السؤال: ليلة الإسراء والمعراج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وبعد، يقال إن ليلة الـ27 من رجب الأصب توافق ذكرى الإسراء والمعراج، لكنني بحسب تتبعي في المصادر المتوفرة تحت يدي لم أعثر على رواية صحيحة أو ضعيفة تذكر ذلك،
ثم عثرت على كتاب باسم (أرمغان إسلام) باللغة الأردو ومحرر بالكتابة (الكجراتية) لمؤلفه "آية الله محمد حسن نجفي ـ طاب ثراه ـ" كذا مسجلٌ على جلد الكتاب، ولم أعثر على غير هذا
الرجاء أن تتفضلوا علي بالتعليق على هذا الموضوع، وإعانتي عاجلاً في بيان حقيقة الأمر من الناحية العلمية وبالاستناد إلى الدليل سواء كان رواية شريفة أو تصريح لأحد الأساطين الذين يمكن التعويل على كلامهم الشريف.
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:

يقول محمد هادي اليوسفي في موسوعه (التاريخ الاسلامي): (ومجموع ما نقله المجلسي في باب المعراج في تاريخه كما يلي: ذكر خبر الخرائج ونقل عن المناقب عن ابن عباس انه كان في شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن الواقدي والسدي انه: كان قبل الهجرة بسته اشهر في السابع عشر من شهر رمضان.
وعن الواقدي أيضاً في (المنتقى) للكازروني قال: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوة قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً. وفيه قيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الاول قبل الهجرة بسنه من شعب ابي طالب الى بيت المقدس وقيل ليله سبع وعشرين من رجب. وقيل: كان الاسراء قبل الهجرة بسنه وشهرين وذلك سنه ثلاث وخمسين من عام الفيل.
وعن (العدد القويه) قال: ليلة احدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الاسراء برسول الله, وقيل في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن كتاب (التذكرة): في ليلة السابع والعشرين من رجب السنه الثانية من الهجرة كان الاسراء فالاختلاف من سنه بعد البعثة الى سنتين بعد الهجرة).
إلى أن يقول: (ولعل من أقوى ما يدل على تاريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة ما مر من اثبات ميلاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) في السنة الخامسة من النبوة بالاضافه الى ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) وابن عباس وسعد بن مالك وعائشة: انها اذا عاتبته على كثرة تقبيله لابنته الزهراء قال لها: يا عائشه: لما اسري بي الى السماء أدخلني جبرئيل الجنه فناولني منها تفاحه فاكلتها فصارت نطفه في صلبي ففاطمه من تلك النطفة ففاطمه حوارء إنسية وكلما اشتقت الى الجنه قبلتها.
وقد علم مما مر أن فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين اي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل ـ وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية ـ واذا كان ظهور نطفه فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعياً اقتضى ان يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقل منها، ولكن لا يدري هل هي من المعراج الاول أو الثاني؟ فلو كانت من الاول اقتضى ذلك ترجيح القول الاول بأن المعراج كان بعد سنه من الرساله ليكون ميلاد الصديقه في السنة الثانية.
وبما أن التاريخ بسنة البعثة بالنبوة لا السنة العربية بدءاً بمحرم, فالحساب من شهر شعبان ـ بعد البعثة في أواخر شهر رجب واليه, وعليه فيترجح القول بكون المعراج الاول في شهر رمضان ولعله في احدى ليالي القدر: التاسع عشر أو الحادي والعشرين كما مر في (العدد القوية) وكما مر عن (المنتقى) عن الواقدي وعن (المناقب) عن الواقدي والسدي. وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادي الثانية ميلاد الصديقة (عليها السلام) وفي شهر رجب بعد الجمادي الثانية تنتهي السنه الثانية للرسالة والخامسة للنبوة)
للمزيد راجع (موسوعة التاريخ الاسلامي ج1 ص533).