من أهل الدار
تاريخ التسجيل: October-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 85,650 المواضيع: 82,224
مزاجي: الحمد لله
موبايلي: samsung j 7
آخر نشاط: منذ 3 ساعات
"يوم زكريا".. طقوس تتوارثها الأجيال.. صينية شموع وآس وزرده وأمنيات "المُراد"
"يوم زكريا".. طقوس تتوارثها الأجيال.. صينية شموع وآس وزرده وأمنيات "المُراد"
الغد برس/ بغداد
ما أن يحل شهر شعبان المبارك حتى تبدأ نساء العراق بالتحضيرات ل"يوم زكريا" الذي يصادف في أول يوم أحد من شعبان، يوم زكريا يتضمن الكثير من الطقوس الجميلة ويعتقد الكثيرون أن المناسبة ترتبط بحادثة جرت للنبي زكريا (عليه السلام) عندما طلب من الله عز وجل أن يكون له أبناً وريثاً له بعد أن وصل به العمر إلى الـ92 عاماً، وقد استجاب الله لنداء النبي زكريا ورزقه بولده النبي يحيى (عليهما السلام).
لقد أثرت هذه المعجزة في قلوب الناس كثيرا وعلى مر السنين، إذ تستعد النساء لذلك بصيام "يوم زكريا" المبارك وتحضير الصواني التي تُملأ بالشموع المزينة بأغصان الياس الاخضر والحلويات والمكسرات ,بالاضافة الى اعداد صحون "الزرده" التي يتم تزيينها بمختلف الاشكال والاسماء ومنها اسم زكريا وكذلك تحضير الاكلات الشعبية العراقية للفطور.
وجاء في الموروث الشعبي أن صيام هذا اليوم والتبارك به، يُعطي أملا لـ"العاقر" في الانجاب، إذ تطلب الكثيرات الذرية بهذه المناسبة التي تصوم النساء في يومها لوجه الله تعالى. ولا يقتصر "يوم زكريا" في الميثولوجيا الدينية الشعبية، فقط لمن تطلب الذرية، إنما تصوم بعض النساء، ثم تتبارك بشمعة من شموع "صواني يوم زكريا" لتطلب المراد والحاجة وما ان تتحقق حتى توفي المرأة نذرها بإعداد صينية الشموع والآس في العام المقبل.
ومتابعة لهذا الموضوع وعن كيفية استقبال العراقيين ليوم زكريا وطقوس تحضيراتهم للمناسبة.
قالت ام علي إن "كثير من العراقيين يحتفلون بيوم زكريا لانه يوم مبارك وفيه استجاب الله سبحانه وتعالى لنداء يحيى، فورثنا هذه التقاليد من أجدادنا، ولا زلت اذكر كيف كانت والدتي ووالدي يصومان هذا اليوم وخلال النهار يعدّون الكثير من الامور الخاصة به ومنها تحضير صينية وتسميتها باسم النبي زكريا (عليه السلام) لطلب الحاجة والمراد".
وتضيف "كنا نجلس بالقرب من امي ونقوم معها بأشعال شموع ووضعها بتلك الصينية مزينة بالآس ومختلف الحلويات والمكسرات كانت تلك الطقوس تضيف البهجة والسعادة والحب، لانها كانت تعطينا اليقين بأن الله يمنح عباده كل شيء بالدعاء، وبعد أن تزوجت واصبحت اماً والى يومي هذا مازلت كل عام اعد صينية خاصة ليوم زكريا وكذلك اعد مختلف الاكلات للفطور لنطلب من الله ان يمنحنا الصحة والعافية ويسهل امورنا ويرزقنا ما نريد ونتمنى فالدعاء بهذا اليوم مستجاب ومبارك. واضافت: يمر يوم زكريا علينا فريداً بطقوسه الرائعة".
وعن المراد والحاجة والإيفاء بالنذر قالت زينب احمد "تزوجت منذ أكثر من ثلاث سنين ولم أرزق بطفل، راجعنا الكثير من الاطباء وتناولت الكثير من العلاج والادوية انا وزوجي ولكن دون جدوى, فجاء يوم زكريا ونحن بالمعتاد لم نقم بأي طقوس بهذا اليوم ولكن احدى جاراتنا تقوم في كل سنة بإعداد مختلف التحضيرات ليوم زكريا وتوزيع الزرده بين جميع الجيران قبل صلاة المغرب اي قبل الفطور تبركاً".
