من ألف عام ..
عشت أرسم في خيالي
صورة امرأة يخبئها القدر
كانت تطوف مع الليالي
كلما سقطت طيور العمر
واندثرت كأوراق الشجر
تبدو بلون الفجر أحيانا..
بلون الحزن أحيانا ..
وحين تغيب يختنق القمر
فيها لهيب الشمس ..
فيها سكرة الأمواج ..
فيها لهفة الأرض الحزينة
لارتعاشات المطر
فيها حنين العاشقين إذا بدا
طيف الفراق وعاد يدمينا السفر
تخبو الملامح .. يستكين النبض ..
يرحل كالصدى صوت الوتر
في كل يوم كنت أحسب
ما تبقي من زماني
قبل أن تخبو علي العينين
أشواق العمر
* * *
من ألف عام ..
كنت أحلم أن أطير حبيتي
مثل النوارس . أن أسافر كالنغم
فالسندباد العاشق المجنون أرقة الألم
نتجاوز الزمن اللقيط .. ونعلن العصيان
في وجه الدمامة .. والفجاجة .. والسأم
نغدو بلا زمن يكبلنا
ويلقي ما تبقي من رحيق العمر
في كهف العدم
ننساب كالأشواق
حين يضمنا دفء الحنين ..
فلا وداع .. ولا فراق .. ولا ندم
* * *
فاروق جويدة