ما هو الدليل على أننا نعيش الآن
أعتاب الظهور المبارك للمهدي الموعود ؟
*
كثيراً ما يسئل الناس عن وقت ظهور المهدي (عجل الله تعالى فرجه) .
وبعضهم يقول بعد عشر سنين وبعضهم يقول بعد مئة سنة وبعضهم يقول بعد ألف سنة !
وعلى كل حال ، سنبين لكم أننا الآن على أعتاب الظهور المبارك للمهدي المنتظر .
*
أنَّ تسعين بالمائة (90 %) من الروايات الشريفة الخاصة بآخر الزمان التي وردت في مختلف كتب الفرق الإسلامية قد تحققت بشكل سريعٍ عجيب !
وخصوصاً في بدايات القرن الحادي والعشرين (القرن الحالي) الذي بدأ في سنة 2001 ، حيث تحققت الأحداث بشكل مرعب !
فعلى سبيل المثال ، نذكر لكم هذه المقتطفات الصغيرة من الحديث النبوي الشريف والذي هو من أصل المئات من الأحاديث الصحيحة ، وقبل أن نبدأ ينبغي أن نبين لكم أنّ هناك :
ساعة صغرى (يوم القيامة الصغرى) وساعة كبرى (يوم القيامة الكبرى) .
فإما الساعة الصغرى ، هي ظهور الخليفة الموعود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليحكم الأرض .
وأما الساعة الكبرى ، فهي تبدأ بعد انتهاء حكم الإمام المهدي وموته (عليه السلام) .
فإلامام (عليه السلام) ليس خالداً مُخلداً وإنَّ بعد وفاته لأحداثاً جساماً تحدث في الأرض . أبرزها انقطاع الحجة من الأرض وحينها لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً فيغلق باب التوبة . وبعده أيضاً قد ورد في الحديث الشريف خروج يأجوج ومأجوج . فتلك من علامات القيامة . حتى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لشدة تلك الأحداث بعد انقطاع الحجة عن الأرض (أي المهدي) قال : ﴿لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ﴾ . وفي رواية : ﴿لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ﴾ .
*
نذكر لكم الآن الحديث النبوي الشريف الذي يخص هذا الزمان بالذات :
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ إِضَاعَةَ الصَّلَاةِ وَاتِّبَاعَ الشَّهَوَاتِ ، وَالْمَيْلَ مَعَ الْأَهْوَاءِ وَتَعْظِيمَ الْمَالِ ، وَبَيْعَ الدِّينِ بِالدُّنْيَا ، فَعِنْدَهَا يُذَابُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَجَوْفُهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، إِنَّ عِنْدَهَا أُمَرَاءَ جَوَرَةً وَوُزَرَاءَ فَسَقَةً ، وَعُرَفَاءَ ظَلَمَةً وَأُمَنَاءَ خَوَنَةً .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، إِنَّ عِنْدَهَا يَكُونُ الْمُنْكَرُ مَعْرُوفاً وَالْمَعْرُوفُ مُنْكَراً وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ الْأَمِينُ ، وَيُصَدَّقُ الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ الصَّادِقُ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، فَعِنْدَهَا إِمَارَةُ النِّسَاءِ وَمُشَاوَرَةُ الْإِمَاءِ وَقُعُودُ الصِّبْيَانِ عَلَى الْمَنَابِرِ ، وَيَكُونُ الْكَذِبُ طَرَفاً وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً وَالْفَيْءُ مَغْنَماً وَيَجْفُو الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ وَيَبَرُّ صَدِيقَهُ ، وَيَطْلُعُ الْكَوْكَبُ الْمُذْنِبُ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا تُشَارِكُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ وَيَكُونُ الْمَطَرُ قَيْظاً وَيَغِيظُ الْكِرَامَ غَيْظاً وَيُحْتَقَرُ الرَّجُلُ الْمُعْسِرُ ، فَعِنْدَهَا يُقَارِبُ الْأَسْوَاقُ إِذَا قَالَ هَذَا لَمْ أَبِعْ يَقِيناً وَقَالَ هَذَا لَمْ أَرْبَحْ شَيْئاً فَلَا تَرَى إِلَّا ذَامّاً لِلَّهِ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، فَعِنْدَهَا يَلِيهِمْ أَقْوَامٌ إِنْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ وَإِنْ سَكَتُوا اسْتَبَاحُوهُمْ لِيَسْتَأْثِرُوا بِفَيْئِهِمْ وَلِيَطَؤُنَّ حُرْمَتَهُمْ وَلِيَسْفِكُنَّ دِمَاءَهُمْ وَلِتُمْلَأَنَّ قُلُوبُهُمْ رُعْباً ، فَلَا تَرَاهُمْ إِلَّا وَجِلِينَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ مَرْهُوبِينَ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، إِنَّ عِنْدَهَا يُؤْتَى بِشَيْءٍ مِنَ الْمَشْرِقِ وَشَيْءٍ مِنَ الْمَغْرِبِ يُلَوَّنُ أُمَّتِي ، فَالْوَيْلُ لِضُعَفَاءِ أُمَّتِي مِنْهُمْ وَالْوَيْلُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ لَا يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَلَا يُوَقِّرُونَ كَبِيراً ، وَلَا يَتَجَاوَزُونَ عَنْ مُسِيءٍ أَخْبَارُهُمْ خَنَاءٌ جُثَّتُهُمْ جُثَّةُ الْآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا تَكْتَفِي الرِّجَالٌ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَيُغَارُ عَلَى الْغِلْمَانِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْجَارِيَةِ فِي بَيْتِ أَهْلِهَا ، وَيَشَّبَّهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَيَرْكَبْنَ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ السُّرُوجَ فَعَلَيْهِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَعْنَةُ اللَّهِ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، إِنَّ عِنْدَهَا تُزَخْرَفُ الْمَسَاجِدُ كَمَا تُزَخْرَفُ الْبِيَعُ وَالْكَنَائِسُ ، وَيُحَلَّى الْمَصَاحِفُ وَتَطُولُ الْمَنَارَاتُ وَتَكْثُرُ الصُّفُوفُ بِقُلُوبٍ مُتَبَاغِضَةٍ وَأَلْسُنٍ مُخْتَلِفَةٍ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، وَعِنْدَهَا تَحَلَّى ذُكُورُ أُمَّتِي بِالذَّهَبِ وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ وَيَتَّخِذُونَ جُلُودَ النُّمُورِ صِفَاقاً .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا يَظْهَرُ الرِّبَا وَيَتَعَامَلُونَ بِالْغِيبَةِ وَالرِّشَاءِ ، وَيُوضَعُ الدِّينُ وَتُرْفَعُ الدُّنْيَا .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا يَكْثُرُ الطَّلَاقُ فَلَا يُقَامُ لِلَّهِ حَدٌّ وَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا تَظْهَرُ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَيَلِيهِمْ أَشْرَارُ أُمَّتِي .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، وَعِنْدَهَا تَحُجُّ أَغْنِيَاءُ أُمَّتِي لِلنُّزْهَةِ وَتَحُجُّ أَوْسَاطُهَا لِلتِّجَارَةِ وَتَحُجُّ فُقَرَاؤُهُمْ لِلرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ ، فَعِنْدَهَا يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَيَتَّخِذُونَهُ مَزَامِيرَ وَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَيَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا وَيَتَغَنَّوْنَ بِالْقُرْآنِ وَيَتَهَافَتُونَ بِالدُّنْيَا .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، ذَاكَ إِذَا انْتُهِكَتِ الْمَحَارِمُ وَاكْتُسِبَتِ الْمَآثِمُ وَسُلِّطَ الْأَشْرَارُ عَلَى الْأَخْيَارِ ، وَيَفْشُو الْكَذِبُ وَتَظْهَرُ اللَّجَاجَةُ وَيَفْشُو الْحَاجَةُ ، وَيَتَبَاهَوْنَ فِي اللِّبَاسِ وَيُمْطَرُونَ فِي غَيْرِ أَوَانِ الْمَطَرِ ، وَيَسْتَحْسِنُونَ الْكُوبَةَ وَالْمَعَازِفَ وَيُنْكِرُونَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَذَلَّ مِنَ فِي الْأَمَةِ ، وَيُظْهِرُ قُرَّاؤُهُمْ وَعُبَّادُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمُ التَّلَاوُمَ فَأُولَئِكَ يُدْعَوْنَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ الْأَرْجَاسَ وَالْأَنْجَاسَ .
فَقَالَ سَلْمَانُ : وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟!
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَا سَلْمَانُ ، فَعِنْدَهَا لَا يَخْشَى الْغَنِيُّ إِلَّا الْفَقْرَ ، حَتَّى إِنَّ السَّائِلَ لَيَسْأَلُ فِيمَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ لَا يُصِيبُ أَحَداً يَضَعُ فِي يَدِهِ شَيْئاً .
*
انتهى ولله الحمد والمنة