الحيوانات
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وكرمنا بالعقل والتفكير، كما أنه سخر لنا كل شيء في هذا الكون لخدمتنا، ووفر لنا كل الوسائل التي من شأنها مساعدتنا على مشقات الحياة، مما يجعلنا أكثر قدرة على تأدية دورنا في هذه الأرض المباركة، وهو تعمير هذا الكون العظيم، ومن بين الأشياء المسخرة لنا نحن الإنسان، الحيوانات بجميع أنواعها وأشكالها .
فإذا استغرقت ولو دقيقة واحدة في التفكير، ونظرت حولكَ أخي الإنسان، فسوف تجد أن فوائد الحيوانات علينا لا حصر لها، كما أن عالم الحيوان مليء بالعجائب والغرائب والتي يجهلها الكثير من بنو البشر، وهذا ما سنذكرهُ في مقالتنا هذه..
فوائد الحيوانات بالنسبة للإنسان
إن لكل مخلوق في هذه الأرض حكمة فسبحانهُ وتعالى لم يخلق أي شيء عبثًا، لكن كل شيء في هذا الكون موجود بحكمة وبكمية معينة، وهذا ظاهر بشكل كبير في الفوائد العديدة التي تُحققها الحيوانات للبشر، ومن تلك الفوائد نذكر ما يلي:
الغذاء
نحن ندرك جيداَ أن الكائن البشري هو كائن غير ذاتي التغذية، أي أنه يعتمد على الكائنات الحية الأخرى في غذائه، مثل الحيوانات، حيث أن الحيوانات توفر لنا الغذاء بصورة مباشرة، وكذلك صورة غير مباشرة.
فبالنسبة للصورة المباشرة، نجد أننا نتغذى على لحوم بعض الحيوانات كالأبقار والخرفان والماعز والدجاج وغيرها من الحيوانات، بالإضافة إلى الحليب واللبن والبيض، وبالنسبة للطريقة الغير مباشرة، فتكون أساساً عن طريق تلقيح النباتات حيت تقوم بعض الطيور والحشرات مثل النحل والفراشات وغيرها بتلقيح هذه النباتات، وبالتالي زيادة كمية هذه النباتات، والتي بدورها نتغذى عليها نحن الإنسان، ونفهم من هنا أن الحيوانات هي مصدر الأمن الغذائي الخاص بنا، ولو لم نجدها لهلكت البشرية بأجمعها.
الكساء
لو تمعنت النظر قليلاً في حذائك الذي ترتديه، أو حقيبتك ستعرف جيداً مدى أهمية هذه الحيوانات، فقد استخدم الإنسان جلودها وفرائها في صناعة الأحذية والحقائب والمعاطف وغيرها منذ العصور القديمة، ومن بين تلك الحيوانات التي تستخدم جلودها الأفاعي والتماسيح والنمر والأغنام والماعز وغيرها.
العمل والتنقل
في العصور القديمة لم تكن هناك وسائل نقل متنوعة مثل التي نراها في وقتنا الحاضر، فقد كان أجدادنا يعتمدون على حيوانات مثل الجمل والخيول في التنقل والهجرة من مكان إلى آخر، كما أنهُ حتى في يومنا هذا هناك بعض المزارعين الذين ما يزالون يعتمدون على هذه الحيوانات وغيرها وجعلها وسائل النقل المناسبة للوصول إلى مزارعهم وحقولهم، فضلًا عن ذلك فإن هذه الحيوانات لا يُمكن الاستغناء عنها في العمل في الحقول والأراضي الزراعية، والتي تنتج الخضروات والحبوب والفاكهة المتنوعة والتي بدورها يتغذى عليها الإنسان.
غرائب وعجائب عالم الحيوان
إن عالم الحيوانات مليء بالأشياء الغريبة والعجيبة، وبالمعلومات التي قد تجن جنونك ومن المحتمل ألا يصدقها العقل البشري، ومن بين تلك الأشياء الغريبة نذكر:
العقرب : هل تعلم أن حياة العقارب مليئة بالأشياء الغريبة، نعم فالعقارب حيوانات تحب أن تعيش منعزلة لوحدها، وإذا كان هناك إنصدام بين اثنين من أنثى العقرب، تبدأ بينهما حينها معركة شرسة، لا تنتهي إلا إذا قامت واحدة منهما بالنيل من الأخرى وقتلها .
