السؤال: صفات النبي (صلى الله عليه وآله) في التوراة
ما هي مواصفات الرسول (ص)المذكورة في التوراة ؟
الجواب:

لقد جمع النبي موسى (ع) بني اسرائيل قبيل وفاته وألقى عليهم آخر وصاياه، وقد جاء في بعضها العبارة الآتية: (جاء الرب من سيناء, واشرق عليهم من سعير وتلألا من جبال فاران, حيث خرج وسط عشرة آلاف قديس تشع لهم من يمينه انوار الشريعة, انه يحب ايضاً جميع الشعوب, جميع هؤلاء القديسين هم في يدك, وهم جالسون عند قدميك يتلقون اقوالك..) (سفر التثنيه 33: 2ـ3).
ومؤدى هذه البشاره ان الله سيبعث بعد المسيح نبياً أخر بدين وشريعة وسيكون من جبال فاران أي من مكة فجبال فاران معروفة جداً في متن الكتاب المقدس انها تشير الى مكة وتضيف تلك البشارة خصائص هذا النبي انه مبعوث بشريعة وقد اتفقت الكنيسة والشهادات التاريخية ومجموع الاديان على ان المسيح بعث بالتعاليم ولم يبعث بالشريعة ومعنى هذا ان النبي المبعوث هو خلاف المسيح.
وقد حدد ذلك النص وصفاً اخر لذلك النبي الذي يخرج من مكة بأنه يخرج على رأس عشرة آلاف من أصحابه وقد ثبت تاريخياً ان النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) هو الذي خرج على رأس عشرة آلاف جندي من أصحابة في أهم حدث ومفصل تاريخي في طول فترة بعثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث خرج من المدينة المنورة, على رأس عشرة آلاف من أصحابه متوجها لفتح مكة للقضاء على عبادة الاصنام وارساء عبادة الله تعالى.
وجاء في النص التوراتي أيضاً (هو يحب جميع الشعوب) وفي سجل التاريخ انه كان على درجة من حب الاخرين والاخلاق استوجبت قول الله تعالى (( انك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4).
وقد جاء في وصف هذا النبي المبشر به في (الاصحاح الثاني والاربعين من كتاب اشعياء) النصوص الآتية:
1- هو ذا عبدي الذي اعضده, مختاري الذي سرت به نفسي, وضعت روحي عليه وسيخرج الحق للامم.
2- لا يصيح, ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.
3- قصبه مرضوضه لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفي, ويعلن الشريعة على الامم.
4- لا يكل, ولا ينكسر, حتى يضع الحق في الارض.
وجاء في (سفر التكوين من الاصحاح التاسع والاربعين): ان نبي الله يعقوب (عليه السلام قال لأبنائه وهو يوصيهم: (لايزول صولجان من يهوداً, ومشترع من صلبه, حتى ياتي شيلوه, وتطيعه الشعوب) ثم اضاف في مقام وصفه قائلاً (عيناه اشد سواداً من الخمر واسنانه اشد بياضاً من اللبن..) والمقصود بشيلوه حسب ما تعطي الكلمه من معنى هو الامين وزوال الصولجان معناه زوال الحكم عن ذرية يهوذا الى ذلك الامين الذي تطيعه شعوب العالم والنص واضح في شخص عظيم من قبل الله تعالى وهو موضوع البشارة الاهم فيه انه ليس من نسل يهوذا . اذاً هناك نبي غير يسوع المسيح! والذي يدل ايضاً على ان المقصود بشيلوه هو محمد (صلى الله عليه وآله) وليس المسيح، أنه ورد كما في النص ان له الحكم أو الذي له عصا او صولجان الحكم وهي من صفاته (صلوات الله عليه وآله) والذي بعث بالشريعة وليس بالتعاليم التي بعث بها عيسى (عليه السلام) فهو لم يأت بالشريعة بل أبقى على شريعة موسى (ع)، وهذا امر اتفاقي في لسان أرباب الكنيسة من أن يسوع المسيح لم يكن صاحب صولجان.
بالاضافه الى أنه من أحفاد يهوداً من جهة أمه ولم تتم له السلطنة على شعوب العالم.
واليهود يؤكدون بأن هذه المواصفات المذكورة في كتبهم ومنها هذا الذي ذكرناه لم تتحقق بالمسيح، وان النبي المذكور لم يات بعد وما زالوا ينتظرون قدومه ليتوجوه ملكاً على العالم فيحكم جميع شعوب العالم وتكون له السلطنه عليهم.
ولقد صدق الله تعالى حين أخبر في كتابه القرآن الكريم بما هو موجود في التوارة والانجيل ونبههم الى تلك الحقيقة التي يتغافلون عنها من ان كتبهم تخبر وتبشر بذلك النبي العالمي، يقول تعالى: (( الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر...)) (الاعراف:157).
وللمزيد راجع (التوراة والانجيل والقرآن/ للشيخ جعفر حسن عتريس ص295ـ 340).