السؤال: ذكره في الكتب السماوية

المشهور انه الاديان السماوية خبرت بالنبي و دين الاسلامي في اي مكان من هذه الكتب اعني التورات و الانجيل نجد هذا؟

الجواب:

يكون البحث في سؤالك المذكور حول ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الكتاب المقدس على أقسام - علماً أنا اختصرنا مباحث بعض الأقسام اعتماداً على نباهتك في مراجعة مظانها وذلك امراً ميسوراً لأمثالك جزاك الله خيراً - منها:.
البحث الأول: في الآيات القرآنية المؤكدة للبشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله) في ورودها في التوراة والأنجيل مما يعني علم النصارى واليهود بالنبي محمد (ص) عن طريق كتبهم ومن تلك الآيات الكثيرة.
1- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لَستُم عَلَى شَيءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنهُم مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيَاناً وَكُفراً فَلا تَأسَ عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ ))(المائدة:68). ((حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ )) (المائدة:68), بالتصديق لما فيهما من البشارة بمحمد والعمل بما فيها (تفسير جوامع الجامع الشيخ الطوسي 1/518).
2- (( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )) (البقرة:41)
3- (( وَإِذ آتَينَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرقَانَ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (البقرة:53), أي: لكي تهتدوا بما في التوراة من البشارة بمحمد (ص) وبيان صفته كما جاء في مجمع البيان 1/215.
4- (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (يونس:95),
5- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاءُ )) (آل عمران:99), قال في مجمع البيان 2/352 فيها قولان واحدهما: أنتم شهداء بتقديم البشارة بمحمد في كتبكم فكيف تصدون عنه من يطلبه
6- (( يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ )) (آل عمران:70), وآيات الله: (المراد منها الآيات الواردة في التوراة والإنجيل).
البحث الثاني: ما كان من بشارات الأنبياء السابقين بنبينا محمد (ص) والموجودة في التوراة اليهودية.
فقد وردت جملة بشارات في العهد القديم أي التوراة اليهودي الذي هو كتاب موسى بأسفاره الخمسة منها مايلي:.
أولا: بشارة سيدنا إبراهيم بالرسول محمد (ص).
ففي سفر التكوين الفقرة 17و 20 ص22- 23 جاء: (واسماعيل أباركه وأثمره واكثره جداً جداً, واثنا عشر إماماً يلد, واجعله أمةً كبيرة).
ونحن نعتبر ان هذا النص العبري التوراتي يشير بشكل صريح إلى البشارة بالنبي (ص) بأسمه الصريح أيضاً (محمد) حيث نلفت النظر ان كلمة جداً جداً الواردة في النص هي (بمئود مئود) بنصها العبري والتي تعني محمد (ص).
1- خصوصية لفظة (مئود مئود), وان ترجموها إلى كلمة (جداً جداً) وذلك كما يلي من الأدلة:
أ - ثمة وجه تشابه واضح بين اللفظين عند النطق يدلك على كون الظن بأن كلمة (مئود مئود) هو نفس محمد ظناً متاخماً لليقين إن لم نقل هو اليقين بنفسه.
ب - وربما يكون لفظها بـ (مئود مئود) بمقتضى تغيير طريقة النطق بالحرف وبحسب تغير اللهجات واللغات وطبيعة مخارج الحروف المستتبعة لذلك والمعلومة بالوجدان والتجربة فصارت تلفظ وكأنها أقرب إلى محمود لا محمد وان كانت قريبة إليها, بمقتضى ذلك السبب.
ح - وربما أريد لها التفكيك من قبل المحرفين خشية انطباقها على مصداقها الأوحد محمد (ص) أو لتأخذ معنى آخر كما فسروه هم بـ (جداً جداً) وهذه الاحتمالات غير بعيدة عن البنية المثبتة.
2- ويساعد بقوة على صحة هذا الاعتقاد كون العبارة اللاحقة (واثنا عشر إماماً يلد) هي أكثر وضوحاً ودلالة على أن المراد من لفظ (مئود مئود) محمد (ص) فهو له أبناء من علي (ع) وفاطمة (ع) وهم بهذا العدد وهم أصحاب الأمر الواقعي في معتقدنا ولا ضير في كون علي ليس من أبناء الرسول (ص) كما يلي:.