والشيء الأكثر إثارة في حياة العقرب هو عملية التزاوج، فبعد أن تقابل أنثى العقرب مع ذكرها، وتجري عملية التلقيح، تقتل الأنثى زوجها فوراً، ثم تلتهمه، وبعد ذلك تقوم بوضع البيض، وتحملهُ على ظهرها، لمدة معينة إلى حين فقص البيض وخروج الصغار، ويستمرون في والبقاء على ظهرها، لمدة تصل إلى خمسة عشر يوماً، ومن ثم يقوم الصغار بالتهام الأم، تماماً كما فعلت مع أبيهم، ونفهم من هذا كله أن عائلة العقارب تقتل بعضها البعض .
الفيل : الفيل واحد من أكبر الحيوانات على اليابسة، كما أن تركيب جسمهُ غريب إلى حد ما، حيث نجد أن خرطومه لوحده يحتوي على ما يقارب من 400 ألف عضلة ! بالإضافة إلى أنه الحيوان الوحيد على كوكبنا الذي لديه أربعة إكس، ويمكن للفيلة التعرف على الإنسان من خلال شم الرائحة على بعد حوالي نصف كيلومتر، وهو واحد من أفضل الحيوانات وأطيبها .
النمل : النمل حشرة صغير الحجم، ليس لديها عيون، ولكنها تعتمد على قرونها المستشعر أثناء السير، ويمكن للنمل أن تحمل أوزانًا أثقل من جسمها بأضعاف، وذلك مثل الطعام .
الحلزون : يمكن للحلزون أن ينام لمدة تصل إلى أكثر من ثلاث سنوات كاملة باستمرار ودون إنقطاع، ولن يستيقظ في هذه المدة ولو مرة واحدة !
الحصان : الحصان على الرغم من قوته العظيمة، والسرعة التي وهبه الله إياها، إلا أنه سيموت على الفور إذا تم قطع ذيله .
البطريق : من الغرائب عند طائر البطريق أنه لا يبني عشًا ، بل يحفظ ببيضه فوق قدميه ، ويضعه على الأرض ثم يرفعه مرة أخرى على قدميه، وهذا بسبب خوفه على البيض من التجمد نظراً للطقس البارد في القطب المتجمد، والبطريق الذي نتكلمه عنه من فصيلة الملك أو الإمبراطور ، وهو واحد من أكبر البطاريق في الحجم.
الخنزير : لا يمكن للخنزير أن يسبح في المياه، لأن يديه الأمامية متقاربة تحت جسده، لهذا فهو سيلقي بنفسه الى التهلكة لامحال، إذا سقط في الماء، وهذا عبر حوافره القوية.
الضفادع : من عجائب الضفادع أنه يستطيع أن يمتصّ المياه من عبر جلده، وكذلك يستطيع أن يمتصّ المياه من منديل مبلّل به، كما لا يمكنه أن يتنفس بواسطة فمه لأنه إذا فتحه يموت مختنقاً.
السمك : لا يمكن للأسماك أن تمضغ طعامها، وهذا لأنها تبتلعه بسرعة، لأنها تتنفس من خلال فمها وإذا احتفظت بالطعام ، فإنها تموت مخنوقة.
الدودة : تستطيع الدودة البقاء على قيد الحياة حتى لو تم تقسيمها إلى أجزاء عدّة ، كما بإمكان لكل قسم العيش وتعوض الأجزاء التي فقدها.
البط : للبط خزانا خلف ذيله، يحتوي هذا الخزان على الزيت الذي ينتشر داخل الخسم بكامله ولا يتأثر بالمياه على الإطلاق.
الحبار : يستطيع حيوان الحبار تغيير لونه عن طريق التمويه قصد الإقتراب من الأنثى بسرية تامة.
البومة : لديها أعيناً ثابتة لا تتحرّك أبداً ، وهذا لأن عضلاتها قوية جدً ، ولكنها تقوم بتعويض هذا النقص بواسطة حركات رأسها؛ بحيث أنها يمكنها تحريك رأسها على شكل قرص.
خلاصة الموضوع
إن عالم الحيوان يعد واحد من مظاهر الحياة البرية على الأرض، لإنّه عالم غامض يخزّن العديد من المفاجآت والأسرار والغرائب التي تبين عظمة وقدرة الخالق سبحانه وتعالى ، وحينما يكتشف العلماء شيئًا ما ، فإنه عبارة عن سلسلة من الأشياء المستكشفة الأخرى المفاجئة والغريبة ، وهذا يدفع العديد من العلماء والمستكشفين إلى متابعة آخر أخبار هذا العالم الغامض .