وتوضح "في العام الماضي عندما وزعت الزرده تناولت شيئاً منها وطلبت مرادي وقلت إذا رزقنا بالذرية سأقوم بأعداد صينية زكريا بيدي وشدني هذا الامر كثيرا فطلبت من اختي الصغيرة ان تذهب لجارتنا وتجلب من تلك الصينية المباركة التي تعدها كل عام شمعة واخذتها وحفظتها بنية الرزق بالذرية والحمدلله بعد ذلك اصبحت حاملاً وصادف يوم زكريا اخر وقبل ولادتي قمت بالتحضير لتلك المناسبة".
وتستدرك زينب القول "قمنا بإعداد صينية عامرة بالحلوى والزرده والخضار والفواكه وتحضير الاكلات البغدادية الشهيرة مثل الدولمة و لكليجة وهذه الصينية زينتها بشموع صغيرة وكافور وورد بعد تثبيت قواعدها على الطين بين اغصان الآس والبرتقال", مضيفة "ليس فقط العاقر او من تريد الذرية فالكثير اخذن يتباركن ويصمن بهذا اليوم بنية الحاجة وطلب ما يرجون من الله تحقيقه , ولان هناك الكثير من القصص التي اخبرتنا ان من طلب مرادا او حاجة في هذا اليوم وصامه لوجه الله تعالى اعطى الله له ما يتمنى ويريد".
وهنا تنشط القوة الشرائية في بعض المحال ويكون هناك إقبال واسع على المحال الغذائية إذ يقول ابو احمد، صاحب محل عطارة ومنتجات غذائية إن "الاسواق وقبل حلول ليلة زكريا تشهد اقبال الكثير من النساء لشراء ما يلزمهن من مواد وحاجات خاصة لاحياء هذا اليوم والقيام بتحضيرات مختلفة تلازمهن من اعداد صينية وأكلات عراقية مختلفة وشراء الشموع والجكليت بمختلف انواعه والزبيب والحلويات المختلفة والمكسرات واعداد الزرده بذلك اليوم وشراء مختلف البهارات والالوان الغذائية لاعداد المائدة الغذائية الخاصة بذلك اليوم ونظراً لاهمية وتميز هذا اليوم واثره في النساء بصورة خاصة والعوائل العراقية نرى اقبالاً واسعاً على الاسواق والمحال الغذائية المختلفة".
وعن التبرك بقراءة آيات من القرآن الكريم قالت ام سجاد "بالاضافة الى مختلف الطقوس التي نقوم بتحضيرها في زكريا فأننا نتبارك كذلك بقراءة سور مختلفة من القران الكريم كقراءة سورة مريم قبل اذان المغرب وغيرها من السور المستحب قراءتها في ذلك اليوم, وبعض النساء تقوم بالصيام عن الكلام كما فعل نبي الله زكريا (عليه السلام) ولكن هناك نساء مرتبطات بعمل ولا يستطيعن ذلك فيكتفين بالصوم كالصيام في رمضان وقراءة القران واعداد الصينية والاكلات الخاصة بذلك اليوم وما ان يكملن افطارهن حتى تأخذ إحداهنّ قطعة من الصينية وتطلب مرادها ونذرها وغالبا ما يتعلق بالانجاب".
وتضيف "حينما يتحقق النذر او المراد في السنة المقبلة تقوم بالمداومه على هذا العمل في كل سنة, كما تقوم المرأة التي تنوي تحقيق نذرها باخذ شمعة من صينية جارتها وتغرز ابرة خياطة في الشمعة المشتعلة وتطلب نذرها واذا تحقق نذرها ، تقوم باعداد صينية في العام المقبل مع صيامها يوم زكريا".
وفي طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم الموروثة يقوم بعض العراقيين في هذه المناسبة بإيقاد الشموع في يوم زكريا وقبل ان تنطفئ تلك الشموع يتمنون على الله سبحانه وتعالى ان يستجيب لندائهم كما استجاب لنداء نبيه زكريا عليه السلام حيث تمنوا ان يعم الامن والسلام ربوع العراق الحبيب من الشمال الى الجنوب وان يوحدهم ويوحد كلمتهم وان يبعد عنهم كل من يريد بهم وبموطنهم السوء وان ينعم كل مواطن بخيرات بلده وان لا يقع تحت يد الطامعين والمستغلين.
يذكر أن "يوم زكريا" الذي يصادف في "أول يوم أحد" من شهر شعبان المبارك يتضمن الكثير من الطقوس الجميلة التي يترجى من خلالها العراقيون استجابة الله سبحانه وتعالى لأمنياتهم، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (وزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)، وجاء كذلك في مصداق قوله تعالى (إنّا نبشّركَ بغلام اسمُه يَحيى). |