حوارها مرتب،لا تلبث أن تنهي جملتها حتي تتبعها بأخرى ،جل كلماتها ذات مضمون،لن تجد لها معان مبهمة،ولا مرادفات بعيدة ،لا تلقي حديثا دون هدف ،ظل يسمعها وفي عينيه نظرتي تعحب وإعجاب حتي إنتهت منتظرة ردا على ما تقول لم يجبها بشئ،فسألته
:
هي:ألا يجدر بك أن تجيبني؟-
هو:لا أجد ما أقول-
هي:لماذا؟-
هو:لأني مقتنع تماما -
هي:لا يمكن للمرء أن يقتنع تماما في لحظات دون أن يأخذ ما يكفيه من الوقت ليفكر فيما طرح عليه؟
وقد بدى عليه الإنزعاج
هو: تتهمينني بالكذب أم تشككين في قدرتي علي ذلك؟
شعرت بالحرج
هي :لا ، لا بالطبع ، أردت فقط التأكد من وصول وجهة نظري كاملة.
هو:لم أر في حياتي إمرأة تتحدث بهذا الأسلوب المرتب ،والفكر الراق،لا أعرف ماهية خلفيتك الثقافية لكنك أبهرتيني.
مرتبكة
هي:شكرا على الإطراء ولكن دعنا لا نحيد عن أساس موضوعنا.
هو:يبدو أنك لازلت تريدين جدالا رغم إقراري بما تقولين
هي:حقيقة أحب أن أجادل الرجال وأقيم عليهم الحجج
مبتسما
هو : لماذا ؟ هل معشرنا في موضع إتهام؟
بنبرة جادة
هي : نعم ،العديد من الرجال ينظرون إلي النساء بنظرة دونية
هو:إن أجزمت بذلك -وأنا أنكره-،فيكفي أن أقول أني لست منهم
هي-هذا يزيدك رقيا
هو-هذا هو الحق،والواقع أن المرأة هي النصف الآخر لا تكتمل حياتي بدونها
عادت مرتبكة
هي:لماذا لا نجعل حديثنا عاما،لا تشخصن كلماتك
وقد فهم مقصدها
هو:لا اقصد شئ فقط اردت أن أقرب وجهة نظري إليك
هي:ألم تقل أن فكري راق ؟
هذا يعطي إنطباعا أني سأفهمك دون أن تسقط الكلمات على نفسك
أدرك أنها تتملص منه وأراد محاصرتها
هو : أنت تتذكرين مديحي لك حرفيا هذا مؤشر جيدا
متلعثمة
هي:لا ، أنا فقط أردت... أردت أن أثبت لك
قاطعها حتى لا تلملم شتاتها
هو: دعينا لا نحيد عن موضوعنا كما قلت،وأخبريني هل تقبلين
الزواج من رجل يؤمن كل الإيمان بحقوقك،ويعلم جيدا أهمية وجودك بحياته التي لا تستقيم بدونك
-(مرتبكة حد الصمت) : .......
ليزيد من حصارها هو : ألن تجيبيني؟
تحاول أن تستعيد قواها
هي: هل تحاول أن تجرني إلى منطقة لا أفضلها،ألا يجدر بك أن تتوقف عن إستخدام ضمائر الملكية،وتعالا لنتحدث عقل لعقل
هو -هل يخفي العقل الأنوثة وراء ستار الكلمات؟
مندهشة
هي: ماذا تريد أن تقول؟
هو-أقول أني جئت اليوم راغبا أن تكوني زوجتي ،أراقبك منذ أشهر واطلعت على كل كتاباتك لأفهم عقليتك،قرأت كل أبحاثك واستمعت لنقاشاتك حتي أيقنت أني أسيرك.
غاضبة
هي : عن أي شئ تتحدث،أنت تجبرني على إنهاء الحوار
حزينا
هو : لا تغضبي مني والله ما أتيت إلا لإسعادك
بنبرة حادة
هي: توقف عن التحدث لشخصي وعن ذاتي ،لم أسمح لك. أتظن أني تخطيت عامي الثلاثين دون زواج،دون إرتباط رافضة قطعا كل من خطب ودي حتي أصير كقطعة صلصال بين يديك الآن
يائسا يحاول محاولاته الأخيرة
هو : ربما لم يكونوا على القدر الذي يجعلك تقبلين بهم،ربما أكون مختلفا
:شعرت بآن عليها تهدئة نبرتها
هي:ربما عليك أن تكون متأكدا من ذلك
حزينا
هو : جئتك وأنا متأكد.
هي- والآن؟
هو-لا أخفي عليك صدمني أسلوبك.
هي-إذن ستعود أدراجك ،ولن تنال مني
هو-لماذا تضعينني في موضع عدائي،لست عدوتي حتى أنال منك
هي-وأنا لا أهتم لما تقول
هو- ألا تخشين الندم إذا ما ذهبت الآن
أرادت أن تعيده إلي نقطة قريبة
هي:لماذا سأندم على رجل عاد أدراجه من أول عقبة
-مشتتا
هو : لم أعد أفهمك
هي- ألم تقل أن فكري راق،كيف لا تفهمني
هو-نعم،ربما تسيطرين على الحديث بشكل يزيد إرتباكي فأفقد القدرة على التركيز
هي -نظرت إليه متهكمه : هل تتوقع أن تمنحك تلك الكلمات مكانة عندي
وقد إخترقت كلماتها حدود كرامته ومشاعره
هو:أنا نادم على مجيئي إليك،سأرحل فورا
في لهفة
هي : إنتظر
هو-ولماذا أنتظر
هي- ألا أستحق ؟
رق قلبه مجددا
هو :بلى،لكني مصدوم من ردة فعلك
هي:حسنا سأطلب منك شيئا إذا فعلته كنت لك
متلهفا
هو: أطللي فورا
........مبتسمة
هي : أتظنه سهلا طلبى؟ مستحيل
نظر إليها متأهبا ،منتظرا أن تلقي أول شروطها.
وللقصة بقية إنتظروها.