السؤال: رواية مرسلة عن نزول جبرائيل (عليه السلام) في بداية الوحي
إعلام الورى بأعلام الهدى ص53 طبعة مؤسسة الأعلمي الأولى:
ذكر علي بن إبراهيم – و هو من أجل رواتنا و رواة أصحابنا – في كتابه أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع و ثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله فينكر ذلك فلما طال عليه الأمر و كان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له : من أنت ؟ قال: جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك و كانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهود و خبر بحيراء و ما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون كذلك و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك فنزل جبرئيل (ع) و أنزل عليه ماء من السماء فقال : يا محمد قم توضأ للصلاة ، فعلمه جبرئيل الوضوء و غسل الوجه واليدين من المرفق و مسح الرأس و الرجلين إلى الكعبين و علمه السجود و الركوع ، فلما تم له (صلى الله عليه وآله) أربعون سنة أمره بالصلاة و عمله حدودها ، و لم ينزل عليه
أوقاتها فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت .. الخ .
الجواب:

الرواية ذكرت في قصص الأنبياء للراوندي المتوفي 573 هـ وكذلك في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المتوفي سنة 588 هـ ونقلها عنهما صاحب البحار وكذلك وردت في أعلام الورى للطبرسي المتوفي سنة 548 هـ وفي كل هذه الكتب لم يذكر لهذه الرواية سند غير ما ذكرت من أنها رواية عن علي بن إبراهيم, فالرواية في مصطلح علم الحديث تسمى مرسلة وبذا تعد رواية ضعيفة لأرسالها.
وعلى فرض صحة الرواية يمكن قبولها بوجه مقبول وذلك على فرض عدم إنكار الرسالة بل إنكار تقدمها وان لها موعداً خاصاً يعرفه فوصفه بها قبل بعثته هو مورد الإنكار ويمكن القول بإنكار الرسالة بمعنى عدم المعرفة بها ولو كانت هناك اخبار تفيد معرفته بالنبوة قبل البعثة فإنها تشير إلى معرفة بالنبوة دون الرسالة وهما مقامان مختلفان.
وأما إنكار خديجة فأنها سلام الله عليها ما كان لها العلم التفصيلي بنبوة النبي(صلى الله عليه وآله) إلا تلك الإشارات التي عرفتها قبل زواجها منه وبعد زواجه وكان رجاء خديجة قبل إخبار النبي لها بنبوته وإلا فأنها بعد اخبار النبي لها آمنت به وصدقته فالرجاء حصل لفترة معرفتها بنزول شخص عليه وقبل معرفتها بأنه الوحي المرسل من السماء وانه جبرائيل (عليه السلام) ولعل هذا يُعرف من قوله بعد ذلك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتم ذلك.
وأما تعليمه الصلاة فلم يعلم ان تعبّده قبل البعثة كان من نوع الصلاة والوضوء بل لعله كان على ملة إبراهيم.
واما عدم معرفته بجبرائيل وان جبرائيل خُلق من نوره فلاختلاف العوالم ففي ذلك العالم خلق جبرائيل من نورهم صلوات الله عليهم وفي هذا العالم جاء بصورة اخرى وفي بعض الروايات على صورة دحية الكلبي فلاختلاف خصوصيات كل عالم حصل السؤال في جبرائيل انه من هو؟.