السلام عليكم إخواني الأعزاء إليكم حكايتي في هذا الطريق الشاق طريق الحياة
أعشق السهر إلى درجة مبالغ فيها لا يجبرني عن النوم في الأوقات العادية إلا العمل أما عندما لا يكون لي شغل فلا أنام عادة إلا بعد الفجر ولا أستيقظ إلا في الحادية عشرة صباحا ولا أتناول الفطور إلا بعد الدهر أما الغداء فقد يكون في الثالثة مساءا أو الرابعة وسبب إدماني عن السهر هو لأنني في الليل أكون أشد رغبة في التمتع بممارسة الهوايات التي أحبها التي من أهمها إلاضطلاع أو الكتابة
مختلف في ذوقي للأطعمة أتناول الخبز مع بعض السوائل التي لا يناسبها الخبز كحليب دانون المشروبات الغازية مثل كاكولا وغيرها
شديد الملل إلى درجة أنني لا أحب إمتلاك بعض الأشياء كأشرطة السيدي مثلا أو الكاسيت لأنها سببت في إحدى الفترات من الماضي ملل شديدا تجاه بعض الأغاني كنت أطرب لها جدا ولم يزول ذلك الملل إلا بعد سنين طويلة
واقعي في نظرتي للأمور ودقيق الملاحظة وقليل التقبل لما ألاحظه وأدركه حيث أنه يسبب لي الكثير من العناء لأنه ليس كلما نعرفه عن الحياة يرضينا وجوده وليس كلما نلاحظه في أنفسنا من نقص نستطيع التغلب عليه وعندما تكون دقيقا وموضوعيا فإنك سترى الكثير من التفاصيح في الحياة وسترى الأمور كما هي وترى نفسك على حقيقتها وهنا سترى الكثير مما لا يرضيك والمعرفة التي تكتسبها من الحياة تجعلك تعرف إجابيات كثيرا عليك أن تعمل بها وسلبيات عليك التحرر منها وعندما لا تطيعك نفسك في العمل بما تعلمته ولا ولايقبل منك عقلك أن تخالفه في العمل بها فإنك ستحير بينهما فكثيرا ما خالفت عقلي إرضاءا لرغباتي كما أنني خالفت في أحيان أخرى عواطفي إرضاءا لعقلي وفي كلا الخيارين يوجد قدرا من العناء
صريح جدا في التحدث عن نفسي لا أحب أن أتستر عن عيوبي لا أحب إن أتظاهر بشيئ لا يوجد في شخصيتي لأنني لا أرى القيمة ولا أشعر بالرضى إلا فيماهو حقيقي في ذاتي لا أشعر بالفخر أمام الغير إلا في إظهار ما أمتلكه وليس في ما أدعيه
ولا أحب أن أنتقد مساوئ غيري وذلك بإدراك مني أن لذي مساوئي التي لا أتقبل السخرية منها فكيف أريد غيري أن يتقبل إستهزائي من عيوبه لا أرضى عن نفسي أن أقول عن غيري ما لا أقبل أن يقال عني أحب أن أحترم غيري كحبي لأحترامه لي
أكره الظلم كثيرا ومن يمارسونه لكن كرهي للظلام يتحول إلى تألم للظلام إدا نالوا جزئاهم فكثيرا ما وجدت نفسي متعاطف مع أشخاص لا يستحقون الرحمة
متسامح في الكثير من الأحيان جدا في الكثير من الأمور السلبية التي تصدر من الأخرين ضدي التي لا تغضبني فأتقبلها كأنها شيئ عادي منهم لكن في المقابل هناك أمور تغضبني بشدة عندما ترتكب في حقي أثور في داخلي وتصبح لذي رغبة حادة في محاسبة من إرتكبها ضدي لكنه إدا طلب مسامحتي تحولت في رمشة عين رغبتي في رد إلاسائة إلى ندم عما نويت فعله وعما رددته في داخلي من شتم وسب
لا أحب أن أثير غيرة أحد مني عن شيئ ما تفوقت عنه فيه مما يجعلني أفضل أن أكون أقل منه تفوقا إلا أنه إدا تفوق عني كثيرا وكبرت المسافة بيني وبينه أشعر بانقص كبير أمامه فيسير تميزه عني مرآة مزعجة أرى فيها حقيقة نفسي ولقد عانيت في داخلي من هذا الشعور كثيرا بسبب حالة خاصة لذي تكمن في كوني أفتقد بعض المهارات والقدرات الذاتية التي يمتلكها الجميع والتي من بينها أنني كثير السهو والهفوات في بعض المهام وضعيف القدرة في الحفظ وإستعاب المعلومة وبسبب هذا النقص لم أجد الوظيفة التي تناسبني فلم أنجح في أمور كان النجاح فيها من أهم طموحاتي والذي الكثيرون ممن أعرفهم نجحوا فيها لكنني وجدت عزائي في بعض المهارات الأخرى إكتشفتها في نفسي فيما بعد هذه المهارات تكمن في كوني أتمتع