أ - أن العبارة تقول يلد ولم تشر أنهم يولدون من رسول الله (ص) صراحة إنما استفدنا ذلك من واقع الحال وجملة الأدلة.
ب - إننا حتى لو فهمنا منها انهم أبناء للرسول (ص) فلا يخدش خروج علي عن الأثني عشر باعتبار عدم كونه ابناً لرسول الله (ص) لأن المنظور في كلمة يلد حملها على التغليب في المقام, والغلبة من حيث العدد واضحة في أحد عشر من ابناء الرسول (ص), وواحد وهو (علي) قبال ذلك العدد لهم وفق هذا الأساس لا يمكن عده قدحاً في حال ضمه (ع).
ج - ويمكن القول باحتساب علي (ع) من أبناء رسول الله (ص) أما بالاعتبار لأن الرسول (ص) أب لجميع المسلمين وهو(ع) فرد منهم.
أو بالتبني والتربية فالمعروف أن النبي محمد (ص) تبناه (ع) صغيراً والتزامه كبيراً فكان بهذا الاعتبار كأنه إبنه من حيث العناية به ومن حيث اتباع علي (ع) له (ص).
3- وعده لسيدنا إسماعيل بالكون أمة واسعة وكبيرة فلم يكن أمة كبيرة إلا بنبي الله محمد (ص) ولده الذي من صلبه كما يعترف بذلك واحد من أهم كتابهم وهو (المؤرخ الأرمني سبيوس وهو من رجال القرن السابع للميلاد من أوائل المؤرخين الذين أشاروا إلى الرسول - قد ذكر: أن محمداً (ص) كان من الإسماعيليين وقد أنذر قومه بالعودة إلى دين آبائهم إبراهيم (ABRAHAM) ووعدهم بالفوز), كما ورد في كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس ص38.
والمعروف ان بني إسرائيل على كثرة عددهم يحرصون على تأكيد أتباعهم لإسحاق(ع) ويحرصون على عزل إسماعيل عنه وعنهم, فالكثرة متحققه لسيدنا إسماعيل(ع) بموجب كون محمد (ص) من ولده الذي اتسعت نسبة أمته لتصل إلى أكثر من ربع العالم البشري وهي بهذا الأعتبار كبيرة جداً وهي أمة محمدية إسماعيلية إبراهيمية كما لا يخفى.
إذن انحصار الكثرة لإسماعيل وتأسيس أمة عظيمة بولده الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعلنا نعتقد بأن هذا دليل على كون المراد (بمئود مئود) هو محمد الخاتم (ص).
و - أن القيمة الرقمية (أي حساب مجموع أرقام الحروف المثبتة لكل حرف) متساوية تقريباً بين اللفظين (بمئود مئود) و(محمد) فالقيمة الرقمية لكلمة (محمد) 92 و(بمأد مأد) 92 كذلك, وهذه تصلح قرينة مؤيدة يمكن أن تطمئن لها النفس لأن هذا لا يحدث اتفاقاً وبلا عناية من لدن الحكمة الربانية, ولمزيد التفصيل راجع كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) ص36.
وبهذا نعتقد أن أصل الكلمة هي محمد (ص) ليس إلا.
ثانياً: بشارة سيدنا موسى (ع) بنبينا محمد (ص).
فقد جاء في سفر التثنية 18: 15- 22: (سوف أقيم لهم نبياً مثلك).
فهي تشير بوضوح إلى وجود نبي له نفس الخصائص التي كانت عند موسى (ع) فلا يعترض على هذه العبارة بأن المقصود منها هو يوشع إذ يوشع لا يصلح ان يكون مثل موسى (ع) فعالمية الرسالة وكونه من أصحاب العزم خصوصية لا تجدها في يوشع,هذا من جهة ومن جهة أخرى إن الفقرة العاشرة من الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية ترفض ذلك بقولها (ولم يقم بعد ذلك بني إسرائيل مثل موسى يعرف الرب وجهاً لوجه).
كما لا يصح القول بأن المقصود هو عيسى (ع) لأن شريعة موسى (ع) مشتملة على الحدود والتعزيرات وأحكام الطهارات والمحرمات بخلاف شريعة المسيح(ع), كما ان اليهود الذين كانوا في زمن السيد المسيح لا يرونه المبشر به لعدم انطباق صفات السيد المسيح على صفات النبي الذي بشر به موسى (ع).
