات أكرمكم الله في موقع خارج بغداد (الفاتنة) ،حينما تلتحف بجمالها بداخلها عروس تبدو زاهية رائعة لكن (حزام بغداد) هكذا اطلق عليه لا اعرف لماذا تشوه وجه (الجميلة)
نقترب من الموقع نجد من بعيد أناس يقتاتون من مخلفات أبها وقد وصل بهم الفقر إن يجمعوا بقايا الخبز والفضلات كي يأكلوها تصوروا حجم الإمراض التي تصيبهم ،وهم يعيشون في تلك البيئة، خلاف تعرضهم للخطر الكيميائي ،جراء تواجدهم في موقع توجد فيه مخلفات كيميائيه خلاف الرائحة التي تزكم الأنوف وتصيب الإنسان بالضيقة
وجدنا شباب يجمعون الفتات في عز الشمس علهم يحصلون على قطعة لباس ،او قطعة خبز أو شئ، يروى عطشهم وجوعهم، بينما بالقرب منهم من يعيش رغد الحياة في القصور العالية، ويتناولون السمك في منادى تهامة ويتلذذون ب(كباب) زادهم الله نعيما !!
حياة هؤلاء حياه البؤس والشقاء حياة تعنى الجلد والكفاح ودعوا حياة الراحة والسعادة ورضوا إن يتقاسموا (ضيم) الحياة !! وما أتعسها من حياة
كان ذلك التحقيق الصحفي في ذاكرتي ولن ينسى ومن المحطات المؤلمة في حياتي الصحفية أنها ورقتي الأخيرة في الجزء االثاني من مذكراتي
إلى من يتعالى علي في هذه الحياة، ويمارسون الإقصاء والمحاربة، و لايجيدون سوى الغدر، والخيانة وتوجيه السهام إلى الغير، انظروا إلى حياة هؤلاء وبؤسهم وأقدارهم هل ستعيشون مثلما يعيشون ام تخشون إن (تتسخ) ثيابكم مثلما اتسخت (قلوبكم) ؟؟ أوراقي هذه رسالتي إليكم بكل فخر ؟؟
ولكن
ولكن
ولكن ؟؟
الم نتعظ مما يحدث إلا نشعر بهم هؤلاء (المتعبين ) في حياة الألم ؟؟
هناك على اطراف ( المدينة) يعيشون تقاسيم الفقر والعناء ولكننا وفى ظل دهشتنا بحياتنا ننسى الوجه الآخر من الحياة ؟؟