السؤال: علاقة بعض الحوادث بولادته (صلى الله عليه وآله)
بسمه تعالى
في كتب التاريخ وعند ذكر المعجزات التي حدثت عند ولادة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، انطفاء نار المجوس ، والاصنام خرت على وجوهها، وقد غارت بحيرة ساوة في العراق.
ماهي الخصوصية في بحيرة ساوة حتى غارت علماً انها الان موجودة ومياهها مالحة جدا ومنسوبها أقل من مستوى سطح البحر
الجواب:

يظهر من بعض المصادر أن بحيرة (ساوة) التي غارت تقع في قرب مدينة (ساوة)، وهي بلدة بين الري (طهران) وهمدان تبعد عن كل منهما ثلاثون فرسخاً، وليست هي البحيرة التي تسمى اليوم بحيرة ساوة ، ومما يدل على أنها غيرها ما ورد في القصيدة الموسومة بالبردة للبوصيري:
إذ لم تفدها لغور الماء غيرتها ***** لقد تمادت على الكفار حيرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها ***** قد غمّها أن خبت عنها نويرتها
وساوة هذه من مدن إيران المهمة ، وقد خربت على عهد التتر وقتل جميع أهلها. فإذا صح أن البحيرة التي غاضت هي هذه البحيرة وليست البحيرة المشهورة اليوم بهذا الاسم، فيمكن أن تحذو حذو العلائم الأخرى، كارتجاج إيوان كسرى وخمود نار المجوس، وفي الدلالة على انتشار الإسلام وعمومه في بلاد فارس وذهاب ملكهم، فارتجاج الإيوان علامة على زوال ملك كسرى ، وخمود النار علامة على انتهاء دين المجوسية ، وغيض أو غور بحيرة ساوة علامة على فناء الحضارة التي أقامها المجوس بواسطة قوم أصلهم من الصحراء، فظهور الجفاف في البحيرة قد يكون رمزاً لإنتشار دين التوحيد من أرض جرداء لاماء فيها ولا زرع وقهرها لبلاد الخصب ,والله العالم.