ثالثاً: بشارة سيدنا داود(ع) بنبينا الأكرم(ص): ويتضح هذا في المزمور الخامس والأربعين من مزاميره (الزبور) وهناك تلاحظ كل الصفات التي وردت في البشارة بالنبي لا تنطبق إلاّ على نبينا محمد (ص) كونه أفضل البشر وصاحب السيف وكونه مباركاً إلى دهر الداهرين....الخ.
رابعاً: بشارة سيدنا موسى (ع) في التوراة اليهودية بمحمد (ص) في جبل فاران (اقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من ساعير وتجلى من جبل فاران) كما هو النص في سفر الت..... 33/2.
فهذا النص يشير بوضوح إلى سيناء حيث موضع الكلام مع الكليم (ع) وساعير حيث موضع الوحي من عيسى (ع) أما پاران - بحسب النطق العبري - فهو جيل في مكة فيكون المعنى في العبارة التوراتية حصراً بالإيحاء لنبينا محمد (ص) وبشارة بثبوته ووجوده الأشرف قبل ان يولد فضلاً عن قبلية النبوة.
وللتأكيد نقول: أن ياقوت الحموي أشار إلى هذا المعنى بأن فاران كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة, وفاران أسم بجبال مكة وهي جبال الحجاز, والوجدان والتأريخ يصدق أصل القضية فضلاً عن الوحي الموسوي..
وللتأكيد يرجى مراجعة كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) لمؤلفه الواسطي.
البحث الثالث: ما كان من بشارات الإنجيل بسيدنا محمد (ص) وهو على قسمين:
القسم الأول: البشارات الواردة في إنجيل برنابا وهي أيضاً على جهتين:
الجهة الأولى: ما صرحت منها بأسمه الشريف (محمد)(ص) ومنها مثلاً:.
1- الفصل 39/ الفقرة 14 وما بعدها.
(14 فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها لا إله إلا الله ومحمد رسول الله 15 ففتح حينئذٍ آدم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني 16 ولكن أضرع إليك ان تنبئني ما معنى هذه الكلمات (محمد رسول الله) 17 فأجاب الله مرحباً بك يا عبدي آدم 18 وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت 19 وهذا الذي رأيته إنما هو إبنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة 20 وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء 21 والذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم 22 الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق الأشياء).
إلى آخر الكلام الذي لا ينطبق مفهومه إلاّ على مصداقه الأتم والأوحد النبي الأعظم(ص).
2- الفصل 41 / الفقرة (30).
(30 فلما إلتفت آدم رأى مكتوباً فوق الباب (لا إله إلا الله محمد رسول الله) 31 فبكى عند ذلك وقال (أيها الأبن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء).
3- الفصل 44/ الفقرة (19) وما بعدها...
(19 لذلك أقول لكم أن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً 20 لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة 21 روح الحكمة والقوة 27 ما اسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم 28 صدقوني إني رأيته وقدمت له الأحترام كما رآه كل نبي 29 لأن الله يعطيهم روحه نبوة 30 ولما رأيته امتلأت عزاً قائلاً: يا محمد ليكن الله وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذائك 31 لأني إذا قلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله 22 ولما قال يسوع هذا سر الله) ومصدر هذه الفصول الثلاث كتاب (إلى كل مسيحي ومسلم انجيل برنابا) ترجمة د - خليل سعادة.
وللباحث المحقق في أنجيل برنابا المزيد من التصريح بأسم النبي إنما ذكرنا هنا البعض لوجه الحاجة إليه وذلك يكفي.
الجهة الثانية: ما ذكرت أوصافه التي لا تنطبق على غيره (ص) دون التصريح باسمه الشريف, والحق أنها كثيرة في انجيل برنابا نذكر هنا القليل منها:.
1- في أحد الفصول:
(لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله أي تسمونه مسيّا 9 الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي 10 وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية).
والحق أن هذا النص يتفق مع ثوابت عقيدتنا برسول الله (ص) في أنه أول نور خلقه الله وأن نبوته بعد عيسى (ع) وكلام الحق هو القرآن (( إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يُؤمِنُونَ )) (هود:17) (( وَلِيَعلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم ))(الحج:54) و (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ بَل هُوَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ )) (السجدة:3), فهذه الآيات وغيرها تشير على أن كلام الرسول الذي هو كلام الله هو الحق وهو نفس النص في الفصل المذكور حيث قال (وسيأتي بكلام الحق).
