طعنة
حيدر محمد الوائلي
ليلٌ طويل
لا قمر في ليلنا الأسود
سرنا على حُبِ الله
كانت مغامرة
قبورٌ وعظامٌ وأشواك
ندوس عليها مضطرين
هاربين
ربنا إلحقنا
سيلحقونا
فجاءة!
في لحظة عابرة
إنكسح الظلام
أرعدت السماء
ضربة قاضية ماكرة
ولّى الجمع الدُبُر
خف الدبيب
لا مطاردة
المُطارَدون تسيّدوا
فضح النهار
ما ستره الليل
الزهد في الدنيا
العبادة
الحزن المزيف
الثواب والاخرة
وفي القصر هدرٌ
لعبٌ ولهوٌ
وصفقات لقصورٍ مجاورة
أموالنا
لجيوبهم الكبرى سائرة
خسروا الله ودم الشهيد
خسرونا
ليربحوا وزارةً ودائرة
دون أخلاقٍ
أضاعوا أمانةً
دونها النفس كافرة
لتعرف بعد الجور الطويل
كم الأيام جائرة
صبراً صبراً
يا حمار اصبر
وما الصبر إلا نائرة
ما خططوا له
لحظة بلحظة
لصناعة جيلٍ مغفل
إعترض لتنفث أفاعيهم السم في عينيك
ليُجهزوا عليك
في لحظة غادرة
طعنة في الخاصرة
ما كان الطاعن عدواً
كان منا
شاركنا خبزنا اليابس
عاش العناء في أيامنا الغابرة
إسترجع الذكريات
وإسكب الدمع
هي لحظة الموت القاهرة
أعقبتها طعناتٍ كثيرة
هذا جزاء إنتظارك
خناجر في الخاصرة غائرة
ما عادت باليد حيلة
ولا وسيلة
مكتوبٌ أن تقضي غِيلة
إترك الجرح
ينزف الدم غزيراً
ليسقي الأشواك
سيدوس عليها مضطرين اخرين
ليختضب التراب
وتدمع العيون الساهرة
في لحظة نشوة ساحرة
تسبح في السماء
تنظر للأسفلين
للباكين
لحفرة ستطمأن فيها أخيراً
ولوحة عزاءٍ للذاكرة
سابقون في الفترةِ
صاعدون لله
لننسى الألم
واللاحقون طيورٌ مهاجرة
إشرب الخمر هنيئاً
بما أسلفت بأيامك الغابرة
تعلو الوجنتين ابتسامة
ومن ثم تضحك
تكركر وتكركر
على ما ضيعوه
في هذه الدنيا العاهرة
تضحك أخيراً كثيراً
ما عاد الجرح اليماً
جزاء روحك الصابرة