تعرف على طقوس الزواج في العراق



تُعد طقوس وعادات وتقاليد الزواج في العراق من أهم روافد الموروث الشعبي للدول؛ حيث تختلف التفاصيل باختلاف الدولة؛ لكن تبقى عادات الزواج في مقدمة ما يهم شعبها.

مشاورات متبادلة

تأتي الخطوة الأولى للزواج في العراق، بأن تُبدي العائلة، أو يُبدي الشاب لأمه، وأخوته رغبته في الزواج بعد أن يتم دراسته، أو يجد عملاً، أو حتى يبلغ سن العشرين، والذين سرعان ما يبحثون له عن عروس مناسبة، ويقومون بزيارة دار أهل الفتاة التي يقع عليها الاختيار ليروها, وعندما تلقى رضاء والدة العريس وأخوته، وربما عماته، أو خالاته، يصطحبون الشاب لرؤيتها، فإذا تم القبول، يباري أهل الفتاة في السؤال عن العريس أو الشاب وأهله, ويخبرون إخوان والد العروس وأخواته لمشورتهم، ثم يرسلون الموافقة أو الرفض لتزويج ابنتهم لابنهم.

الخطبة

بعد ذلك تخبر والدة العروس طلبات أهلها لأهل العريس من السيدات، من حيث المهر الحاضر والغائب (المبلغ المدفوع حال تطليقها)، ويتم مناقشة كافة الطلبات والشروط والتفاصيل في عائلة العريس، ثم تبليغ عائلة العروس بقبول الطلبات أو رفضها أو التفاوض بخصوصها، فإذا ما تم الاتفاق، يقوم الرجال من عائلة العريس، مصطحبون بعض النساء لزيارة أهل العروس، حيث يقوم باستقبالهم رجال أهل العروس وأقاربها، ويتم الاتفاق رسميًا على كافة التفاصيل المادية، وتحديد المواعيد، ثم يتم قراءة سورة الفاتحة من جميع الحضور، فتعلو الهلاهل والزغاريد في بيت العروس، ويتم مضايفة الحضور.

عقد القران

ويتم عقد القران في أحد المحاكم الخاصة، بحضور مجموعة من أقرباء العروسين، أو داخل بيت العروس في حفل خاص، يحضره القاضي (المأذون) ويتم التزويج، وكتابة شروط الزواج بعقد يسمى "عقد النكاح"، ثم يتم تصديق العقد فيما بعد بالمحاكم الرسمية.
وبتفصيل يوم عقد قران العروسين، يأتي الشيخ ليعقد قرانهما في منزل العروس، بحضور أهل العريس، وأقارب العروسين, حيث تلبس العروس الروب الأبيض الذي ستلبسه في ليلة دخلتها، وتضع قدميها في وعاء من من الستيل فيه ماء ونبات الياس، و تضع بين أصابع يديها حبات الهيل, وأمامها تضع طاولة عليها صينية العطر، والتي تحوي سبعة أصناف من العطور, هذا إلى جانب وجود كاسات السكر، واللبن، والخضار، والحلوى، والورود، والنبات الأبيض، والشموع الملونة، بما فيهم شمعة بيضاء طويلة، ومرآة، كما ويوجد بجانب العروس مصحف يتم فتحه على سورة إنا فتحنا.
وعند عقد القران يتم وضع قطعة قماش بيضاء فوق رأس العروس، تحملها فتاتان غير متزوجات, ثم تتواصل الهلاهل، و توزع كاسات المهر.

النيشان

والنيشان هو شراء مجموعة من الملابس، والحلي الذهبية وساعة للعروس، مع بعض حقائب اليد، وعلب الماكياج... الخ، ويتم إرسالها إلى بيت العروس، ومعها حلقة الخطوبة.

حفل الخطبة

يأتي بعدها العريس ليرى العروس، و يقبلها من رأسها، ويلبسها خاتم من الذهب, ثم تبدأ حفلة الخطوبة، حيث ترتدي العروس عدّة فساتين، ثم يأتي أهل العريس بنيشان العروس ومهرها وجميع أغراضها مغلفة في سلال من الخوص، ثم يُلبس العريس عروسه النيشان، وتبدأ طقوس الحفل.

تحضير المنزل

بعد تجهيز غرفة العروسين، يتم تحديد يوم الزفاف، ويذهب أهل العروس لوضع أشيائها في غرفتها بمصاحبة أهل العريس، ويسمى هذا اليوم بيوم الفرشة، وغالبًا ما يكون يوم ثلاثاء.
ومن أجمل مظاهر هذا اليوم فرش أهل العروس الفرش الأبيض على سرير العروسين، واضعين عليها الشيكولا، وبعض النقود، والورود، ويهلهلون ويرقصون ويصفقون.

يوم الحنَّاء

في الغالب يكون يوم الحنة يوم أربعاء، حيث تدعو العروس صديقاتها وأقاربها من النساء فحسب، وترتدي عدّة فساتين بألوان مختلفة، ويوضع أمام العروس صينية كبيرة بها شموع وعطور وحناء.
وبالطبع تقام ليلة حنة في بيت العريس أكثر صخبًا من حفل حنّة العروس، وبعد انتهاء حنة العريس, يأتي هو وأهله لبيت العروس و يتبادلون الحناء.
يتم في هذه الليلة يُحني العروسين جدتها أم أبيها أو أم والدتها، و تُحنى يدي العروس ورجليها, ثم يتم توزيع الحناء على المعازيم.

الزفاف

في يوم الزفاف، تأتي امرأة عراقية سعيدة في حياتها الزوجية, وتساعد العروس في ارتداء ملابسها.
ثم يذهب أهل العريس إلى بيت العروس، ومعهم المزيقة (نوع من الموسيقى الشعبية العراقية)، ويأخذوها إلى بيت العريس، ويُذبح خروف على باب البيت, ثم يملئون إناء بالماء لكي تسكبه العروس بقدمها تيمنًا بدخول الخير للبيت مع قدومها, ثم يدلّونها بأن تدوس على رجل العريس ويقولون لها: "دوسي على رجل العريس و اذبحي البزونة"، ثم تفرش العروس سجادة الصلاة على زيل فستاها لكي يصلي العريس.

الصباحية

وفي يوم الصباحية تأخذ أم العروس واخواتها فطورها المكوّن من الكيمر، والعسل، والكاهي، والدبس، والمربات، والأجبان، والكيك، والعصائر، والشاي.
ثم يدعي أهل العروس العريس وأهله والعروس على الغداء، أو العشاء، حيث يقومون بتقديم هدية للعريس.

الحفلة المباركة

وفي اليوم السابع للزواج تُقام "الحفلة المباركة", حيث يحضر المدعوون لتهنئة العروس و يقدمون لها الهدايا, فيما ترتدي العروس سبعة فساتين، يكون منها فستان الزفاف الأبيض، وتقدم أم العروس وأخواتها هدية من الذهب.

هكذا تتوّج العروس العراقية ملكًا، لميليك يزدان بها، ويُزيّنها، ويرعاها، ويصنع بيت جديد؛ وهي حكاية كل يوم في العراق.