وأما بخصوص كونه لا نهاية له فهذا اشارة إلى كون القرآن هو المعجزة الإلهية المحمدية الخالدة المحفوظة إلى نهاية الدنيا فقد قال تعالى: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))(الحجر:9) و (( قُل لَو كَانَ البَحرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَو جِئنَا بِمِثلِهِ مَدَداً )) (الكهف:109), و(فيه تبيان كل شيء) والآيات الموافقة لعبارتهم (ولا يكون لدينه نهاية) كثيرة في القرآن الكريم.
2- الفصل 43/ الفقره 31.
(صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بأسحاق).
ودلالتها على النبي محمد (ص) واضحة لانحصار بنوة النبي (ص) لإسماعيل(ع) فهو(ع) أبوه ومحمد (ص) ولده الأقدس كما ذكرنا من قبل.
3- وراجع الفصل 72.
4- وراجع الفصل 91 وغير هذا الكثير.
القسم الثاني: ما ورد فيه ذكر النبي (ص) في غير انجيل برنابا من الأناجيل.
فقد ورد في سفر يوحنا 15: 16 الأصل العبري على ما يثبته صاحب كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس, والنص الإنجيلي هو: (إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي, وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فأرقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد).
على أن معنى فارقليط (الذي له حمد كثير) والأنصاف يقتضي القول أن هذه العبارة على ترجمتها الطويلة لكلمة فارقليط توافق في العربية كلمة واحدة لو جاءت على وزن أفعل التفضيل فهي ليست إلاّ (أحمد) الذي تعني في العربية (كثير الحمد).
وعبارة التبشير هذا بالنبي محمد (ص) هذه والواردة في سفر يوحنا تنطبق من حيث المحتوى مع قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) الصف 5.
وهنا لابد من معالجة إشكال قد يرد على الذهن وهو أن كلمة أحمد غير كلمة محمد فكيف نحتج عليهم بقولنا المقصود من أحمد هو النبي محمد (ص) والحال أن أحمد من جهة اللفظ والتسمية غير محمد...
ويمكن الجواب عليه بما يلي:.
1- إن أصل الاشتقاق في الكلمتين واحد وهو (حمد) أو (كثير الحمد) فلا مانع أن نسمي محمد أحمد وأحمد محمد أو محمود بناءاً على تأديته نفس المعنى وفق معيار الاشتقاق المذكور.
2- كثيراً ما يطلق عرفاً على المسمى بأسم أسماً آخر قريباً من اسمه المسمى به أو شبيهاً به وهذا أمر سائد في العرف ولا يبعد كونه سائد أيضاً في زمن النبي (ص), من قبيل تسميه كريم بكرم أو جميل بجمال أو سلمى بسلامة أو سعاد بسعدى وهكذا والعكس يصح طبعاً.
3- أن النبي محمد (ص) كان له بالواقع أسمان الأول محمد والاسم الآخر أحمد, طبعاً وهذا يفرق عن النقطة السابقة إذ السابقة أن الاسم الآخر بلحاظ العرف كما يفرق عن الأولى أن الاسم في الأولى بلحاظ اتحاد الاشتقاق, أما هنا فبلحاظ نفس الواقع فلمحمد (ص) واقعاً أسمان أو أكثر ويشهد لذلك:
أ - أنه(ص) هو القائل: إن لي أسماء (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب) تفسير بن كثير عن البخاري.
ب - ورود لفظ أحمد في كثير من اشعار المعاصرين للنبي (ص) وغير المعاصرين مما ينفع في رفع أي ريب في كون أسم النبي أحمد بالإضافة إلى محمد مثل قول أبي طالب:
ألا إن خير الناس نفساً ووالدا ***** إذا عد سادات البرية أحمد
وقول أبي طالب وقيل علي كما في شرح النهج لابن أبي الحديد والصحيح من السيرة 3/230 وبحار الأنوار 35/165.
ياشاهد الله علي فاشهد ***** إني على دين النبي أحمد
وفي كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/193. قال أبو عباس الضبي.
