صلاح ومحرز وزياش استثناء في أندية أوروبا
اللاعب العربي.. هاوٍ بلا أحلام!
العالمية ليست طفرات، أو صخباً يؤدي للشهرة، ولا تأتي بالانغماس في المحلية، أو النظر عند الأقدام، ولكن العالمية تطلع وطموح ونظر بعيد المدى للمستقبل، وكلها أمور تغيب عن اللاعب العربي، المنغمس حتى إخمص قدميه في المشاركات المحلية والانتقالات داخلياً دون ترك بصمة وعلامة يشار إليها بالبنان، ودون التطلع الجاد والمنهجي للوصول إلى الدوريات الكبرى، واللعب على الألقاب الدولية، وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي توفره الكثير من الدول العربية لرياضة كرة القدم، لكن مازال اللاعب العربي بشكل عام بعيداً عن الوصول إلى العالمية وقريباً من المحلية «باستثناء الطفرات»، ومازالت منتخباتنا غائبة عن بطولة كأس العالم رغم الوصول إليها، بمشاركة هدفها الأقصى هو الخروج بشرف وبأقل الخسائر، لأن جودة اللاعب العربي التي تظهر في المنافسات الدولية لا ترقى به لمنافسة لاعبين من دول تتقدم علينا في التصنيف وفي التنظيم بالمستطيل الأخضر رغم ما يملكه اللاعب العربي من قدرات ومهارات.
تساؤلات
فما هي الأسباب التي تجعل اللاعب العربي بعيداً عن العالمية، وما هي المشاكل التي يعاني منها وتقلل من تطوره وتقدمه، الشيء الذي يعيق تكوين منتخبات قوية قادرة على التنافس وإثبات الوجود، ولماذا الأفضلية للاعب الغربي؟
هذه الأسئلة وغيرها كانت محور تحقيق «البيان الرياضي» مع عدد من أصحاب الشأن لمعرفة ما يعيق وصول نجوم الكرة العربية إلى النجومية العالمية بشكل منهجي منظم.. ووقوفهم عند محطات المحلية، باستثناء قلة من اللاعبين الذين حققوا نجاحات سابقة، ومازال البعض منهم يجتهد وينحت في الصخر لبلوغ المجد بقيادة المصري محمد صلاح نجم ليفربول الأنجليزي الذي يعتبر أكثر اللاعبين العرب تألقاً ونجومية على الصعيد العالمي، وصاحب إنجازات غير مسبوقة، وكذلك الجزائري رياض محرز، وكل ما حققه النجمين المصري والجزائري لم يسبق أن حققه لاعب عربي، وربما لن يتحقق مستقبلاً دون البحث عن استراتيجيات أو مأسسة لصناعة وتصدير النجوم من الطراز العالمي..
حبر على ورق
وعبر الملف الذي تناوله «البيان الرياضي» ذكر البعض، أن الاحتراف حبر على ورق فقط، ولا يوجد شيء منه على أرض الواقع، وأن اللاعب لا يهتم بنفسه ويسهر كثيراً وأن السهر عدو كل لاعب، وغيرها من الأسباب التي تم طرحها بأمل أن يكون ذلك جرس تنبيه للنجوم العرب من أجل غد مشرق للكرة العربية في المحافل العالمية.
عمل كبير
أكد زبير بيه لاعب المنتخب التونسي السابق، المحلل بقناة أبوظبي الرياضية، أن اللاعب العربي موهوب وأنه قادر على إثبات وجوده وأن وصوله إلى العالمية يتطلب العمل، وأضاف: اللاعب العربي أثبت وجوده عبر تجارب عديدة، الآن لدينا أسماء من المغرب، تونس، مصر، الجزائر وغيرها من الدول العربية حققت نجاحاً كبيراً مثل رياض محرز ومحمد صلاح، لدينا عناصر مميزة بالفعل، قادت فرقها إلى مراحل متقدمة في البطولات القارية بأوروبا، لكن لا توجد أرقام كبيرة من حيث عدد اللاعبين تنافس عالمياً ومع مرور الوقت يمكن أن نصل إلى العالمية لأن الإمكانات الفنية متوفرة.
وأضاف لاعب المنتخب التونسي السابق الذي خاض تجربة ناجحة كلاعب في الدوري الألماني مع نادي فرايبورغ الذي ارتدى شارته قيادته، أنه لابد من تحسين وتطوير الاحتراف في الدول العربية، وتغيير العقلية لنكون أكثر إيجابية وقال: علينا أيضاً العمل ثم العمل ثم العمل، وبعدها يمكن أن نصل، لا يوجد شيء صعب في كرة القدم.
