قصـة المثـل الشعـبي : ظلـت مساحي يا فيصل أفندي ؟
و يضرب هذا المثـل لإرتباك الأمـور ، و قصته :
عندما تحـدث فيضانات عالية و خطيـرة كانت الحكـومة تجمـع حشوداً كثيـرة من الرجال عن طريق السخـرة لتقوية السداد ، و في الغالب يقسمون العاملين إلى قسمين ، قسم يرفع التراب بالمساحي و القسم الآخر يحمل التراب داخل عباءاتهـم لرميها فوق السداد .
و في غالب الأحيان يكـون عدد الرجال أكثر من المساحي المتيسرة ، فيبقـى كثيـر من العاملين بدون عمل و ينتظرون دورهـم في العمـل لإستبدال من يتعب منهم .
و في إحدى السنين حدث فيضان شديد في نهـر الفرات ، و كان ينذر بالخطر ، و نظراً لخطورته فأن الملك فيصل الأول حضر بنفسه لتفقد السداد و الإشراف على الأعمال الجارية لدرء خطره ، و وصل بتجواله مدينة الناصرية ، و حضر في معـيته كبار موظفي اللواء (المحافظة) يتقـدمهم المتصرف (المحافـظ) .
و أراد تشجيع العامليـن فتناول مسحاة من أحدهم و أخذ يرفع بها التراب و يضعـه على السدة ، و بينما هو مستمر في عمله شاهد فلاحاً بدون عمـل ، فسأله عن سبب وقوفه دون عمل ، فأجابه : لعدم وجـود مسحاة لديه
فقال له الملك : فتش لك عن مسحاة .
فأجابه الفـلاح : ظلـت مساحي يا فيصل أفندي ! فذهـب مثـلاً .
المصدر : جمهـرة الأمثال الشعـبية/الجزء الثالث/ص390/ت3358 .