حب النبي أحمد ***** والآل فيه مجتري
أحنو عليهم ماحنا ***** على حياتي عمري
أعدهم لمفخري ***** أعدهم لمحشري
وقال قيس الرقيات كما في هامش ص406 من كتاب المراجعات
نحن منا النبي أحمد والصد ***** ديق منا الثقي والحكماءُ
وعلي وجعفر ذو الجنا ***** حين هناك الوصي والشهداء
وقول أبي طالب مخاطباً أخاه حمزة وكان يكنى ابا يعلى في شرح نهج البلاغة 14/76.
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد ***** وكن مظهراً للدين وفقت صابرا
والظريف أن له بيتاً من الشعر يجمع فيه الأسمين الشريفيين معاً.
لقد أكرم الله النبي محمداً ***** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من أسمه ليجله ***** فذو العرش محمود وهذا محمد
وعلى لسان أبي الفضل العباس(ع) وهو يذب عن اخيه الحسين(ع) في معركة الطف بكربلاء كما في شرح الأخبار القاضي النعمان المغربي 3/191 ونبايع المودة لذوي القربى للقندوزي 3/67.
أقاتل القوم يقلب مهتدٍ ***** أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند ***** حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذي التودد ***** نجل علي المرتضى المؤيدِ
والأشعار في ذلك كثيرة لكن ما جئنا به لغرض محل الشاهد فقط.
ج - أمكانية أن نسمي الفرد الواحد باسمين أو أكثر في وقتنا الحاضر فيه دلالة على إمكانية إطلاق أكثر من أسم على النبي محمد (ص) لاتحاد الذائقة والفطرة الوجدانية عند جميع البشر وخضوعهم نفسياً لنفس المؤثرات التي تمنحهم هذه الإلتفاتات.
د - يقولون كلما زادت شرفية الشيء زادت وكثرت أسماءه فتلاحظ أن للقرآن الكريم أسماء كثر غير القرآن فهو الفرقان والذكر والنور والبيان وغير ذلك.
وللزهراء مثلاً أسماء عديدة مثل فاطمة, البتول,البضعة,الصديقة, أم أبيها... وغير ذلك الكثير, فما المانع أن يكون تعدد أسم النبي مبني على هذا المعنى على فرض المفروغية من القاعدة فتتعدد أسمائه (ص) لظهور شرفيته المعروفة قبل خلقه وولادته ونبوته.
و - إمكانية أن يكون له أسمان واحد في الأرض وآخر في السماء, فقد جاء نفر من اليهود إلى الرسول محمد (ص) وسألوه عن سبب تسميته (محمد وأحمد) فقال النبي (أما محمد فاني محمود في الأرض وأما أحمد فأنى محمود في السماء) الأمالي للصدوق 256 علل الشرائع 1/627 الاختصاص للمفيد 34.
4- ونلفت النظر باهتمام إلى قوله تعالى:
(ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) فذكره بالقرآن وبصيغة اللفظ هذه (أحمد) يعني تصديق قول وبشارة عيسى عليه السلام وما ورد في الأنجيل بهذا الصدد وتأكيد على صحة تسمية النبي محمد (ص) بأحمد وإلا كيف يبشر النبي محمد (ص) بأحمد الذي هو غير محمد في قرآن محمد ويقول أن الإنجيل وعيسى إنما بشران بي ويتخذ من هذه البشارة دليلاً على نبوته (ص) ويحتج بها على أهل الكتاب أو هي قد جاءت في سياق الاحتجاج عليهم فلا تصح ان تكون كذلك - أي حجة ً- لو لم يكن أسم أحمد مفروغ من معلوميته وثبوته عند النصارى بأنه هو محمد نفسه وثبوته له (ص) كاسم ثان ٍ.
وإلا فكيف يدعو القرآن إلى نبي آخر لم يأت بعد أسمه أحمد هو غير محمد والقرآن يصرح (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُم وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) (الأحزاب:40) فكونه خاتم النبيين يمنع تبشيره بنبي آخر, فقد أثر عنه (ص) قوله (لا نبي بعدي).
ومن دون هذا التوجيه تصلح الآية أن تكون حجة للنصارى لا عليهم وهذا خلاف منطق الاحتجاج بها عليهم ووردوها لهذا الغرض.
وبهذا الدليل نفرغ من كون اسم احمد موجوداً ومعلوماً وإلا لما صح ذكره في القرآن بمقام الاحتجاج.