واعتبر نجم الكرة العربية السابق، أن عدم منافسة المنتخبات العربية في بطولة المونديال وضع طبيعي، موضحاً أن أفضل الدول التي لديها لاعبون مميزون في كل الدوريات الأوروبية لا تفوز بلقب المونديال الذي يترشح له دائماً عدد من المنتخبات المعروفة مثل ألمانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين، وأضاف: يجب أن نجتهد أكثر، هذا ما نحتاج إليه مع قناعاتي التامة أن اللاعب العربي قادر بأن يصل إلى أبعد نقطة.
عدم الانتظام
وذكر الكرواتي كرونوسلاف جورديتش مدرب بني ياس، أنه من خلال مشواره التدريبي أدرك أن اللاعب العربي يحتاج إلى عمل كبير وضاغط حتى يصل إلى العالمية، مؤكداً أنه موهوب بالفطرة ولكنه لا يتبع الموهبة بالعمل حتى يطورها، وأضاف: صراحة اللاعب العربي أدهشني في الكثير من المرات بمهاراته وموهبته لكنه أدهشني أيضاً بعدم انتظامه. اللاعبون العرب يعانون من عدم النظام، وبالتالي أرى أنهم يحتاجون إلى الكثير من الوقت للوصول إلى العالمية.
وأشار مدرب السماوي إلى أن سلوك اللاعب في الملعب لا يتناسب مع الاحترافية، وواصل: عندما يسجل اللاعب في الدوريات العربية هدفاً فإن ذلك يكون سبباً في تراخيه وعدم اجتهاده وبحثه عن هدف ثانٍ، لأن الدافع لديه يقل مباشرة بعد التقدم ولو بفارق هدف، وعندما يقل دافعك ومجهودك في المباراة فإن ذلك يؤثر في تطورك، ويجعلك تقف في مكان محدد لا تستطيع أن تتجاوزه مهما كانت موهبتك.
تفوق
وقال الكرواتي كرونوسلاف جورديتش مدرب بني ياس، إن اللاعب في الغرب يتفوق لأنه يعمل ويجتهد ويمتلك الدافع دائماً، ويتمتع بطموح كبير ويبدأ أيضاً ممارسة كرة القدم في مرحلة مبكرة وفي بيئة جيدة، وأضاف: يمكن أن يكون اللاعب العربي منافساً قوياً إذا تغيرت بعض مفاهيمه واحترم موهبته بدليل أن هنالك لاعبين وصلوا لمراحل متقدمة على المستوى العالمي.
مصدر رزق
وقال محمد الخديم مدرب دبا الحصن: ما يعيب معظم اللاعبين العرب التفكير في الأكل والشرب والسهر أكثر من التفكير في كرة القدم رغم أنها مهنة بالنسبة لهم ومصدر رزق يحقق دخلاً جيداً، مؤكداً أن الأندية العربية لها دور كبير في عدم وصول اللاعب إلى العالمية ومقدرته على المنافسة بمستوى جيد، حيث أن الأندية تجعل اللاعب يعيش في رفاهية، وتفتح أمامه الباب للسهر بعدم الضغط عليه في التدريبات.
احتراف
قال محمد الخديم مدرب دبا الحصن: اللاعب في نادٍ محترف وكبير ينال مبالغ مالية جيدة يتدرب ساعتين فقط في اليوم، وهذا لا يتناسب مع الاحتراف، يفترض أن يكون هنالك اهتمام أكثر وأن تلزم الأندية اللاعبين بتدريبات صباحية ومسائية حتى يستفيد اللاعب من هذه التدريبات ويتطور مستواه، وفي ذات الوقت يكون مشغولاً بكرة القدم، أما التدريب الواحد في اليوم ومنحه راحة تامة من التدريبات ليوم كامل أثناء النشاط، فإن ذلك يجعل اللاعب في فراغ ويشجعه على السهر الذي يؤثر في صحته وعطائه في الملعب، وأكاد أجزم أنه لا يوجد لاعب عربي في مختلف الدول ينام عند العاشرة مساء، أو يهتم بصحته والتغذية.
10
أشار جوهر المرزوقي مساعد مدرب رديف الجزيرة، إلى أن اللاعب في الدول العربية يركز على المادة وليس التطور وأنه يلعب من دون طموح ولا ينظر إلى المستقبل، لذلك يكون غير قادر على الوصول إلى العالمية.
