المئذنة الملوية.. شاهد شامخ على آثار سامراء
بغداد - عراق أحمد
خصصت مفتشية آثار سامراء ما قيمته 114 مليون دينار لإنشاء رصيف يؤدي إلى مدخل الملوية من طرف البوابة الرئيسية،ليضفي الـتأهيل طابعا جديدا على المنطقة، وضمن المخصصات البالغة 15 مليار دينار سيتم تطوير المرفق السياحي وفق شروط منظمة اليونسكو.
ودعا مختصون آثاريون منظمة اليونسكو إلى أخذ دورها الكامل ،حسب ما تنص عليه الاتفاقيات العالمية بمتابعة المناطق الأثرية التي تتعرض إلى الخراب من قبل البشر والطبيعة على حد سواء، وضرورة إشراك المنظمة الدولية في الحفاظ على المدينة، لأن خلاف ذلكيعني انعدام آثار سامراء وحضاراتها على شكلها الحالي.
وقال عمر عبد الرزاق مسؤول مفتشية آثار سامراء إن الكثير من السياح يأتون إلى ملوية سامراء حيث يبلغ عددهم قرابة 5 آلاف شخص شهريا والكثير منهم يمثلون جنسيات أجنبية مختلفة.
وعن أعمار وتأهيل الملوية، أوضح أن هناك تخصيصين، الأول من محافظة صلاح الدين بقيمة 114 مليون دينار لإنشاء رصيف من بوابة المنطقة، وحتى المئذنة وأماكن للجلوس وتشجير المنطقة، والتخصيص الثاني من الأموال التي أطلقتها وزارة المالية والمقدرة بحوالي 15 مليار دينار، ويتم التعويل عليها كثيرا في تطوير المرفق السياحي، بما يتناسب وشروط منظمة اليونسكو.
وستبدأ مراحل التنفيذ مباشرة، خاصة والخطوات الأولى بدأت في المكان، وسيكون شكله مختلفا في الأيام المقبلة.وسمحت اليونسكو باستخدام المقاعد الخشبية وأشجار خاصة، إضافة إلى رفع السور الشائك المحيط بالمنطقة، وبناء جدار يتناسب معها، وتوفير أكشاك لبيع المأكولات للسياح وإنارة الطرق المؤدية للملوية وتعبيدها.
وتعد سامراء من أقدم المواقع التاريخية التي ضمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في عام 2007 إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، نظرا لما تحتويه من آثار تعود إلى ما قبل الميلاد، وما بعده من آثار عباسية شاخصة إلى حد الآن، إلا أنها تعاني الإهمال والتخريب.
وشدد أستاذ التاريخ في جامعة سامراء الدكتور قاسم حسن عباس على ضرورة أن تقوم منظمة اليونسكو بدورها كاملا وحسب ما تنص عليه الاتفاقيات العالمية ، التي تلزمها بمتابعة المناطق الأثرية التي تتعرض إلى الخراب من قبل البشر والطبيعة في آن معا.
وقال يجب على اليونسكو الا تبخل في النصيحة والمعلومة بما يحافظ على المدينة، لأن خلاف ذلك يعني عدم بقاء أثار سامراء وحاراتها على شكلها الحالي.
والمئذنة الملوية لا تزال صامدة بالرغم من الأحداث التي شهدها العراق على مدى تاريخه، غير أن قمتها تعرضت للتفجير في عام 2005، ما دمر جزءا منها والتي تعرف باسم "بالجاون".
ويميز المئذنة الشكل الهندسي الدقيق، الذي يقل نظيره في العالم ،ويبلغ ارتفاعه 54 مترا ،ويقع على قاعدة مربعة تبلغ مساحتها 31 مترا، ولوجود ملوية أخرى لا تبعد كثيرا عنها، وثالثة شبيهة لها في مدينة القاهرة المصرية بجامع أحمد بن طولون، تم بناؤها لتأخذ شكلا يتشابه مع مئذنة سامراء، ولذلك لا تعتبر هي الوحيدة الا إنها هي الأكبر بصورة جلية.