5- ويمكن القول تنزلاً - يعني على فرض عدم وجود أسم أحمد إنما سماه الله في الأنجيل أحمد من باب ما نسميه في العصر الراهن الأسم المستعار أو الأسم السري الذي يمكن أن يحقق أخفاء شخص النبي (ص) مع القدرة على معرفة كونه(ص) هو المقصود منه ولو بملاحظة القرائن, وقد كان ذلك الإخفاء للتحفظ عليه من غدر أهل الكتاب والمتربصين به الدوائر من أن يقتلوه أو يوقعوا به خطراً فكان أسمه الواقعي في قريش محمداً وأسمه الذي بشر به عيسى أحمد لتحقيق هذا الفرض.
والله العالم بالحق والحقيقة:
واللطيف أن الكاتب الأردني عودة مهاوش يقول في كتابه (الكتاب المقدس تحت المجهر/ هامش صفحة 143.
(عند مراجعتي لأحد الأناجيل الأسكندنافية فيه المتداولة اليوم والتي طبعت قبل حقبة من الزمن بالنزويجية, وجدت أن كلمة أحمد لا زالت موجودة بالشكل التالي amat وهذا الأسم لا زال يستعمل إلى يومنا هذا من قبل الأمريكيين نرويجي الأصل, ويكتب بالشكل التالي aodt وهذه الكلمة موجودة في نفس الأصحاح المذكور اعلاه بالنرويجية فراجع) المؤلف ويقصد بالأصحاح اصحاح يوحنا.
ولكي نزداد وثوقاً بأدلتنا - فمن المناسب أن نشير إلى أن دائرة المعارف الفرنسية في شرحها لكلمة محمد (ص) تقول:.
(محمد (ص) هو مؤسس الدين الإسلامي ومبعوث الله وخاتم الأنبياء وجاءت كلمة محمد من الحمد واشتقاقها من حمد يحمد الذي هو معنى التمجيد والتجليل, ومن الصدف العجيبة أن هناك أسماً آخر مشتقاً من الحمد وهو مرادف اللفظ(محمد) وهو كلمة (أحمد) التي يغلب الظن أن المسيحيين في الجزيرة العربية كانوا يستعملونها مكان فارقليط, وأحمد معناه المحمود كثيراً والمحترم جداً وهو ترجمة لكلمة (بريكلوتيوس) التي أخطأوا فوضعوا مكانها (بارا كليتوس) الكتاب المقدس تحت المجهر 142 وفي أنيس الإعلام لفخر الإسلام, مايزيدك يقيناً ورسوخاً لكون معنى كلمة فارقليط هو أحمد فراجع.
وهنا ملاحظة صغيرة:
إن إستبصار وتحول جماعة من اليهود في زمن النبي (ص) مثل عبد الله بن سلام, وأبن يامين وابن صوريا وأسد وثعلبة وسلام - والمعترفين غيرهم بالنبي وان لم يسلموا - وإلى يومنا هذا من المتحولين إلى الإسلام والمستبصرين الحقيقة.
طبعاً ومن النصارى من زمن النبي إلى يومنا هذا كذلك فيه دلالة واضحة على قبولهم بالقرآن بشكل قطعي وبالتالي هذا يعني أقرارهم بالبشارات وبلفظ أحمد الوارد وعندهم فلنتدبر هذا المعنى فان فيه دليل ظريف والله الموفق.
ودمتم في رعاية الله

احمد / العراق
تعليق على الجواب (1) ذكره في الكتب السماوية
ما هي لأدله على نبوة النبي محمد
الجواب:

الدليل هكذا :
1- ان الله تعالى شاءت حكمته ان يبعث الانبياء والمرسلين لاجل هداية البشرية.
2- انه سبحانه لا يجعل انبياءه غامضين مجهولين عن الناس بل يعرفهم لخلقه، وشاءت قدرته سبحانه وتعالى ان يعرفهم بتأييدهم بالمعاجز .
3- نبينا الاعظم صلى الله عليه واله يمتاز بمعجزة خالدة ومعاجز اخرى . اما المعجزة الخالدة فهي (القران الكريم) الذي تحدى به جهابذة وكبار فصحاء العرب وبلغائهم على ان يأتوا بمثله فعجزوا . وهي معجزة خالدة لان القران باق الى اخر الزمان يتحدى الجميع في الاتيان بمثله .
4- واما المعاجز الاخرى فهي كثيرة في كتب التاريخ منها : تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين، ونبوع الماء بين اصابعه . وشق القمر وغير ذلك .