ورمى المرزوقي جزءاً كبيراً من المسؤولية على المدربين، ذاكراً أنهم في الأندية العربية يركزون على النتائج وليس على معالجة سلبيات اللاعبين وتطورهم ولا يعملون بخطة مستقبلية وقال: حتى في المراحل السنية لفرق 9 و10 سنوات نجد أن المدرب يبحث عن الفوز ولا يهمه كثيراً صناعة جيل متميز من اللاعبين للمستقبل وهذه أشياء تابعتها بنفسي ورأيت كيف يتعامل المدربون مع لاعبين أطفال يحتاجون إلى تعلم كرة القدم وتربيتهم تربية رياضية صحيحة.
وقال المرزوقي إن تفكير المدرب في كسب النتيجة الهدف منه المحافظة على موقعه لأنه أيضاً يعلم أن نتائجه إذا ساءت فإن الإدارة ستطيحه من دون تقييم للعمل الذي يقوم به وبالتالي تكون المسؤولية مشتركة.
واعترف مساعد مدرب رديف الجزيرة بقلة المواهب عربياً وأضاف: صحيح أن المواهب أقل من مواهب اللاعبين في أوروبا ولكن عدم الصقل والعمل على تطوير اللاعب العربي يمثل إحدى أكبر المشاكل التي تحول دون وصول الكرة العربية إلى العالمية. أبوظبي: البيان الرياضي
27
يعتبر المصري محمد صلاح «27 عاماً» اللاعب العربي رقم واحد، والأكثر نجاحاً في الكرة العالمية بعد سلسلة من التجارب الناجحة، والذي كان بدايته الاحترافية مع بازل السويسري، وتشيلسي الإنجليزي ثم فيورنتينا، وروما الإيطاليين، وأخيراً ناديه الحالي ليفربول، وحصد صلاح العديد من الجوائز أبرزها أفضل لاعب في إنجلترا وأفضل هداف عام 2018 وأفضل لاعب أفريقي عامي 2017 و2018 وغيرها من الإنجازات، ويمثل محمد صلاح نموذجاً للنجاح الذي يتمنى اللاعب العربي أن يصل إلى مستواه ويحقق نجاحاته. أبوظبي - البيان الرياضي
01
يرى المصري فتحي سليم مدرب دبا الحصن، أن عدم منافسة اللاعب العربي عالمياً له عدة أسباب، منها ما يتعلق بالخلل في اللوائح التي تحكم اللاعب وغياب مبدأ الثواب والعقاب، وأضاف: هذه الأشياء تقودنا إلى نقطة واحدة وهي أهمية التعامل الاحترافي، فإذا كان هنالك احتراف حقيقي ستكون هنالك لوائح واضحة وصريحة تحكم اللاعب وتجعله أكثر انضباطاً وعطاء.
وذكر فتحي سليم، أن اللاعب في الوطن العربي يعاني من مشكلة شبه عامة في المقام الأول وهي قلة الطموح، مشيراً إلى أن اللاعب عندما يصل إلى مرحلة محددة في مسيرته الكروية ويحصل على مبلغ مالي كبير يتوقف عنده الطموح، وأضاف: هنالك أندية تقدم مجموعة متميزة من المواهب وبشكل مستمر على الصعيد العربي ومحلياً في الإمارات نذكر منها الجزيرة والوحدة والعين التي أعتبرها أندية «ولادة» لأنها تنجب مواهب مستمرة، ولكن مشكلة هذه المواهب أنها بعد أن تصل إلى هذه الأندية لا تفكر في التقدم. أبوظبي: البيان الرياضي
يوسف جابر: الدوريات العربية لا تصنع صلاح
دافع يوسف جابر قائد فريق بني ياس ولاعب منتخبنا الوطني السابق عن اللاعب العربي، ذاكراً أنه موهوب ويتمتع بإمكانات فنية عالية لكن مستوى الدوريات العربية لاتساعده على التطور وبلوغ العالمية.
منافسات
وقال جابر: المنافسات القوية هي التي ترفع مستوى اللاعب وتجعله أكثر تميزاً وليس التدريبات الفردية، عندما يشارك اللاعب في دوري قوي فإن ذلك يجعله متميزاً وبالتالي تكون لديك منتخبات وطنية قوية، والدليل على ذلك الدوري الأسباني رغم أن بعض أبرز نجومه من خارج أسبانيا لكن قوة الدوري أدى إلى صناعة لاعبين متميزين حققوا نجاحاً كبيراً للكرة الأسبانية مؤخراً، وعربياً نجد أن محمد صلاح حقق نجاحاً كبيراً وتطور كثيراً لأنه وجد فرصة اللعب في دوري قوي أما دورياتنا العربية لاتصنع مثل محمد صلاح لأن الفرق بينها والأوروبية كبير.
