فنان كردي عراقي يصنع تمثالا لتكريم المقاتلات الكرديات
اربيل رويترز صنع نحات كردي عراقي تمثالا كبيرا تكريما للشجاعة والتضحية التي أظهرتها مقاتلات نساء كرديات في تحرير مدنهن من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وكان استرداد وحدات حماية الشعب الكردية في فبراير شباط العام الماضي لمدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية بعد حصار دام أربعة أشهر هزيمة كبيرة للجماعة المتشددة السنية التي تسيطر على قوس بمساحة 20 ألف متر مربع من الأراضي في سوريا والعراق. وتشكلت وحدات حماية المرأة وهي فصيل ضمن وحدات حماية الشعب قبل ثلاث سنوات لتضم ما يقدر بنحو 10 آلاف متطوعة. واعتبرت قوة حيوية في استعادة كوباني التي تعرف في العربية باسم عين العرب. وقال النحات زيرك ميره من مدينة السليمانية الكردية إن فكرة صنع تمثال تهدف إلى الإشادة بالبطولة والشجاعة التي أبدتها المقاتلات الكرديات. وأضاف كانت الفكرة هي صنع عمل فني لإبداء الدعم للمقاتلات اللائي كن يقاتلن تنظيم الدولة الإسلامية وهو أشد القوى الإرهابية تطرفا في هذا العصر في كوباني. فكرت في بادئ الأمر في صنع تمثال وتهريبه إلى كوباني عبر تركيا ونصبه فيها.ومع ذلك لاقت الفكرة رد فعل فاترا لأنه في ذلك الوقت كان الأكراد يسيطرون فحسب على أحياء ثلاثة فقط في حين أن بقية المدينة تحت سيطرة الدولة الإسلامية وهذا من شأنه أن يجعل من الصعب إقامة مثل هذا التمثال العملاق هناك.. ومع ذلك لم أكن لأتخلى عن هذه الفكرة وبدلا من ذلك بدأت أفكر في صنع تمثال داخل كوباني من حطام الحرب لكنني أهملت هذه الفكرة مرة أخرى لعدم وجود الطاقة اللازمة للقيام بأعمال اللحام.. وعندما انتزع الأكراد السيطرة على بلدة تل أبيض قررت صنع تمثال مخصص للمقاتلات اللائي أصبحن رمزا للتضحية والانتصار في هذا العصر.
ويقدر أن حوالي 7500 امرأة شاركن في وحدة حماية المرأة أو التي يرمز إليها بالأحرف واي.بي.جيه كثيرات منهن متطوعات. وتأسست الوحدة عام 2012 ضمن وحدات حماية الشعب الكردية وهي القوة القتالية الكردية المهيمنة في المنطقة الشمالية بسوريا.
وهدفها هو محاربة أي جماعة تهدد المناطق التي يقطنها الأكراد وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية فعليا على جزء كبير من شمال سوريا ذي الأغلبية الكردية.
ويبلغ طول التمثال عشرة أمتار ويصور امرأة مجنحة في زي فضفاض تقليدي مثل الذي يرتديه الرجال. ويتكون هيكل التمثال من الحديد المجلفن المغطى بطبقة من الألياف الزجاجية المطلية بطلاء لمقاومة وتحمل الظروف الجوية المختلفة. واستغرق العمل على تمثال من ميرة وفريقه الذي يضم 10 فنانين متطوعين ثلاثة أشهر لاستكماله وكان من المقرر أن يتم نقله إلى كوباني في الأيام المقبلة لنصبه أمام متحف كان من المزمع إنشاؤه في كوباني لتوثيق القتال على المدينة وتعرض فيه مركبات عسكرية محترقة وأسلحة تمت مصادرتها من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن التمثال يرمز للسلام ممثلا بملاك أبيض اللون. وهو يشبه أيضا إلهة النصر اليونانية المجنحة. وأطلق عليه تمثال التضحية ويشير لونه الأبيض إلى السلام .
وقال أنا لا أريد أي مكافأة ولا أتوقع أي مكافأة. كانت نيتي الوحيدة تقديم هدية صغيرة لهن المقاتلات وشعرت حقا بالإثارة والسرور عندما سمعت أن عشرات أو حتى مئات سيكونون على الحدود في انتظار بفارغ الصبر قيامي بنقل التمثال إلى المنطقة الكردية السورية .
وكان الأكراد الذين يدعمون الاشتراكية وتعزيز المساواة بين الجنسين استولوا على كوباني في أول الأمر في عام 2012 بعد انسحاب قوات الرئيس السوري بشار الأسد وأطلقوا عليها روجافا . كما تقع تحت سيطرتهم أيضا منطقتان غير متجاورتين من سوريا يغلب عليهما الأكراد. ويقول الأكراد إن هذه الأراضي هي موطن لحوالي أربعة ملايين شخص.
وقالت زميلة لميره وتدعى أسو آل الجاف إن جميع أعضاء الفريق تأثروا بدافع من امتنان عميق وتقدير لتضحيات مئات من النساء اللائي لاقين حتفهن وهن يقاتلن من أجل أرضهن.
وأوضحت مشاركة المرأة الكردية في الحرب هي مصدر فخر واعتزاز لجميع الأكراد. وقد تطوعت هؤلاء النساء للدفاع عن أرضهن وكان لهذا تأثير عميق علي. كنت أعمل على التمثال من الثامنة صباحا حتى السادسة في المساء دون شعور بالتعب. قاتلن من أجل الأرض والوطن ويحدوني الأمل في أن يكون هذا التمثال هدية بسيطة تساعد في تهدئة الألم وترضيهن .
وتقع كوباني على بعد 140 كم 85 ميلا فقط من معقل الدولة الإسلامية في الرقة. ودمر معظم المدينة الآن فيما تتناثر القذائف التي لم تنفجر والكتل الملتوية من السيارات على طول الشوارع.
AZP20