الصبر والانتظار
يعلمونك منذ الصغر كيف تصبر علي ما لا تطيق،
كيف تكبت رغباتك في إنتظار ما لا يستحق،يعلمونك أن تذهب الي مدرستك وفصلك المكتظ بالطلاب
وتنتظر كالسجين حتي ميعاد الإنفراجة بإبتسامات بلهاء من طفل لا يدرك أن عقد سنوات عمره بدأ بالإنفراط ،
لا يستطيع ذلك الطفل أن يسأل لماذا ادفع من عمري هنا سنوات تكبلني ،وتؤخرني ،
وتصنع مني شخصا آخر مشابه لكل زملائي ،لسنا مميزين نحن صورة طبق الأصل كل منا يشبه الآخر ،
لم نكن كذلك حين جئنا هنا أول مرة.
ساعات وأيام وسنوات مرت هباء وجد نفسه قد تخطي العقد الثاني من عمرة أغلبه هدرا ،
يحاول أن يخرج من ذلك القالب المصنوع له واحكموا سيطرتهم علي شخصيته من خلاله ،صعب جدا صعب أن تخرج من هناك،
ولذلك عصي عليك أن تنجح أوتتميز أنت والملاين من أقرانك،لست فاشلا بل هم من أفشلوك ،
تحاول أن تنفض غبار الروتين والجهل والإنصياع، هذا صعب وعليك أن تفعله.
السياسة الرئيسية التي يتبعونها معك كيف يعلمونك الإنتظار .كيف تتلقي كلمات الأمل فتزيدك صبرا علي وضعك الحالي البائس،
كيف تجمع فتات المال من اجل حقك الرئيسي في الحياة ألا وهو الزواج.تدفع سنوات عمرك مقابل مبلغ زهيد بحجة الإنتظار ،هذا المبلغ سينمو يوما ،ولكن لابد من الانتظار.
يسيئون معاملتك في العمل وتصبر علي أمل إنفراجة بالضبط كما كنت تفعل في مدرستك ،اصبر علي ما لا تطيق هذه سيساتهم،
ولذلك تجد اكثر الناس خروجا عن المألوف هم من لم يتلقوا تعليمهم داخل جدران المدارس الحكومية المكتظة بالطلاب.
الآن أصبحت جاهزا كما صنعوك ،تصنع لنفسك كل المبررات حتي تصبر وتتحمل ،تصبر في البيت والشارع والعمل ،
تتراجع كثيرا عند اول عقبه ولذلك سرعان ما تيأس،لم تتعلم أن تقول لا،لا لأي شخص ،لأي ظرف قد يعيقك عن تحقيق هدفك.
تعلمت أيضا أن وقتك لا يهم فيما سيهم إذا كنت تنفقه مجانا صغيرا وبمقابل زهيد كبيرا؟
إذن لديك أكبر مشكلتين قد يترتب عليهما الفشل المستدام،ضياع الوقت،وضياع الهدف.
بينما هناك في بقع كثير من بقاع الوطن أناس يسابقون الزمن لنشود هدف ما ،
لا تكفيهم الساعات ولا الأيام ولا الشهور لبلوغ أهدافهم هناك من يجد متسعا من الوقت ليضيعه لأنه بلا هدف.
طموحاتنا تحتم علينا إستغلال أوقاتنا وبدونها نحن لا شئ.سيمر العمر هدرا إن لم ننتبه أنه بالفعل يمر سريعا منا