مسؤولية
وقال يوسف جابر إن عدم وجود دوري قوي مسؤولية جماعية، وليس مسؤولية لاعب فقط، ذاكراً أن المنظومة العربية بكاملها تحتاج إلى مراجعة عطائها حتى تكون لديها دوريات أقوى.
باسم عبد الله: ميسي وكريستيانو.. نموذج يحتذى به
أكد باسم عبد الله مدير فريق الإمارات، أن ميسي نجم برشلونة، وكريستيانو نجم يوفنتوس، يعتبران نموذجاً يحتذى به في التطور والطموح والإصرار، لكل اللاعبين العرب، ذاكراً أنهما رغم الثروة المالية التي يمتلكانها لكنهما يؤديان كل يوم تدريبات قوية ويسعيان في كل موسم لحصد الألقاب، لأنهما يتمتعان بالطموح ولديهما الرغبة في المحافظة على تألقهما والمزيد من التطور.
طموح
وأضاف باسم: ما يقوم به الثنائي العالمي لا يمكن أن يقوم به لاعب عربي لأن الأخير ليس لديه طموح ولا يتعامل باحترافية إلا في العقد فقط، ولأنه غير محترف فإنه لا يلتزم بأكله ولا براحته، ويعيش حياة من الفوضى وبالتالي يكون صعباً عليه التطور.
تدريب
وذكر مدير فريق الصقور، أن اللاعب الأجنبي يخوض مباراة اليوم ويشارك في التدريب بعد ساعات قلائل، أما لاعبونا يريدون الراحة بعد المباريات بحجة الإرهاق.
تفرغ
وشدد باسم عبد الله على أهمية الالتزام وتفرغ اللاعب المحترف لكرة القدم، وأن يكون ملتزماً ومنضبطاً في سلوكه إذا كان حريصاً على تحقيق النجاح محلياً أو خارجياً.
سعيد مسعود: معرفة معنى الاحتراف مفتاح النجاح
أكد سعيد مسعود إداري فريق الظفرة، أن اللاعب العربي ينقصه في المقام الأول فهم «الاحتراف» كسلوك إيجابي يقوده إلى التطور وتحقيق أهدافه، موضحاً أن معرفة معنى أن تكون لاعباً محترفاً يمثل مفتاح النجاح لتحقيق كافة الطموحات في كرة القدم.
وأضاف: إذا عرف اللاعب العربي معنى الاحتراف بعيداً عن الراتب والعقد، فإنه سيحقق النجاح ويمكنه بعدها أن ينافس عالمياً، فالسلوك هو الذي يميز بين اللاعب المحترف والهاوي وليس الراتب، لذلك اللاعب يجب أن يكون محترفاً بسلوكه من خلال الانضباط التام والالتزام بنوعية الوجبات وعدد ساعات النوم والتدريب، وأن يحرص على معالجة كافة سلبياته بمجهود فردي وجماعي تحت إشراف مدربه، والهاوي أيضاً يفترض أن يفعل ذات الشيء إذا كانت لديه خطة في حياته أو هدف يريد تحقيقه.
طموح
وقال إداري الظفرة، إن اللاعب العربي لا يتمتع بالطموح الكافي ولا يثق في قدراته، إضافة إلى أنه لا يحد العقاب على الخطأ، موضحاً أن اللاعب الأوروبي يهتم بنفسه ويعرف أنه معرض للعقوبة حتى إذا كان في أيام الإجازة والراحة، أما اللاعب العربي وخاصة الخليجي لا يعرف معنى الالتزام والانضباط.
مازدا: المسؤولية تضامنية ولا نستطيع تعليقها على اللاعب فقط
برر محمد عبد الله مازدا مدرب منتخب السودان السابق، عدم وصول اللاعب العربي إلى العالمية إلى النشأة وعدم تطبيق الاحتراف في الدوريات العربية بشكل صحيح، مع غياب الطموح عند اللاعب.
