يبتكر العلماء اشياء، ويشقون طرقا في البحث تبدو شديدة التعقيد احيانا، إلا انها غبية للغاية في الوقت نفسه.
تقول الحكاية او النكتة ان وكالة ابحاث الفضاء الاميركية (ناسا) كلفت مجموعة من العلماء لكي يبتكروا قلما يصلح للاستخدام في مختلف الظروف، تحت الماء مثلا، او في ظروف حرارية مختلفة، وفي الفضاء حيث تفقد الأشياء وزنها وبحيث لا تسيح المادة التي يتضمنها القلم للكتابة.
تكاليف البحث تجاوزت، في الستينات من القرن الماضي، مبلغ مليون دولار او ما يعادل 10 ملايين دولار على الاقل بأسعار اليوم.
ويقال ان الروس سمعوا بالمحاولة الأميركية لاختراع قلم يعمل تحت مختلف الظروف، ولكنهم في غضون دقائق قرروا استخدام قلم الرصاص. فهو يعمل في اجواء الحرارة العالية او حتى تحت الماء، وسواء استخدمته في ظروف انعدام الجاذبية او لا فان الكاربون الذي يوجد في القلم لا يسيح.
وبذلك اثبت العلماء الروس ان نظراءهم الاميركيين قد يكونون علماء متفوقين بالابتكارات إلا انهم أغبياء أيضا.
الشيء نفسه حصل في اليابان واعلنت نتائجه الثلاثاء. إذ أظهرت دراسة يابانية جديدة أن البطاطا يمكن أن تكافح السرطان بعد تعريضها لصدمات كهربائية وموجات صوتية عالية التردد، إذ أن ذلك يزيد من مضادات الأكسدة فيها، والتي تعد مهمة في منع أمراض مزمنة بينها أنواع عدة من السرطان.
المسألة هي إذن، مسألة زيادة مضادات الأكسدة.
وقال علماء زراعيون بجامعة "اوبيهيرو" اليابانية انهم اكتشفوا طريقة فريدة عرّضوا فيها البطاطا لصدمات كهربائية وموجات صوتية عالية، ما حث هذا الخضار على فرز كميات ملحوظة من مضادات الأكسدة ذات الفائدة في علاج السرطان وأمراض القلب.
وقال العالم المسؤول عن الدراسة كازونوري هيروناكا إنه لم يسبق وأن أجريت هكذا دراسة من قبل،و أظهرت الآثار المفيدة لخضروات عدلت عبر طرق تقنية.
وقد وضع العلماء البطاطا في ماء 10 دقائق عرضت خلالها لموجات صوتية بقوة 600 وات، كما وضعت حبات أخرى بمحلول ملحي وعرضت إلى صدمات كهربائية بقوة 15 فولت لمدة تتراوح بين 10 و30 دقيقة، وتبيّن أن البطاطا فرزت بعد ذلك مضادات للأكسدة بزيادة 60% مقارنة بالحبات التي لم تعالج.
وقال هيرونوكا إن "مضادات الأكسدة الموجودة في الفاكهة والخضار تعد ذات أهمية غذائية تمنع الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وأنواع من السرطانات والسكري والأعصاب".
هذا يعني ان كل هذه التجربة المعقدة والملتوية تستهدف زيادة الأكسدة بنسبة 60%.
عالم ما في روسيا او الهند او أي مكان آخر سيكتشف وسيلة أخرى: بدلا من حبة البطاطا الواحدة، كُل حبتين فتحصل على كل الأكسدة المطلوبة من دون تعذيب البطاطا بالصدمات الكهربائية، وبكلفة أقل بكثير.