بميول قوي للتعمق في الأشياء والخوض في تفاصيلها أي كثير التساؤول عما أراه في الحياة من
آفات وسلكيات وظواهر وتحليلها بطريقة موضوعية مما ساعدني على الخوض في الكثير من أمور المعرفة فاكتسبت من خلال ذلك ثقة بالنفس لم أكن أحلم بها
فأنا عاشق للأفكار ونقاش الأفكار ولا أرغب في نقاش الأحداث لا أحب أن أتكلم في شيئ دون تحليل وتفاصيل مما أبعدني كثيرا عن المجتمع وفرض علي إلانعزال لأن المحيط الذي أعيش وصطه بسيط جدا الناس فيه لا ترغبون في نقاش الأفكار ولا يجالسون من يناقشها حيث أنه كلما إختلفت إهتماماتك الحياتية عن الأخرين كلما إختلغت همومك عنهم ولم يحس بمعاناتك أحد ولم يرغب في مخالطتك أحد وأنت نفس الشيئ
فبسبب ذلك الجميع ممن يعرفونني على أرض الواقع يعتقدون أنني أسعد من الجميع لأنني لا أشتكي مما أعانيه إدراكا مني أنه لا أحد سيحس بما سأحكيه له أو يفهمه مما جعل معاناتي أثقل وأشد لأنه صعب أن تعاني والأقعب أن تكتم ما تعانيه وبسبب هده الوحدة إلاجبارية وحساسيتي المفرطة من الملل عانيت في إحدى الفترات التي لم أكن أمارس فيها أي عمل أو نشاط من ملل مفرط مما جعلني في أمس الحاجة لوجود أي شخص جانبي مهما كان عالمه بعيد عن عالمي أستائنس ولو بوجوده معي لكنني لم نجد أحدا لأن الجميع يجد من يصاحبه ويجالسه لأنه للجميع نفس إلاهتمام وإلانشغال والهموم وليسوا في حاجة لمجالسة شخص لا يحلو لهم حديثه الثقيل ولا تطيبب لهم مجالسته ومع أنني كرهت الوحدة كثيرا مما سببته لي من ملل ومشاكل في تعلم بعض الأشياء التي لم نجد من بعلمني إياها إلا أنني إكتسبت من خلالها شيئ من المثابرة وإلاصرار والقدرة على تحقيق الأهداف المعقدة فكثير من الأمور التي إضطررت أن علم فيها نفسي بنفسي بسبب إنعدام وجود من يساعدني على تعلمها
ثم إكتشفت من خلال ماقرأته في العالم إلافتراض أنه يوجد في العزلة من فوائد ما لا يوجد في الخلطة لأنه هناك أمور لا يمكن ممارستها إلا بعيدا عن الضوضاء كالتخطيط للأهداف وحل المشاكل أي كلما يتطلب التفكير والتركيز
كما أنني لاحظت أن كلما إكتسبته من معرفة وحققته من أهداف كان من خلال الخلو بالنفس وأنه في إلانعزال توجد فرص للسعي من أجل تحقيق ماهو هام وإلاضطلاع عما قالوه العطماء وفي مخالطة المختمع توجد فقط فرص للأستفادة من أفكار أناس عادون مثلنا و والأجمل خير من الجميل
ومن ناحية أخرى اليوم حدث تغير في رغباتي وإستغنيت عن الكثير مما حرمتني منه الحياة بما فيها مخالطة الجماعة ومشاهدة التلفاز الذي لم أكن أجد فيه ماترغبه نفسي بل إستغنيت حتى عن الطبيعة التي كنت عاشقا لها ومحروم منها لكون المنطقة التي أعيش فيها ليست جميلة ليست فبها مزارع أو غابات تزبنها والقرية التي ؤقيم فيها مهمشة جدا ليست فيها حدائق أو أماكن خضراء ووجدت اليوم البديل فيما هو داخلي وغير مادي أو مرئي حيث أنني أصبحت عاشق جدا لماهو معنوي وغير مبالي بماهو مادي مرئي والسبب الذي ساعد على ذلك هو العالم إلافتراضي الذي فيه وجدت فرصة التعبير عما بداخلي من خلال الكتابة طبعا وفيه وجدت من يحس بما أعبر عنه ويشاركني النقاش فيه
تحياتي لكم ومعدرة عن إلاطالة