الجدل البيزنطي : ويقصد به الجدل والنقاش العقيم الذي لافائدة منه.
والكلمة جاءت من (بيزنطة) Byzantium وهي مدينة إغريقية قديمة
كانت تقع على مضيق البوسفور وفي عام 335م جعلها الإمبراطور
قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الرومانية البيزنطية وأصبح يطلق
عليها القسطنطينية، ثم تحولت بعد فتح العثمانيين لها إلى اسلامبول
ثم أخيرا، وحاليا، إلى استانبول (في تركيا). وبينما كان السلطان
العثماني محمد الفاتح على أسوار القسطنطينية (بيزنطة)
يدكها مع جيشه بالقنابل والمنجنيق، و يحاولون تسلق أسوارها
العالية من أجل الدخول اليها، كان الرهبان وعلماء بيزنطة في
الكنيسة الكبيرة، يتجادلون فيما بينهم عن مسألة ما إذا كانت
الملائكة ذكورا أم إناثا ، وحول من وجد قبل الأخرى الدجاجة
أم البيضة ؟! فكان هذا الجدل العقيم أحد أسباب سقوط بيزنطة !
الجدل او النقاش البيزنطي هو أن يتناقش الطرفان دون أن يُقنع أحدهما الآخر، أو دون أن يتنازل الآخر عن وجهة نظره، سلبية كانت أم إيجايبة، وهذا ما قد يؤدي إلى اختلال في التوازن الفكري لدى أحد الطرفين، أو ربما كلاهما..
أما السند التاريخي لهذا المثل فهو حينما حاصر السلطان العثماني الكبير محمد الثاني (المشهور بمحمد الفاتح) القسطنطينية (الامبراطورية البيزنطية أو الامبراطورية الرومانية الشرقية) هذه المدينة الأسطورية التي صمدت في وجه كل أعداءها على مدى 11 قرن أي 1100 سنة تقريبا، ها هي على وشك الوقوع في يد السلطان العثماني، ماذا فعل البيزنطيون ازاء هذا الحصار القوي على مدينتهم وعاصمة مملكتهم ؟..
لقد استمروا في مناقشة خلافاتهم الدينية وبينما كانت قذائف محمد الفاتح تدك اسوار القسطنطينية، كان البيزنطيين يكفرون بعضهم البعض !.. وكان الامبراطور قسطنطين الحادي عشر يحاول تهدئتهم وتوحيدهم للتصدي للسلطان ولكن بلاجدوى !..
حتى أن الامبراطور قد بكى وهو يرجو كلا الطرفين للكف عن نقاشاتهم التي أودت بالقسطنطينية، وقد قاتل الامبراطور قسطنطين بشجاعة إلى أن قتل ووقعت القسطنطينية في يد محمد الثاني الذي أصبح يعرف بالفاتح بعد فتحه للقسطنطينية وكان ذلك سنة 1453 م.. تم افتتاح القسطنطينية سنة 330 م وافتتحها الامبراطور الكبير قسطنطين الأول، وسقطت سنة 1453 على عهد الامبراطور قسطنطين الحادي عشر.