في مثل هذا اليوم أي 28 من ذي الحجة من سنة 63 هجرية حدثت واقعة الحرة التي قام بها اللعين مسلم بن عقبة بأمر من يزيد بن معاوية عليهما اللعنة ودخل الجيش بخيولهم إلى الروضة المباركة سميت بهذا الاسم نسبة إلى منطقة الحرة، والتي هي قرب المدينة المنورة. وذلك أنه لما أنكر أهل المدينة، أفعال يزيد وموبقاته من قتل الحسين وأهل البيت وأسر نساءه وفعله للمحرمات، حتى وصل به الحال إلى الزنى بالمحارم:
[إن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة خطب في أهل المدينة خطبة قال فيها: [فو الله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء. إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات, ويشرب الخمر ويدع الصلاة, والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاءاً حسناً]. فغضب يزيد من فأرسل جيشاً مؤلفاً من ثلاثين ألف وعليهم مسلم بن عقبة، قال له : [السيف السيف أجهز على جريحهم وأقبل على مدبرهم واياك أن تبقي عليهم]. فوقع ثلاثون ألفاً من أهل الشام مدججون بالأسلحة الكاملة في اهل المدينة قتلاً وذبحاً ثلاثة أيام. وخطب مسلم بن عقبة قائلاً : [هذه المدينة لكم مباحة ثلاثة أيام، دمائها ونسائها وأموالها]. وذكر المؤرخون أنه بلغ عدد قتلى الحرة يومئذ من قريش والأنصار والمهاجرين وأصحاب رسول الله ألفاً وسبعمائة، ومن سائر الناس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان، وإن رجلاً دخل على امرأة نفساء من الأنصار ومعها صبي لها فقال لها: هل من مال ؟. قالت: لا والله ما تركوا لي شيئاً. فقال: والله لتخرجين لي شيئاً أو لأقتلنك وصبيك هذا. فقالت: ويحك أنه ولد ابن أبي كبش الأنصاري صاحب رسول الله فاتق الله، فأخذ الشامي برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها وضرب به الحائط فأنتثر دماغه على الأرض، أمام أمه]. ويدخل القوم المدينة وتجول خيولهم فيها فيقتلون وينهبون ولم يتركوا حتى الحمامة والدجاج إلا كانوا يذبحونها. فهذا أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله يدخلون عليه فينتفون لحيته ويضربونه ضربات ثم يأخذون كل ما يجدون في بيته حتى الصوف وحتى زوج حمام كان له, بالرغم من انه عرف لهم نفسه. والأفظع والأدهى من ذلك كله إباحة مسلم بن عقبة بأمر من يزيد، نساء المدينة المنورة لجيش الشام ثلاثة أيام. وهذه الجريمة النكراء ارتكبت عند قبر النبي فنادى مناد في أهل الشام : [يا أهل الشام إن أميركم مسلم بن عقبة بأمر من أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أباح لكم هذه المدينة كلها ثلاثة أيام ومن زنى بامرأة فذاك له]. فوقع جيش الشام في [الزنا بالمسلمات وفيهن بنات المهاجرين والأنصار وفيهن ذوات الأزواج وفيهن الأبكار.