حولت مدينة المجمعة وسط السعودية، واديها الشهير "المشقر" لنهر يجري طوال العام، بعد إنشاء اثنين من السدود العملاقة على الوادي، الذي يبلغ طوله 100 كلم ويخترق المجمعة ومزارعها.
ونجحت تجربة محافظة المجمعة، أحد محافظات مدينة الرياض، في الحفاظ على استمرار وادي المشقر ملآن بالمياه عبر إنشاء السدود الكبيرة والاستفادة من "المداريج"، وهو مصطلح قديم مفردها "مدرج" وهي ما كان يعمله القدماء للمحافظة على المياه لفترات أطول، ليتمكنوا من سقي مزارعهم.
ونظير هطول الأمطار الكثيفة التي تساقطت على المجمعة هذا العام، امتلأت السدود بما يكفي أن يستمر الوادي نهراً جارياً، لتشكل مسطحات خضراء طبيعية على جنبات الوادي.
من جانبه، قال اختصاصي التراث العمراني ببلدية المجمعة، فارس الثميري، إن الوادي هذا العام سيستمر لموسم الأمطار القادم، وهذا جزء من هندسة الإبداع القديمة، التي كان يعمل عليها الآباء والأجداد عبر السدود الصغيرة التي كانوا يقيمونها على الوادي لسقيا النخيل.
وأضاف الثميري: "السد العملاق الذي أنشأته وزارة البيئة والمياه والزراعة حوَّل هذا الوادي لنهر جارٍ طوال العام، عبر احتجاز كميات المياه التي هطلت على المجمعة والمواقع القريبة منها".
وأكد أن هناك تصوراً قدمته البلدية لتهيئة هذا الوادي والاستفادة من تجربة مرور الأودية وسط المدن في السعودية، بما يخدم هذه المدن والاستفادة من مياه الأمطار التي تذهب هدراً في الماضي، مع ضرورة قيام البلدية بدورها في معالجة ومكافحة انتشار الحشرات على هذا الوادي".
وبين الثميري أن تجربة وادي المشقر ستكون تجربة ثرية ومميزة على مستوى مدن السعودية، وربما تطبق هذا النظام في العديد من المدن التي تمر بها أودية تحمل مليارات اللترات من المياه لا يستفاد منها.
الصورة الفوتوغرافية وأهميتها
نقل العديد من المصورين النهر الجاري والمتعرج، والذي يمر بحقول النخيل في المجمعة، على أنه ظاهرة طبيعية جميلة، في الوقت الذي تناقل فيه مغردون تلك الصور بالإعجاب ومقارنتها بدول ومدن تمر بها الأنهار.
وقال المصور الضوئي ثامر الثميري: "وثقتُ وادي المشقر عند تحوله لنهر هذا العام منذ جريانه في بداية موسم الأمطار وحتى اليوم، كما قمت بتوثيق ما يحيط بالوادي من مسطحات خضراء ونخيل زادت تعرجات الوادي جمالاً غير مسبوق".
وبين الثميري أن العديد من المصورين التقطوا الصور لوادي المشقر، وهو من الأودية القليلة والنادرة، والتي يبقى فيها الماء حتى الموسم القادم، وذلك لوجود السدود الكبيرة والصغيرة.