ميسوزو كانيكو.. شاعرة منسية يعشقها أطفال اليابان
المصدر: إعداد- فاتن صبح
امرأة استثنائية دأبت في كتاباتها على إنقاذ الأجيال عبر توعيتها بالكلمات المرهفة التي تطوف بها حول أحاسيس يختبرها كثر وينجح قلة في التعبير عنها. إنها ميسوزو كانيكو، الكاتبة المنسية من قرى اليابان البعيدة، التي شكلت أعمالها احتفاليةً من التعاطف الممزوج بالفكر والجمال ومنارة لتوعية الأطفال، وأيضاً ارتقت لتكوّن تذكاراً حساساً يؤكد إمكانية تعايش المأساة والتفوق.
ظلت كانيكو مغمورةً إلى أن عثر شاعر ياباني شاب، يدعى سيتسو يازاكي على إحدى قصائدها وانطلق في مسيرة بحث، أسفرت عام 1982 عن عثوره على شقيقها وثلاث مفكرات عتيقة تحوي السجل الوحيد المتبقي المؤلف من 512 قصيدة للأطفال كتبتها كانيكو على امتداد حياتها القصيرة، غالبيتها لم تنشر.
وتمثل حياة كانيكو القصيرة تذكاراً دائماً بالطبيعة العاطفية المسامية التي ينعم بها البعض وتشكل الأرضية المشتركة لحساسيتهم المفرطة وقدرة احتمالهم غير العادية للعاطفة. إلا أن انتحارها وهي لا تزال في السابعة والعشرين إثر حرمانها من طفلتها بموجب القانون، لم يمنعها من ترك كنز أدبي أعادت إحياءه مدارس اليابان وأطفالها الذين يحفظون أشعار كانيكو عن ظهر قلب.
«هل أنت صدىً؟» واحدة من أجمل قصائد الشاعرة وعنوان لديوان أعمالها الصادر بالإنجليزية. وقد حض ملايين المتطوعين على المساعدة إثر تسونامي الذي ضرب اليابان عام 2011، وكتبت فيه تقول:
إذا قلت: «هلا نلعب؟»
تجيب:«هلا نلعب؟»
وإذا قلت: «أحمق!»
تقول: «أحمق!»
وإذا أخبرتك: «لم أعد أريد أن ألعب»
تجيب: «لم أعد أريد أن ألعب»
ثم، وبعد برهة،
حين أصبح وحيداً
أقول: «آسف»
تقول: «آسف»
فهل أنت مجرد صدى؟
كلا، بل أنت كل الناس.