لسؤال: قصة غار حراء وبدء الوحي
أريد قصة غار حراء الحقيقية والصادقة , وماذا كان فعل الرسول آن ذاك ... وخديجة... يعني حقيقة القصة كاملة ..
ومشكورين والله يعطيكم العافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:

قال السيد جعفر مرتضى العاملي: الذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به, مطمئنناَ إلى المهمة التي أوكلت إليه (كما يرويه ابن إسحاق)... , فشاركه أهله في السرور, وأسلموا, وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام).
فعن زرارة انه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: (ان الله إذا أتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار, فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه) (تفسير العياشي 2: 201).
وسئل(ع): كيف علمت الرسل أنها رسل؟ قال: كشف عنهم الغطاء (البحار 11: 56).
وقال الطبرسي: أن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البينة. الدالة على أن ما يوحي إليه أنما هو من الله تعالى, فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق (مجمع البيان 10: 384).
وقال عياض: لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك أو يلبس عليه الأمر, لا في أول الرسالة ولا بعدها, والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة, بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك, ورسوله الحقيقي أما بعلم ضروري يخلقه الله له أو ببرهان جلي يظهره الله لديه, لتتم كلمة ربك صدقاً وعدلاً, لا مبدل لكلمات الله(رسالة الشفاء: 112)( الصحيح من السيرة2: 307).
وأما ما روي في ذلك عند أهل السنة (فيراجع ما أجبنا عليه سابقا من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه).
وللتفصيل أكثر لا بأس بمراجعة كتاب (الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء الثاني الفصل الثاني: روايات بدء الوحي..)