لا يمكن اعتبار قراءة الأفكار أمراً مستحيلاً، لكن قبل أن تقوم بقراءة أفكار الآخرين عليك أن تعرف أن هناك العديد من النظريات حول هذا الأمر، النظرية الأولى تُسمّى (القوة غير الطبيعية) وهي تعتمد على النشاط النفسي في العقل، الثانية تُسمّى (الطريقة العلمية) وهي تعتمد على دراسة علماء الأعصاب للدماغ البشري من خلال موجات الدماغ المرتبطة بالتفكير، أما الثالثة فهي النظرية (النفسية) التي تقول أنه بإمكان أي شخص القيام بقراءة أفكار الآخرين مجرد أن كانت لديه القدرة على فهم جوانب معيّنة في حياة كل منهم وكيف يتصرف في المجتمع.
1- الطريقة العلمية: حتى هذه اللحظة ما يزال (أدريان أوين) عالم الأعصاب في جامعة (كامبردج) البريطانية يتأثر عندما يتحدث عن أحد المرضى الذي وقع له حادث ودخل في حالة غيبوبة قال وقتها أطباء الأعصاب أنها ستدوم لخمس سنوات، وبشكل لا يمكن تصديقه أثبت (أوين) أنه يمكن بطريقة ما تغيير تدفق الدم إلى أجزاء معيّنة من الدماغ، وبذلك تمكّن من التواصل مع المريض وهو في حالة غيبوبة، وكانت تلك هي الحالة الأولى للتواصل مع شخص غائب عن الوعي وتبادل المعلومات معه. وبعد سلسلة من التجارب السمعية البصرية انتقل (أوين) إلى مرحلة تصوّر وفهم الكلام، حيث يسأل المريض وهو في الغيبوبة بعض الأسئلة ويُسجّل جهاز خاص أجوبة المريض من خلال بيانات تظهر على شاشة الكمبيوتر، ويعطي (أوين) المريض راحة لمدة 30 ثانية بين كل سؤال والآخر. حالياً هناك عشرات الآلاف من الأشخاص في حالة غيبوبة في أمريكا وحدها، ويقول (أوين) أن 20% منهم قادرون على التواصل لكن ليس لديهم وسيلة للقيام بذلك.
2- لغة الجسد: إذا أردت أن تكون قارئاً للأفكار فعليك أولاً أن تكون واعياً 100% لكل حركة أو إيماءة يقوم بها الشخص الذي تقوم بسؤاله، هذه الأمور قد تغيب عن بال الكثيرين عند طرح السؤال، فعندما يصمت الطرف الآخر لثوانٍ قليلة قد يقوم بها بفرك أذنه، تحريك يديه بطريقة معيّنة، كثير من الأمور قد تعطيك الإجابة قبل أن ينطق بها. لغة الجسد تُعتبر من أهم الأمور التي يجب أن يتعلمها من يود تجربة قراءة الأفكار، فهي تُظهر صحة مشاعر الشخص تجاه حديثك، وهل هو معجب بالحديث وموافق على أفكارك وطريقة عرضك لها أم لا. مراقبة تعابير الوجه أيضاً من الأمور الهامة التي يجب الانتباه لها بالشكل الأمثل، خاصة حركة العيون وتقلّص حجم البؤبؤ الذي يدل على عدم اهتمام الشخص بالحديث، حك الأنف، فرك الأذن، حركة الحاجبين، كلها أمور تُظهر الكثير من العواطف التي يُخبئها الشخص بداخله لكنها تظهر من خلال حركاته اللاشعورية واللاإرادية. لذا عليك أن تبقي عيناك مركزتين على إيماءات الوجه والجسد للشخص الذي تقوم بقراءة أفكاره. وهنا بالطبع على من يقوم بقراءة الأفكار أن يتعلّم أموراً عن البرمجة اللغوية العصبية ويواظب على قراءة مواضيع والاطلاع على إحصائيات حول اهتمامات الأشخاص عموماً بمختلف المواضيع حسب أعمارهم وأجناسهم.
3- التأمل: وفقاً لدراسة حديثة نُشرت فإنه يمكن لشكل من أشكال التأمل، سمّوه (المعرفة المرتبطة بالتدريب العاطفي) يمكن له أن يكون بطاقة العبور لكل شخص يرغب في قراءة أفكار الآخرين، في هذه الحالة يقوم الشخص بالتركيز على التنفس، وبنفس الوقت عاطفته تجاه الشخص الذي يريد قراءة أفكاره وشعوره تجاهه، وقد أثبتت الدراسة أن عمليات وتمارين التأمل تلك التي يقوم بها الشخص تزيد من نشاط منطقة الدماغ المرتبطة بالعاطفة، وبالتالي يصبح الشخص أكثر خبرة وقدرة على قراءة أفكار الطرف الآخر ومعرفة ما يجول بعقله. فبمجرد أن قام الشخص بتحرير عواطفه وتعزيز علاقته كل ما يحيط به من أشياء وقتها سيكون قادراً على التواصل معها بالشكل الأفضل، كل ما حولنا يحتاج منا لنشعر بالامتنان لوجوده في حياتنا، الأمر الذي يُعزز عاطفتنا ومشاعرنا تجاه الآخرين ويجعلنا أكثر قدرة على قراءة أفكارهم.
4- ظهرت دراسات أخرى حول قراءة الأفكار تقول بأنه في حال كان من يقرأ أفكارك هو شخص قريب منك، من العائلة أو الأقارب، فالأمر الطبيعي أنه سيكون قادراً على معرفة أغلب ما تحبه وتكرهه، ويعرف من خلال ارتباطه الوثيق بك ما هي طريقة تفكيرك، وكيف ستكون ردة فعلك على الكثير من الأمور. فتربية الأطفال في منزل واحد على نفس القيم والعادات والتقاليد وبقائهم معاً لفترة طويلة تجعل كثير من الأمور متشابهة فيما بينهم ويستطيعون بالتالي قراءة أفكار بعضهم البعض. مثال ثاني على ذلك هو الزوجين اللذين نجد أنهما بعد مرحلة معيّنة من الزواج يبدآن بقراءة أفكار بعضهما ويعرف كل منهما من نظرة عين الآخر ما يفكر به في كل لحظة، بالتالي كلها أمور تنتج عن قضاء أوقات طويلة مع هذا الشخص في مكان واحد. أما في حال كان الشخص من غير المقربين، فهو بلا شك يعتمد لغة الجسد لفهم ومعرفة ما يفكر به الطرف الآخر، وبالتالي فإن الحالة التي تحدث هنا هي قراءة لتعابير الجسد وليس الأفكار.