وأضاف: أرى أن المسؤولية تضامنية لا نستطيع أن نعلقها على اللاعب فقط بل الجميع شركاء فيها.وقال مازدا إن اللاعب العربي ليس لديه دوافع كبيرة ويفكر دائما في اللعب ضمن أندية القمة ببلده، مع التركيز فقط على المال دون أن تكون له نظرة مستقبلية.
وتابع: اللاعب العربي في معظم الدول لديه عائد مادي عالٍ، وهذا يجعله مركزاً على النادي الذي يلعب له ويقدم له الملايين دون أن يعاقبه على أي خطأ يرتكبه، كما أن بعض الأندية تدفع مبالغ ضخمة لاتدفعها حتى الأندية الأوروبية وبالتالي يكون احترافه خارجياً شبه مستحيل وبدون خوض تجارب احترافية قوية في الملاعب الأوروبية فإن مستوى اللاعب لايتطور، هو أمر متعلق بغياب الطموح لدى اللاعب وتغذية الأندية لهذا الأمر بالسخاء المادي الذي يجعله يرضى بالموجود دون التطلع للاحتراف الأوروبي.
واستطرد قائلاً: أذكر عندما كنت مدرباً للمنتخب السوداني في نهائيات أمم أفريقيا 2008 بغانا، كان هنالك بعض الكشافين الذين يرصدون اللاعبين المميزين لأندية أوروبية والذين أعجبوا بإمكانات لاعب المنتخب علاء الدين يوسف وتحدثوا عن إمكانية التعاقد معه لناد صغير في أوروبا لكن الصفقة لم تتقدم خطوة إلى الأمام، بعد أن علموا بالمبلغ الذي يتقاضاه من ناديه.
وقال مدرب المنتخب السوداني السابق: إنه لابد من وضع خطة مستقبلية حتى تكون الكرة العربية قادرة على المنافسة وتصل مراحل متقدمة، منوهاً إلى أهمية التركيز على الأكاديميات وعدم إغراء اللاعب بالمال ورفع سقف طموحه مع أهمية إلزامه بالتدريبات والتعامل الحاسم عند الخطأ. أبوظبي- البيان الرياضي
زيدان وبنزيمه.. دماء عربية أثرت الملاعب العالمية
يمثّل زين الدين زيدان وكريم بنزيمه الفرنسيان من أصول جزائرية اللذان يعتبران من أشهر نجوم الكرة العالمية، دليلاً قاطعاً على أن الجينات العربية بها التميز الكروي وأن الفارق الوحيد في البيئة والإحترافية، حيث أثرى اللاعبان بدمائهما وجذورهما العربية الملاعب العالمية سواء مع المنتخب الفرنسي أو نادي ريال مدريد الذي أبدع معه زيدان لاعباً بعد تألقه مع اليوفي، ثم مدرباً مع النادي الملكي ما يؤكد في ذات الوقت أن العربي قادرين على تقديم أفضل المواهب من اللاعبين والمدربين.
بل أن نوعية اللاعب ذو الأصول العربية تتمتع بقدرات فائقة ومهارات عالية، والعرب بصفة عامة في كرة القدم ميالون للمهارات الفردية ولديهم حس هجومي عالٍ، والدليل نوعية اللاعبين الذين ظهروا عالمياً من أصول عربية.
والفارق الوحيد في النجاح الذي حققه الثنائي الجزائري الشهير، البيئة التي تعلما فيها أساسيات الكرة برعاية من والدين عربيين، حيث وجدا أرضاً خصبة لتنمية موهبتهما الكروية مع اهتمام كاف منذ أن كانا في المراحل السنية مع التدرج الجيد والتعامل باحترافية تامة ومعالجة كافة السلبيات حتى وصلا مرحلة عالية من النضج الكروي الذي أهلهما للوصول إلى القمة وتحقيق نجاحات داوية عبر مسيرة كروية زاخرة بالنجاحات والإنجازات.
وتوجد العديد من المواهب المماثلة في الوطن العربي التي ينقصها فقط أجواء الكرة العالمية التي توفرت للثنائي، وهذه الأجواء ليست فقط في جانب التدريب، ولكن أيضاً في ناحية الصقل النفسي للاعبين في عمر صغيرة، مما يؤهلهم للاستمرارية والتألق في الملاعب والتعود على الشهرة، دون أن تنال الشهرة من قدراتهم، ما يؤكد أن الخلل ليس في الهوية العربية ولكن في كيفية التعامل مع كرة القدم باحترافية وبناء لاعب المستقبل فنياً وبدنياً وذهنياً بشكل جيد وبطريقة صحيحة
. أبوظبي- البيان الرياضي